المحتوى الرئيسى

رسالة تشرح وقائع موت معلن ليلى إبراهيم شلبي

09/27 07:46

لم اصدق عيني وانا اطالع تلك الصوره الصادمه التي تناقلتها شبكه التواصل الاجتماعي «فيس بوك» هذا الاسبوع. خلتها خدعه سخيفه وما اكثرها علي تلك الشبكات. لكن كل الجرائد اليوميه في صباح اليوم التالي نشرتها: الصوره لجثه رجل تتدلي معلقه في الهواء من هيكل لوحه اعلانات عملاقه علي طريق اسماعيليه الصحراوي اختار ان يتخلص من حياته شنقا. اختلفت التعليقات حول السبب الذي دفعه للانتحار شنقا فجاءت كلمات عن الديون التي تراكمت واخري عن عجزه عن طلاق زوجته في اشاره الي انه قبطي. لم يكن في كل هذا ما يهمني انما ما اوجعني حقا ان الرجل مات وحيدا علي الملا!

لا يخالجني ادني شك في ان الرجل عاني ما لا طاقه له به من ضغوط حياتيه لكنه ولابد ايضا انه عاني من ملابسات نفسيه وربما عقليه دفعته دفعا الي ان يرفض الاستمرار في الحياه. الشيء الذي يبقي بلا تفسير هو تلك الطريقه الصادمه التي اختار ان يموت بها.

الي اللحظات الاخيره كان منتبها تماما لما يفعل. قياده سياره نقل علي الطريق الصحراوي فعل ايجابي لابد له من يقظه وقدره علي التحكم وتوافق بين العقل والقدره علي اداء رد الفعل المناسب لاي فعل مفاجئ علي الطريق.

لا اظن ان الفكره جاءت وليده اللحظه او ان الاكتئاب كان الكفه الاكثر ثقلا في ميزان حياته. كان لهذا الرجل رساله ارادها ان تصل الي كل العالم من حوله والا ما اختار وقائع موته عنوانا للوحه اعلانات ضخمه علي الطريق لا تخطئها عين او يمكن تجاهلها.

لهذا الرجل عائله واصدقاء وزملاء يجب ان يدلوا اليوم بشهادات كامله عنه في تقرير نفسي علمي يعهد به الي هيئه علميه متخصصه يمكنها في النهايه ان تستخلص رساله هذا الرجل الذي اعلن عنها دون ان يمنحه العالم فرصه ليتلوها عليه.

تظل الصحه النفسيه بمناي عن اهتمام اصحاب الشان الطبي في مصر.

لا يمكن التغاضي عن قصور المشروع الطبي في بلادنا وتبعاته لكن هذا لا يجب علي الاطلاق الاهتمام بالصحه النفسيه والعقليه للمواطن المصري. الهم واحد لكن الواجب لا يتجزا ابدا.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل