المحتوى الرئيسى

رحيل القاص العراقي محسن الخفاجي.. الطائر السجين!!

09/27 23:34

بغداد:  نعي اتحاد الادباء والكتاب في العراق القاص محسن الخفاجي الذي توفاه الاجل اثر نوبة قلبية مفاجئه داهمته مساء السبت في مدينته الناصريه،عن عمر  64 عاما، بعد معاناه طويله من الاوجاع والامراض التي تركت اثارها علي صحته، ومن ابرز العلامات الفارقه في حياته اعتقاله من قبل القوات الاميركيه وزجه في سجن (بوكا) لمده ثلاث سنين قال عنها (حتي السحابه بكت لاجلي).

    والخفاجي  قاص وروائي ومترجم من الناصريه (جنوبي العراق) يكتب الأدب القصصي منذ عام 1967 وحصلت اعماله علي تقدير نقدي كبير منذ الستينيات، ووصفه الكثيرون بانه من اجمل كتاب القصه والروايه في العراق، وقد درس اعماله العديد من النقاد منهم الدكتور علي جواد الطاهر جبرا إبراهيم جبرا والناقد فاضل ثامر وياسين النصير  واحمد خلف وحسين سرمك وعبد الاله احمد والدكتور عبد الله إبراهيم والدكتور محسن الموسوي، محسن الخفاجي، ويؤكد العديد من الادباء انه كتب القصه والروايه في سن مبكره، فاحتل بجداره الصف الاول، واصبح واحدا من الذين يشار اليهم بالبنان، لكنه للاسف واحد من الاقلام التي لم تنل الشهره وفق استحقاقها المعروفه لانه يعمل وينتج بهدوء وبعيدا عن اي صخب اعلامي او بحثا عن الاضواء، ومن ثم لابتعاده عن المشهد الثقافي العراقي، بعد عام 2003 نتيجه النكسات التي واجهته، ووقوعه اخيرا في قبضه المرض الذي اسكت قلبه.

  محسن الخفاجي. من مواليد 1950، بعد تخرجه من دار المعلمين عام 1967 عمل معلما حتي تقاعد في 1996. تم اعتقاله عام 2003 من قبل قوات التحالف واطلق سراحه في الثالث والعشرين من نيسان 2006. توزعت نتاجاته بين القصه القصيره والروايه والترجمه. قصصيا، صدرت له (سماء مفتوحه الي الابد – 1974) و (ثياب حداد بلون الورد- 1979) و (طائر في دخان- 1996) و (ايماءات ضائعه – 2001). روائيا، اصدر الروايات التاليه: (وشم علي حجاره الجبل- 1983) و (العوده الي شجره الحناء- 1987) و (يوم حرق العنقاء- 2001). في قابل الايام، ستصدر له (النازي الاخير وايفا براون- قصص) و (بيضه الغراب- روايه) و (حب اسود- روايه) و (دموع ذهبيه- قصائد) و (لو كانت للابد نهايه- روايه).. حصل الخفاجي علي العديد من الجوائز، نذكر ابرزها: (جائزه الابداع عن الكتاب القصصي ايماءات ضائعه 2001 – وزاره الثقافه والاعلام) و الجائزه الاولي عن القصص (الحافه 1968، اليوم الخامس في وادي الشمس 1983، و ميته ذهبيه في طرواده 1999، يوم حرق العنقاء –روايه- 2001).. كما حصل علي ست جوائز تقديريه في القصه بين 1983 و 1989، كما انه انجز خلال وجوده في (بوكا)  كتابه كتابين احدهما بعنوان ( دموع من ذهب ابريز ) والثاني بعنوان ( كتاب الحب الاسود ) وهما كتابان خارج الجنس خليط من السرد القصصي والتعليقات والكتابه النقديه والافكار الفلسفيه،  كما كتب مجموعه قصصيه بعنوان ( النازي الاخير وايفا براون )  ولديه روايه لم تطبع بعنوان ( لو كانت للابد نهايه )،0 ولكنه لم يفكر في  كتابه ذكرياته في السجن لانه كما يقول ( اريد ان انساها فهي تجربه مره جدا )

   وقد حصل علي العديد من الجوائز الادبيه في القصه والروايه اخرها جائزه الابداع في القصه القصيره عن كتابه القصصي (ايماءات ضائعه) ومن اعماله الادبيه ( ثياب حداد بلون الورد، يوم حرق العنقاء، طائر علي حجر، لو كان للابد نهايه )، اعتقل من قبل قوات التحالف وقضي ثلاث سنوات وثلاثه ايام في معسكر بوكا الصحرواي في ام قصر في البصره وقد تدخلت الكثير من المنظمات والجمعيات لاطلاق سراحه منها منظمه P.E.N الامريكيه واتحاد الكتاب العرب واتحاد الادباء العراقيين وجريده المدي والصليب الاحمر السويسري ومنظمه حقوق الانسان العالميه ومنظمه بابل الثقافيه ومئات الادباء من الداخل والخارج، والاديب محسن الخفاجي يقيم حاليا في الناصريه وهو عضو اتحاد الادباء والكتاب العراقيين منذ عام 1980 وعضو اتحاد الكتاب العرب.

رسالته  الي الرئيس الامريكي جورج دبليو بوش …

ومما يذكر له تلك الرساله التي وجهها الي الرئيس الاميركي من معتقله في سجن (بوكا) لتهمه غير واضحه

سياده الرئيس الامريكي جورج دبليو بوش ـ البيت الابيض / واشنطن

صباح الخير سياده الرئيس. انا محسن خريش عبيد الخفاجي اقدم معتقل عراقي في معتقلات العزله في اقصي الجنوب العراقي، حتي اقدم من رجال القائمه الخمسه والخمسين. اخذتني حسن النيه اليكم وتصورت انني ساجد ملاذا امناً فما وجدت سوي الاصفاد وطقطقه العظام.

يعرفني العالم بانني لا احترف شيئا سوي الكتابه. واحيانا انا رسام وخطاط الجيد وجليس اسطوري في مقاهي المدينه حيث انا من سكنه اور التي قربها جلست الهه الحرف ترسم حلم الحضاره لتولد. لست متزوجا ولااملك في هذا الوطن شبرا عدا غرفه في بيت ورثته مع اخوتي تتناثر فيها الكتب واسطوانات مضغوطه لافلام اكثرها منتج في هوليود. فانا احب الغرب ليس لانه يرتدي الخوذه ويذهب بعيدا الي بلدان يريد ان يؤسس فيها ديمقراطيه هيمنغتون. بل لان همنغواي ووالت ويتمان وشارون ستون وجون ابدايك وماكليش ومارلين مورنو يبعثون في شهوه لاكون اكثر سعاده من صاحب مطحنه او ناطحه سحاب ولهذا كل حياتي هي طوفان في حلم وعدا هذا قد لا اعرف شيئا غير صحبه الكتاب والترجمه والبيضه المسلوقه.

انا روائي اي الكتابه هي كل ما عرفته وهاهي الان اسيره عندكم لعامين واشهر مجرد رقم بين الارقام التي تمتلئ بها حاسبه المعتقل. لم يحقق معي منذ اكثر من عام. وبلغت اكثر من مره ان علي مغادره السجن وينبغي ان اجئ بكفيل.

ولكن الامر لم يكن سوي لعبه بيسبول حيث يمارس علي انا الاديب العراقي جزء من حرب نفسيه ولامبالاه وحتي اهمال وكانني شاركت الرئيس السابق حكم العراق طوال كل تلك السنين ولو سالتم اهل الناصريه وهي مدينه مستلبه قبعت في الجنوب العراقي قرب مدينه اور الاثريه التي ولد فيها نبي الاشراق والتبشير ابراهيم الخليل غ لوجدتم انني لم ابصم يوما ما علي ورقه انتماء الي اي حزب سياسي عدا انتمائي الي اتحاد الادباء والكتاب في بلدي ونقابه الفنانين والمعلمين كوني كنت معلما قبل ان احيل نفسي الي التقاعد مبكرا تخلصا من احراجات قواطع الحرب ولاتفرغ لكتابتي الابداعيه، وبقيت امسك بوهيميه الحلم لاعيش لذاتي فلا ادري ان كان المليون دينار يساوي دينار ام الدينار يساوي مليون ورغم هذا وجدت نفسي بينكم. تتبدل طواقم المعتقلات وانا باق. تمر الايام وانا باق. تناشدكم المنظمات الدوليه والشرفاء في هذا العالم وانا باق. وربما اموت وانا باق عندكم.

انا لست الفوهرور ولا وطبان او علي كيماوي ولست موسليني او بن لادن. انا كاتب قصه ومحتسي شاي جيد وصانع حلم ورغبه وبها قدمت اليكم عساكم تستفادون من رؤي مخيلتي لاسقاط بعض اوهام المجيء الي العراق.وفجاه وجدت نفسي مرميا في قفص من الاسلاك الشائكه.

لا اريد ان اصف ايام الاعتقال الاولي فهي اكثر من محنه غير انني بعد كل هذه الازمنه الطويله والتي اكتوت بها عذابات روحي لاقاد الي شيخوخه مبكره اقول انا برئ سياده الرئيس. لا امتلك من الذنوب ما اسيء به الي البنتاغون والصقر النيفادي وليس في نيتي النظر شزراً الي تمثال الحريه.

اريد ان اعود الي حضن وطني ومثل نوارس بلادي اريد ان اتمتع بحريه الطيران.

بقيتم ام غادرتم هذا امر مابات يعنيني هنا لانني في قفص وذاكرتي مشدوده الي تعداد الصباح والمساء. في خارج المعتقل هناك من يعنيهم هذا الامر وانا احلم مثلما يحلمون واتمني ان لا يصيب احدهم ما اصابني من عزله وقهر وكابه.

انتظر ان تصلك رسالتي. وانتظر لاحد الطيبين والشرفاء الكثر في هذا العالم ان يترجمها ويوصلها الي مكتبك البيضاوي بعد ام تمر خجله بممرات البيت الرئاسي وترفع قبعه الاحترام لصوره الرئيس ويلسن صاحب مبادئ حقوق الانسان الشهيره وهي موجوده في القاعه الرئاسيه الزرقاء وحتماً سيهب معها متضامنا ويدون بيد مرتعشه ورقه توصيه من رئيس جد الي رئيس حفيد وحتما ستتعامل معها بجديه وتقول: اطلقوا هذا الطائر من قفصه..

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل