المحتوى الرئيسى

صور| فُرسان مالطا.. دولة بلا أرض

09/26 15:39

لعلك سمعت من قبل عن "فرسان مالطه"، تلك الجماعه التي تعددت انشطتها الانسانيه في اكثر من دولة عربية واجنبيه، لكن لا تعلم الكثير عن هويتها، هل هي جماعه ام منظمة خيرية، ام دوله لا ارض لها، تجعل من كل مكان تذهب اليها موطنا مؤقتا، وبعد البحث عن هويه "فرسان مالطه" وجدنا الاتي:

حتي لا يختلط علينا الامر يجب تعريف دوله فرسان مالطا بانها تختلف عن دوله مالطا الحاليه في حوض البحر المتوسط، واكتسبت هذا الاسم بعد ان منح الملك شارل الخامس مؤسسي هذه الدوله جزر مالطا ومناطق قريبه من مدينة طرابلس في ليبيا. وهي كما يطلق عليها دوله اعتباريه بلا ارض او حكومه او شعب ومع ذلك لها تمثيل في دول كثيره بالعالم.

فرسان مالطه، او ما عرفت بالانجليزيه sovereign Military Hospitaller Order of Saint John of Jerusalem of Rhodes and of Malta، التي اشتهرت بانها جماعه تقيم بجوار الفاتيكان في "روما"، ويعتبر قصر مالطا في ايطاليا هو عاصمتها، وذلك بعد ان حصلت علي اعتراف ايطالي بها كدوله، وتصديق 96 دوله اخري علي ذلك، من بينهم 6 دول عربية، هم: مصر والسودان وليبيا والاردن والمغرب وموريتنانيا، في الوقت الذي لم تعترف اسرائيل فيه بفرسان مالطه كدوله.

واعتمدت فرسان مالطه شعارها الوطني "الدفاع عن الايمان ومساعده الفقراء"، بعد انشطتها التي اعلنت عنها من جمع التبرعات وانفاقها علي مساعده الدول المضيفه لها، من خلال برامج خدميه وخيريه طبيه، بالاضافه الي الهدف الاساسي، وهو حمايه الحق المسيحي في الحج الي القدس.

وتعتبر فرسان مالطه، منظمه ودوله في ان واحد، تحت نظام رئيسها السابق الامير البريطاني اندرو بيرتي، والذي تولي الحكم منذ 1988، ويعتبر اول بريطانيا يراس المنظمه منذ عام 1277، كما انه الرئيس 78 للمنظمه منذ تاسيسها، ويراس رئيس فرسان مالطه مجلسًا يتالف من سته وعشرين فارسًا يساعدونه علي تسيير شؤون المنظمه، ويستمر حكم رئيس دولة فرسان مالطه الذي يلقب بـ "السيد الاكبر" حتي وفاته.

واستطاعت فرسان مالطه خلال تاريخ طويل ما يقرب من قرنين المقاومه لبقاء وجودها، علي اقامه علاقات دبلوماسيه مع 103 دول، منها 8 دول عربيه هي، الاردن، السودان، الصومال، جزر القمر، لبنان، مصر، المغرب، موريتانيا"، وما يزيد عن 28 دولة اسلامية.

تضم المنظمه نحو 12500 فارس و80000 متطوع دائم من مختلف الاديان والمذاهب، وهيئه طبيه تشمل 20000 من الاطباء وممرضين ومسعفين، تعتمد عليهم في نشاطاتها الانسانيه المنتشره في مختلف انحاء العالم.

كما لمنظمه مالطا وجود دائم في 55 دوله، عبر جمعيه الفرسان الوطنيه واديره محليه، وترفع منظمه مالطا شعار "خدمه اسيادنا الفقراء المعوزين" في نشاطاتها الانسانيه، ولا تولي العرق والدين والانتماء السياسي ايه اهميه، ولعل اهم اعمالها الخيريه، هو حضورها عند وقوع كارثه التسونامي في اندونسيا، وعند حصول هزات ارضية في شمال باكستان والهند واندونسيا مطلع هذا القرن.

بالاضافه الي مساعده المنكوبين عند اندلاع الحروب في افغانستان والسودان ولبنان والعراق، وعلاج مرضي "الجذام" في افريقيا واسيا، وتاهيل وتطوير مستشفي العائله المقدسه في بيت لحم الذي اقفلته الاضطرابات والنزاعات الاليمه التي شهدتها الضفه الغربيه، فاعادت المنظمه فتح ابوابه عام 1990، وقد احصيت فيه نحو 370000 ولاده منذ ذلك الحين.

يحكم المنظمه ميثاق دستوري بالاضافه الي ما يعرف برمز الجماعه، وهي تنقسم الي سته اديره رئيسيه وسته فرعيه و47 جمعيه وطنيه، يراسها الرئيس الاعلي، الذي ينتخب لمدي الحياه ولديه صفه امير ورئيس ديني، وقد انتخب الرئيس الحالي الامير ماثيو فاستينغ في 11 مارس /اذار 2008 من قبل المجلس العام، بعد وفاه سلفه البريطاني اندرو بيرتي في 7 شباط 2008.

وتتكون الهيئه الناخبه في المنظمه من اعضاء المجلس السيادي، الذي يعاون الرئيس الاعلي والذي هو بمثابه حكومه المنظمه، ومن بعض اصحاب المناصب وممثلين عن الاعضاء في هذه الجماعه. وفي عيد العام 1990، سمح بدخول اعضاء جدد من غير النبلاء.

والجدير بالذكر، ان العضويه في منظمه مالطا تتم بناءً علي مقاربه شخصيه، تفترض في المقابل ان يتقدم المرشح بطلب انتساب اليها ويتعهد الالتزام بمبادئ المنظمه واهدافها.

وتضم منظمه مالطا ثلاث فئات من الفرسان، هي فرسان العدل والقساوسه التقليديين الذين ابرزوا نذور العفه والطاعه والفقر، ومن هذه الفئه يُنتخب الرئيس الاعلي، وتلتزم هذه الفئه بقسم الجماعه المبني علي الطاعه وتعيش وفق المبادئ المسيحيه ومبادئ المنظمه، كما ان هناك فرسان علمانيين ولا يبرزون قسم الطاعه، ولكنهم في المقابل اوفياء لتعاليم الكنيسه والمبادئ العامه لمنظمه مالطا.

علم المنظمه "الدوله" وعملتها وجواز سفرها

لها ثلاثه اعلام، لكل علم دلالاته واستخداماته. وبالرغم من انها بلا مقومات اساسيه للدوله الا ان لها تمثيلا دبلوماسيا كبيرا سواء في العالم او في المنظمات الدولية، معظمهم بصفه مراقب او قائم بالاعمال ماعدا علي مستوي سفير مع الاتحاد الاوروبي. وفي الاردن يحمل ممثل المنظمه صفه "مستشار عسكري"، وهو امر غريب بالنظر الي ان "دوله الفرسان" كما تعرف نفسها رسميا جمعيه خيريه تعمل في المجال الطبي وتبرر اصرارها علي اقامه علاقات دبلوماسيه بالدول بهذا الغرض، حيث يوجد لها مثلا مستشفيً قديمٌ للولاده في مدينه بيت لحم.

كما انه مسموح لها بعمل جواز سفر للمنتمين للمنظمه واصدار طوابع بريديه لها كدوله، بجانب اصدار عملات لها وان كانت عملات اعتباريه لا تستخدم في المعاملات النقديه، وتستخدم العملات العاديه في التعامل المادي تبعا للدوله التي يتعاملون معها.

في عام عام 1050، تاسست منظمه مالطا كهيئه خيريه لرعايه الحجاج المسيحيين في الاراضي المقدسه من قبل بعض التجار الايطاليين، ما ادي الي انشاء مستشفي القديس يوحنا في القدس بالاضافه الي دير ومدرسه، وقد عرفت تلك المنظمه في ذلك الوقت بالمنظمه الاستشفائيه، حيث ضمت فرسانًا من المتدينين لقبوا بفرسان المستشفى تمييزا لهم عن عن هيئات الفرسان التي كانت موجوده في القدس انذاك مثل فرسان المعبد والفرسان التيوتون، ولم تخضع هذه المنظمه حتي ذلك الحين لايه سلطه دينيه او مدنيه.

وبعد انحسار السيطره الصليبيه علي القدس، غادر الفرسان الي قبرص، ثم رودوس، ثم مالطا، ولكنهم مارسوا السياده المطلقه في اراضيها، الامر الذي عرضهم للطرد من قبل نابليون بونابرت عام 1798 اثناء حملته علي مصر.

وعلي رغم ان معاهده اميان AMINENS اعترفت لهم بالحقوق السياديه علي مالطا، الا ان الفرسان لم يعودوا اليها قط، لعدم رغبتهم في محاربه نابليون لان تنظيمهم يحرم عليهم في ذلك الوقت قتال المسيحيين.

وعليه استقرت منظمه فرسان مالطه في روما عام 1834، محتفظه بكيانها السيادي، وتابعت اعمالها الخيريه التي توسعت شيئًا فشيئًا، واصبحت تصل الي كل الشرائح والمناطق المهمشه والمنكوبه في العالم من كل الاديان والجنسيات.

ربما يرجع الفضل لاعاده تشكيل تنظيم فرسان مالطه علي اساس عسكري مسلح الي ريموند دو بوي خليفه مارتينز، رئيس مستشفي قديس القدس يوحنا، خاصه بعد قيام الحرب الصليبيه الاولي خلال عام 1097، والتي تم خلالها الاستيلاء علي القدس، حيث انشا رئيس المستشفي جيرارد دي مارتيز تنظيمًا منفصلا اسماه رهبان مستشفي قديس القدس يوحنا، الذين قدموا مساعدات قيمه للصليبين بحكم درايتهم باحوال البلاد.

وقد بارك هذا التحول العسكري في تحويل التنظيم البابا انوست الثاني عام 1130، وقد قيل بعد ذلك ان الفضل في بقاء القدس في يد الصليبين يعود بالاساس الي فرسان الهوسبتاليين بجانب فرسان المعبد.

وقد انقسم تشكيل تنظيم الهوسبتاليين الي ثلاث فئات، هم عنصر فرسان العدل، وهم من اصل نبيل، نبلاء واصبحوا فرسانًا، والقساوسه وهم الذين يقومون بتلبيه الاحتياجات الروحيه للتنظيم، واخوان الخدمه.

وكان تنظيم الفرسان الهوسبتاليين بالاضافه الي الاعضاء الشرفاء والذين يسمون بالجوادين، وهم الذين يساهمون بتقديم الاموال والاملاك للتنظيم، وبفضل عوائد هذه الاملاك، اخذ نفوذ الفرسان ينمو ويتطور حتي اصبحوا اشبه بكنيسه داخل كنيسه.

فبعد هزيمه الصليبين في موقعه حطين علي يد صلاح الدين الايوبي، هرب الفرسان الصليبين الي البلد الاوروبيه، وبسقوط عكا عام 1291، تم طرد الصليبين نهائيا من الشام، واتجهت هيئات الفرسان الي نقل نشاطها الي ميادين اخري، حتي استقر الحال بفرسان الهوسبتاليه، حيث اتجهوا في البدايه الي مدينة صور ثم الي المرج في ليبيا ومنها الي عكا ثم ليماسول في قبرص.

ومن قبرص استمروا في مناوشه المسلمين عن طريق الرحلات البحريه ومارسوا اعمال القرصنه علي سفنهم، حتي تمكنوا من احتلال رودس واخذها من المسلمين في حرب صليبيه عام 1310.

ولطالما كنت ارض رودس نقطه استراتيجيه هامه، لذلك عمد الاتراك المسلمون السيطره عليها بعد ازدياد قرصنه الصليبين لسفنهم، وبعد حصاريين متواصلين، في عام 1310، و1480، اجبر رئيس الصليبين فيليب لدي ليل ادام علي الاستسلام في 1522، والهجره عن رودس في السنه التاليه لها، مارا بعده مدن، منها سيفليل، اسبانيا، وكاندي، سيلان، وروما، ايطاليا، حتي منح الملك شارل الخامس للهوسبتاليين السياده علي جزيره مالطه في 24 مارس 1530.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل