المحتوى الرئيسى

عشرون سنة .. ودن من طين وودن من عجين

09/28 00:05

عيب ان تنشر الحكومه خبر استيرادها قمحا من فرنسا لصناعه رغيف العيش للشعب.

وماساه ان نقرا في جريده «الاهرام» يوم الاحد الماضي مقالا للاستاذه سكينة فؤاد بعنوان: «الاكتفاء من القمح.. المشروع القومي القادم».

وسبب الماساه ان جامعاتنا قد بح صوتها طوال مده حكم الرئيس مبارك في النداء بزراعه القمح كمشروع قومي لسد الفجوه الغذائيه في مصر وتعزيز استقلال الاراده المصريه.. ولكن نظام الحكم اعطانا ودنا من طين واخري من عجين.. فقد رجعت الي كل مقالاتنا المنشوره في الصحف منذ عشرين سنه لنجد مقالا منشورا في جريده «الشعب» بتاريخ 25 اكتوبر 1988 ذكرنا فيه حديثا للرئيس مبارك في الاحتفال بعيد الفلاح في محافظة المنوفيه يشكو فيه من اثر الجفاف في امريكا علي اسعار القمح والعلف والبيض والدواجن، وذكر انه طلب من الحكومه دراسه انتاج خبز بالقاهره تكون قيمته خمسه قروش الي جانب الرغيف بقرشين.

وعلقت علي خطاب الرئيس قائلا: «ان جامعاتنا عندما تستمع الي مثل هذا الخطاب تضرب كفا بكف متحسره علي صوتها الذي بح علما ومشوره للحكومه دون ان تاخذ بها ما يوقعها في مازق خطير مثل جفاف امريكا وزياده اسعار القمح، وقلنا للرئيس ان علاج ازمه القمح والذره والعلف لا يكون بالاسلوب الخاطئ الذي اتبعته الحكومه بالاعتماد علي استيراد القمح من امريكا وانما العلاج السليم يكون بتكثيف الاعتماد علي الذات بسد الفجوه الغذائيه وزراعه الصحراء المصرية واستثمار المياه الجوفيه.. وان لدي السلطات مقترحات مدونه لزراعه مليون فدان قمحا بالاراضي الصحراويه.. وفسرنا ذلك بمقال لاحق في جريده «الوفد» يوم 29 ديسمبر 1988 بعنوان «مليون فدان قمحا مصريا بالصناديق والبنوك العربيه» بعرض تقدم به الامير عبدالله الفيصل رئيس بنك فيصل الاسلامي مع استعداد الصندوق العربي الاقتصادي للمشاركه بالتمويل.. وقلنا للرئيس ان كليه زراعه المنصوره اوفدت اساتذتها الي منطقه العوينات وشاركوا جامعه برلين في الابحاث عن زراعه القمح والذره بالمياه الجوفيه الغزيره وكانت النتائج عظيمه، وقامت الشركه العامه للبترول بزراعه عشره الاف فدان كمزرعه نموذجيه وفعلت القوات المسلحه مثلها ودخلت ايطاليا بمنحه لزراعه مائتي فدان واستثمار الطاقه الشمسيه.

وكان رد الرئيس مبارك.. ان امريكا تزودنا بالقمح بسعر ارخص من انتاجه في مصر.. واضاف يوسف والي وزير زراعته انه سيزرع محصولات اخري مثل الكانتالوب والفراوله ويصدرها باسعار مرتفعه واستخدام حصيلتهما في استيراد القمح.

وقد ضقنا ذرعا بحكومه الرئيس مبارك فنشرنا مقالا في جريده «الوفد» في 16 مارس 1990 نتهم الحكومه بالتخريب..

نعم نتهمها بالتخريب.. ولو كان في مصر محاكمات عادله للمسئولين لطلبنا تقديم وزير الزراعه ومن حوله للمحاكمه بتهمه الخيانه العظمي لهذا الشعب.

وكانت النتيجه استخفاف الرئيس مبارك بنا وبالجامعه في خطابه بمناسبه الاحتفال بعيد ثوره 23 يوليو 1990 اذ تعرض الرئيس للمشروع القومي للقمح وقال بالنص: «نيجي نتكلم بقي علي بعض من الاخوان كلموني علي مشروع قومي كبير ايضا للزراعه.. اتقال كده بقي، طلعلي واحد من اخونا دكتور يقوللي لا انا عاوز مليون فدان.. مليون فدان ايه؟ اطبخي يا جاريه.. كلف يا سيدي عارفينها ولا مش عارفينها؟»

باختصار.. كانت امريكا تعارض زراعه القمح في مصر حتي تصدر لها فائض انتاجها من القمح وتجعلها مرتبطه بها في اهم احتياجاتها عن غذاء الشعب حتي تستخدم ذلك سلاحا للضغط عليها في سياستها.

وحتي لا اطيل علي القارئ.. فقد نشرنا وغيرنا عشرات المقالات مثل المقال الذي تنشره اليوم الاستاذه سكينه فؤاد بعنوان «الاكتفاء من القمح.. المشروع القومي القادم» واعرف انها كانت دائما من الكتاب الوطنيين الذين كانوا ينادون بذلك المشروع القومي.. ولكنها لم تياس ودبّ فيها الحماس بعد ان رات استجابه الشعب للمشروع القومي الكبير الذي نادي به الرئيس السيسي وقال للشعب انك انت الذي تموله.. وقد سارع الشعب فعلا بالاستجابه  للرئيس ووّرد للبنوك اربعه وستين مليار جنيه في ثمانيه ايام لشق قناه جديده الي جوار مجري قناه السويس.

نرشح لك

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل