المحتوى الرئيسى

أمجاد يا عرب أمجاد ناجح إبراهيم

09/27 07:46

يعيش العالم العربي عصر الجماعات والميليشيات التي تمتلك السلاح والعتاد وتملك اقتصادًا قد يوازي او يتفوق علي اقتصاد الدوله وتملك اجهزه اتصالات واستخبارات توازي او تتفوق احياناً علي اجهزه اتصالات واستخبارات الدوله التي تعيش علي ارضها!

فهل انتهي عصر الدوله الوطنيه في العالم العربي بعدما انتهي عهد الخلافه والسلطنه من قبل مثل الدولة الأموية والعباسيه والايوبيه والمماليك ؟

وهل نحن مقبلون لا محاله علي مرحله الصراع السني الشيعي او الصراع العرقي و المذهبي، بديلاً عن الصراع العربي الاسرائيلي الذي ظل متربعاً علي عرش العقل والسياسه العربيه لمده 60 عاماً كامله؟

هذه اسئله مهمه لا بد ان نجيب عنها بمنتهي الصراحه والوضوح.. والا نضع رءوسنا في الرمال ونحن نري نذر تفكك الدوله الوطنيه ماثلاً للعيان.

فداعش هي المسيطره علي مجريات الامور في مناطق السنه في العراق.. وهي تريد ان تتوسع علي حساب الاكراد والشيعه شمالاً وجنوباً بل هي تعلن خلافه وتريد من كل الدول والحركات تبعيتها .. قد تكون هناك سذاجه في ذلك الاعلان؟.. لكن السيطره علي الارض قائمه .. ولولا دخول امريكا والغرب علي الخط «لكان هناك كلام ثاني» علي راي المعلق «محمد لطيف».

وحزب الله اللبناني اقوي بكثير من الدولة اللبنانية وجهاز استخباراته اقوي من المخابرات اللبنانيه وقد يخترق الاخيره ولا تخترقه.. ولديه شبكه محمول وتليفونات ارضيه ولا سلكيه خاصه به.. ولديه جيش ايدلوجي قوي جداً.. فاذا قلت اجمالا ان حزب الله اقوي من الدوله اللبنانيه بكثير فانك لا تكون مخطئاً .. ولولا ان جيش لبنان ما زال باقياً لتفككت تلك الدوله التي تعيش بلا رئيس منذ قرابه عام .

اما اليمن فقد راي الجميع الحوثيين وقد سيطروا علي معظم مدن اليمن واستعرضوا قوتهم وبعض اسلحتهم في العاصمه واجبروا الحكومه اجباراً علي ما يريدون.. فهم الان اقوي من الدوله عسكرياً واقتصادياً واعلامياً وتنظيمياً والفضل في ذلك للدعم الايراني المستمر والمتواصل .. مع نقل تجربه حزب الله اليهم سياسياً وعسكرياً واعلامياً واقتصادياً واستخباراتيًا .. وهكذا تلحق اليمن بالعراق ولبنان .

اما سوريا فالجيش السوري الحر يسيطر علي بعض مناطقها ويتحكم فيها.. والمناطق الاخري تسيطر عليها جبهه النصره وهي ابن من ابناء تنظيم القاعده وشقيق داعش الاصغر برغم ما بينها من جفوه وجفاء ونذر حرب وصدام.. اذا سوريا ايضاً ممزقه بين هؤلاء وهؤلاء.. فالدوله غائبه في سوريا .. واذا حضرت ظلمت وبغت وقتلت .. اما الجماعات والميليشيات فتعبث كما تشاء وتحل وتحرم وتقتل وتعفو عمن تشاء دون قواعد ثابته شان كل الميليشيات حيث لا ضابط لها ولا رابط .

وفي ليبيا تسيطر عده ميليشيات علي الارض الليبيه واقواها واهمها انصار الشريعه وهي الابن الثالث لتنظيم القاعده.. ويحوي مثل داعش والنصره جنسيات عديده فهي تنظيمات multinational .. وهي تمتلك الاسلحه الثقيله والمدافع والدبابات .. وتفعل ما تريد وتحكم بما تشاء .. والحكومه والبرلمان هناك مثل الخليفه قديماً لا يملك الا «الخطبه والسكه» اي الدعاء له علي المنبر .. وصورته علي العمله .

اما في مصر فقد ظلت سيناء الشماليه رهينه لمجموعات تكفيريه اهمها «انصار بيت المقدس» لثلاث سنوات كامله من ثوره 25 يناير وحتي 30 يونيو .. وبعدها بدات الدوله المصريه في خلع جذورها من سيناء .. اما الصومال فحاله شبيه بذلك.

هذا هو العالم العربي .. ولكن يلح عليّ سؤال خطير يحتاج الي اجابه:

لماذا حدث ذلك كله في الدول الجمهوريه ولم يحدث في الدول الملكيه ؟

ولماذا حدث بعد الربيع العربي؟!

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل