المحتوى الرئيسى

أقباط «الشامية» بأسيوط تحت رحمة العصابات.. «الدفع أو القتل»

09/26 19:14

• تهجير قسري لـ11 اسره رفضت دفع الاتاوه.. والانبا يؤانس: نسال الله ان يرحمنا من الازمه

• زعيم العصابه مهددًا ضحاياه: انا مش الحكومه انا اللي كسرت الحكومه

• مصدر امني: قبضنا علي 12 من افراد العصابه و50 حمله لم تفلح مع اشرف

• مدير ايبراشيه اسيوط: قدمنا ملفًا كاملًا للمسؤولين.. وشكوت للرئيس السيسي ولا بد ان نصبر عليه

• اللواء ابو القاسم ابو ضيف: الشرطه تبذل جهودًا كبيره لضبط الامن في القريه.. وقتلنا نجل شقيق اشرف

«قبطي وغني».. بهاتين الكلمتين لخص عصام ميشيل، ابن قريه الشاميه بمركز ساحل سليم، الذي جلب عليه ماله المتاعب وشر العصابات المسلحه التي «تنغص علي الاقباط في الصعيد حياتهم».

مع كل خطوه يسيرها في الشوارع، يتلفت حوله ناظرًا من اي جهه ياتيه رصاص المجرمين؛ لانه لم يدفع الاتاوه، منتظرًا مصير شقيقيه.

ففي وزاره الداخليه قابله المسؤول الكبير واخذ منه شكواه بعدما استمع الي توسلاته، منذ اكثر من اسبوع، لكن شيئًا لم يحدث ولم تتحرك الشرطه، التي شنت حمله وحيده علي «عصابه الشاميه» في شهر فبراير الماضي، وخرجت من الحمله صفر اليدين بعد هروب المتهمين الي المناطق الجبليه.

«قصه قريه الشاميه باسيوط لم تحدث في عصر الرئيس المعزول محمد مرسي، لكنها حدثت بعد 30 يونيو».. هكذا بدا عصام يروي ماساته لـ«الشروق»، قائلا: تلقي شقيقي مدحت منذ عام اتصالا من شخص شهرته «اشرف حلاقه»، معروف بسوء سلوكه، يطالبه بدفع 10 الاف جنيه، والا سيقتلونه فتضايق اخي ورفض، لكن اشرف اصر علي تهديده وكرره.. «الدفع او القتل».

واضاف: توجه شقيقي الي مديريه الامن، وقابل المسؤولين، وطمانوه، واتفقوا معه علي نصب كمين للمتهم، وافراد العصابه، وفي الموعد المحدد دخل اشرف وصديقه الذي يدعي «سليمان» علي شقيقي مدحت وعماد، وحدثت بينهم مشاده لان مدحت رفض الدفع، فكانت النتيجه ان رصاص العصابه سكن جسد الاخوين، ولم يتدخل احد لحمايتهما.

واستكمل: اتصل اخي الطبيب الدكتور سامي بالشرطه للتدخل لانقاذ الاخوين، لكنها لم تستجب، وكنا نتوقع ذلك، لان اقارب اشرف زعيم العصابه، ضباط ومسؤولون امنيون، وردًّا علي هذه الواقعه حاصر الاقباط مركز الشرطه غضبًا من تجاهلها الحادث، واتصل بي مدير الامن حينها اللواء ابو القاسم ابو ضيف، ووعدني بالحل لكن بلا فائده وماتت القضيه.

مرت الايام ولم تقبض الشرطه علي الجاني، فزادت اعداد المجني عليهم، وبدات العصابه توسيع نشاطها وزياده قيمه الاتاوات، وبعد 20 يومًا من قتل شقيقي مدحت وعماد، كرر اشرف تهديده لعائله مسيحيه اخري وطلب اتاوه 20 الف جنيه، ووافقت فورًا واستمرت التهديدات واغلب الضحايا دفعوا الاتاوات، لكن بعض الاسر هاجرت من اسيوط هربًا من العصابه.

تغيير خط التليفون المحمول، وعدم الاتصال بالاقارب في اسيوط نهائيًّا، والتكتم الشديد علي مكان الاقامه الجديد.. هذه الخطوات حددها عصام ميشيل، لضمان عدم وصول العصابه اليه.

في احدي العمارات بالجيزه تسكن مجموعه من الاسر، هربت من قريه الشاميه، التي يعيش فيها نحو 150 الف نسمه، من بينهم نحو 60 الف مسيحي اغلبهم اثرياء، بعدما وصلت الاتاوه الي 600 الف جنيه بسبب «تراخي الامن» في القبض علي المجرمين.

وقال عصام: هناك اطباء رفضوا دفع الاتاوه فخطفتهم عصابه اشرف، وقيدتهم في حظيره البهائم لمده 3 ايام، وايضًا شخص يدعي نبيل محروس سليمان، رفض دفع اتاوه 200 الف جنيه فاطلقوا الرصاص علي قدمه ليعيش عاجزًا عن الحركه.

واضاف: في احدي الحوادث المعروفه خطفت العصابه شابًّا ثلاثينيًّا يدعي اكرم في العام الماضي، ودفع والده فديه 200 الف جنيه، وبعد مرور شهور، حاولت العصابه خطفه مره اخري، لكنه تمكن من الهروب وهاجر مع عائلته تاركًا ممتلكاته.

11 اسره تهجرت من «الشاميه» والقري المحيطه خوفًا من التهديدات المتكرره، لم تنفع الاموال الكثيره التي تمتلكها هذه الاسر في مواجهه العصابه، حتي بتاجير بلطجيه، ما دام ان «الشرطه لم تتدخل لردع المجرمين».. ويفسر عصام سبب استهداف العصابه للاقباط فقط، بان المسلمين في القريه عائلات كبيره ومتكاتفه واغلبهم فقراء علي عكس الاسر القبطيه.

وعن الاتصالات مع الكنيسه، يقول عصام «ذهبنا في وفد من القريه الي الكنيسه، وقابلنا البابا تواضروس الثاني، واستمع الينا ثم سلم ملف قريه الشاميه الي اللواء نبيل رياض، مسؤول امن الكاتدرائيه، لكن بلا فائده او استجابه».

ويضيف: عندما عين الانبا يؤانس لاداره مطرانيه اسيوط، اتصل بنا ووعد بحل الازمه، لكن الحال لم يتغير، و«هناك عناصر امنيه تتعاون مع العصابه، فالامر يشبه قصه عزت حنفي».

واضاف عصام ان العصابه بها افراد من الاقباط، يرشدون عن الاسر القبطيه الثريه في الشاميه والقري المحيطه ويجمعون عنها معلومات.

استبد الخوف باقباط القريه الي درجه مطالبه بعضهم بعدم تدخل الكنيسه حتي لا تستهدف العصابه رجال الدين، وقال احد ابناء عمومه عصام، ويدعي ش.ل: «الكنيسه ليست لها علاقه بالحادث واي تدخل لاي مسؤول كنسي سيعرض حياته للخطر، وهو ما حدث من قبل مع احد الكهنه في القريه حيث اطلقت العصابه النيران امام منزله».

وعن تفاصيل تهجيره قال: «في يوم جاء لي احد افراد العصابه وطلب مني التنازل عن القضيه التي رفعناها ضد اشرف بعد قتل ابناء عمي مدحت وعماد، ودفع اتاوه فرفضت، فقال لي اترك ارضك، التي تقدر بنحو 5 ملايين جنيه، ولا اريد ان اراك في الشاميه مره اخري، وهددني بالقتل فتركت قريتي وممتلكاتي وهربت مع اسرتي».

«اقباط اسيوط تحت رحمه العصابات».. هكذا بدا م. ص، حديثه مع «الشروق»، قائلا: اشرف رئيس العصابه التي تستهدف الاقباط عمره 25 عامًا، والامن يخشي من عصابته، ولو ذهبت الي القسم لتقديم بلاغ ضده، يفاجئك بعد خروجك من مبني القسم باتصال يبلغك فيه برفع قيمه الاتاوه كنوع من العقاب.

ويضيف: «في احدي المرات اقتحمت الشرطه منزل اشرف، ونشبت بينها وبين افراد عصابته اشتباكات بالاسلحه الناريه، تبادلوا خلاله اطلاق الرصاص لمده ساعات، ورد اشرف بحرق 3 لوادر تابعه لمجلس المدينه، وفي احد المواقف قال لنا اشرف: انا مش الحكومه انا اللي كسرت الحكومه».

ويكمل: الشرطه قادره علي القضاء عليه، فعندما زادت جرائمه وعصابته، عينت الداخليه مامورًا جديدًا للقسم يدعي محمود بدوي، نجح في القبض علي اخطر عناصر العصابه، بعدما تنكر ونزل الي الشارع وتحرك بعيدًا عن المخبرين، لان «اغلبهم يعمل مع العصابه»، لكن الداخليه نقلت هذا المامور من القسم رغم نجاحه، فعاد اشرف لاجرامه مره اخري.

واكد ان اشرف طلب مني ان اترك ارضي وممتلكاتي؛ لانني رفضت الخضوع لاوامره ودفع الاتاوه، فطردنا من البلد، وحذرنا من زراعه الارض، وفي حال تنازلنا عن قضيه قتل عماد ومدحت، وعدم فضح امره في الاعلام سيقرر العوده الينا.

تحدثت الاسر التي تم تهجيرها عن خوفها، وعادت الي القرية الشامية يوم الخميس الموافق 18 سبتمبر، لحضور الذكري السنويه الاولي لوفاه اول ضحايا عصابه اشرف، وغادرتها في اليوم نفسه؛ لان العصابه كانت ترصدهم لولا سيطره الامن في هذا اليوم بسبب كثره المعزين.

الاسر الهاربه لم تعقد الامل علي الانبا يؤانس سكرتير البابا شنوده الثالث السابق، والمسؤول عن اداره ابراشيه اسيوط مؤخرًا، مؤكدين ان الازمه اكبر من الكنيسه، لكن الانبا قال لـ«الشروق»: ان الكنيسه اعدت ملفًّا وسلمته للمسؤولين ونصلي لله ان يرحمنا من تلك الازمه.

كان الانبا يؤانس زار كنيسه السيده العذراء بالشاميه، واكد في تصريحات صحفيه علي هامش الزياره انه عرض جميع مشاكل الاقباط علي الرئيس عبد الفتاح السيسي، ومن بينها جرائم الخطف، والتهجير القسري، وبناء الكنائس، والاستيلاء علي الاراضي، ودفع الاتاوات.

واضاف انه من الضروري امهال الرئيس فتره كافيه «لان مصر بها الكثير من المشاكل التي تحتاج الي وقت لحلها، والكثير من مشاكل الاقباط تحتاج الي خطط طويله المدي».

وقال مصدر كنسي داخل القريه، تتحفظ «الشروق» علي نشر اسمه لتعرضه لمحاوله اغتيال من قبل: ان الامن نجح في القبض علي عناصر اجراميه كثيره لكن هناك عنصرًا واحدًا لم يتم القبض عليه، وهو من اخطر العناصر، مؤكدًا ان الكنيسه تبذل جهدًا كبيرًا في اقناع الاقباط بعدم ترك القريه وبذل الجهود مع الامن للسيطره علي الموقف.

ومن جهته اكد اللواء ابو بكر عبد الكريم، مساعد وزير الداخليه لقطاع حقوق الانسان انه استقبل عصام ميشيل كاحد ممثلي اقباط قريه الشاميه مرتين، موضحًا انه تواصل مع مديريه امن اسيوط لبحث تلك الازمه.

واضاف ان وزاره الداخليه تشن حملات امنيه مكثفه علي البؤر الاجراميه، حتي لا تتحول الي اوكار للمجرمين يصعب القضاء عليها، مشيرًا ان الوزاره تهتم بشكل كبير بشكوي اقباط الشاميه، وخلال يومين سنصل لنتائج ملموسه.

كما قال مصدر من داخل قطاع الامن العام باسيوط: ان قريه «الشاميه» التابعه لمركز ساحل سليم من اخطر البؤر الاجراميه داخل المحافظه، وان الحملات الامنيه مستمره لضبط العناصر الخارجه علي القانون داخل القريه.

واكد ان هناك حملات امنيه موسعه شبه يوميه تستهدف تلك العناصر، وانه تم ضبط اعداد كبيره من المعتدين علي قسم شرطه ساحل سليم العام الماضي بتاريخ 14 اغسطس 2013، وعلي راسهم مصطفي كامل عمر دهمان زعيم التشكيلات العصابيه، الذي تم ضبطه شهر يوليو الماضي.

واشار المصدر الي ما حدث في الشاميه منذ عام من واقعه قتل قبطيين التي اتهم فيها 4 اشخاص، موضحًا انه تم ضبط اثنين منهما خالد فوزي حلاقه، وحمدي فاروق حلاقه، واخرين هاربين هما اشرف سالم حلاقه، وسالم احمد سالم.

واضاف انه في سبتمبر 2013 تم استهداف قريه الشاميه بقرابه 150 ماموريه امنيه لعوده الامن والانضباط خلال العام الماضي، تم خلالها ضبط عناصر اجراميه بالاضافه الي ضبط اسلحه ار بي جي ورشاشات جرينوف ومتعدد وبنادق اليه، وتم تنفيذ قرارات ازاله لقرابه 18 منزلا مخالفا.

واضاف المصدر ان العمليات الامنيه مستمره داخل الشاميه للقضاء علي البؤر الاجراميه، مشيرًا الي ان العمليات الاخيره تمت يوم الاثنين الماضي.

واوضح انه لم يتم تحرير محاضر ضد اشرف حلاقه تتهمه بـ«طرد» الاقباط من اراضيهم، وان ما تم تحريره هو محضر واحد فقط من احد المواطنين يتهم اشرف حلاقه بالتعدي علي مزارع اثناء العمل في حقله.

وشدد علي ان الداخليه تعمل علي تنفيذ القانون، ولا تعمل لمصلحه احد او تحت ضغوط من احد، وما تنفذه من حملات مداهمه وضبط عناصر خطيره من عائله «حلاقه» الهدف منه ضبط الامن، حيث تم ضبط 12 شخصًا من العائله، وتنفيذ قرابه 50 ماموريه لضبط اشرف نفسه.

وعن نقل الضابط محمود بدوي الي شرطه النقل والمواصلات بالرغم من نجاحه في استعاده الامن والاستقرار وحمايه الاقباط، كشف المصدر ان «الضابط تم نقله بناء علي رغبته وليس بتدخل من احد».

وقال اللواء ابوالقاسم ابوضيف، مساعد الوزير لمنطقه وسط الصعيد السابق ومدير امن اسيوط سابقا، الذي عاصر حادث قتل اول قبطيين في الشاميه، ان الشرطه بذلت جميع الجهود لاعاده الامن والانضباط الي قريه الشاميه، وضبط العناصر الاجراميه، وعلي راسها اشرف حلاقه المتهم في عده قضايا، مشيرا الي ان الخدمات الامنيه الدوريه داخل القريه لم تنقطع.

واضاف ابوضيف ان الاجهزه الامنيه تمكنت من قتل ابن شقيق اشرف حلاقه في احدي الحملات الامنيه لتصديه لقوات الامن بالاسلحه الناريه، مؤكدا انه قاد حملتين داخل القريه بنفسه بعد واقعه مقتل القبطيين وتمت ازاله منازل المتهم لمخالفتها للقانون.

أهم أخبار حوادث

Comments

عاجل