المحتوى الرئيسى

تميم البرغوثي يتحدث لـCNN بالعربية عن إلغاء أمسيته بعمان: سأفي بوعدي لو على الأسفلت أو بين الشجر

09/25 20:18

عمان، الاردن (CNN)- اعرب الشاعر الفلسطيني، تميم البرغوثي، عن استيائه من قرار الغاء امسيته الشعريه التي كان من المقرر اقامتها في العاصمة الأردنية عمان مساء السبت الماضي، بسبب تجمع الالاف امام مقر انعقاد الامسيه، وباعداد هائله تفوق الاماكن المتاحه.

وبينما اكد البرغوثي، في مقابله مع CNN بالعربية، ان قرار الغاء الامسيه ليست له "ابعاد سياسيه"، فقد شدد علي ضروره الوفاء باي وعد قُطع باسمه مهما كانت الظروف، حتي لو اُقيمت الامسيه علي الاسفلت او بين الشجر، قائلاً انه لم يسمع عن الغاء امسيه من قبل بسبب كثره الحضور.

هل لك ان تطلعنا علي حيثيات تاجيل الامسيه الخاصه بك في عمان، وما تفسيرك الشخصي بعيداً عن التصريحات الرسميه للجهات المنظمه؟

اود التاكيد علي امرين، الاول انني اشعر بالامتنان الشديد والشكر الجزيل لكل من اكرموني بقصدهم الي حضور هذه الامسيه، وبعضهم جاء من خارج عمان وتكبدوا مشقه السفر ثم مشقه الانتظار خارج القاعه لعده ساعات.. وما سمعته من القائمين علي تنظيم الامسيه، في معرض شرح قرار الغائها، هو ان الفاً من الناس امتلات بهم القاعات الداخليه، وبقي الفان او اكثر في الخارج قبل ساعتين تقريباً من موعد بدء الامسيه، فقرر القائمون عليها اغلاق البوابات الخارجيه امام الناس الواقفين بالخارج، ثم قرروا الغاء الامسيه.

والامر الثاني ان قرار اغلاق الابواب، ثم قرار الالغاء لم يكن اي منهما قراري ولا كنت موافقاً عليه، ولم اكن اعلم بان هناك ازمه في استيعاب عدد الحاضرين الا حين اتصل بي القائمون علي الامسيه، وانا في طريقي الي المسرح ليبلغوني بقرار الغائها بسبب كثره الناس وضيق المكان وخوفهم علي سلامه المبني، لم اقتنع، وطلبت منهم الانتظار حتي اصل واري ما يصفون، حيث ان موعد بدايه الامسيه كان لم يحن بعد وكنت علي بُعد خمس دقائق عن باب المركز الثقافي، الا انهم رفضوا الانتظار.. ولم يكن من الممكن عقد الامسيه بعد اعلان الغائها حتي حين وصلت الي المكان.. وانا لا اشارك من اتخذوا هذا القرار قلقهم من العدد، واري ان الوفاء بوعد قُطِعَ باسمي للناس ولو علي الاسفلت او بين الشجر، امر واجب مهما كانت الظروف.. ولم نسمع من قبل بامسيه الغيت لكثره الراغبين في حضورها.. وانا اتقدم بالشكر والامتنان لكل من حضر، وكل من صبر وانتظر لعده ساعات، واتقدم ايضا بالاعتذار منهم جميعا ان كان لحقهم تعب او ضيق، واتمني ان تتاح لي فرصه اللقاء بالناس في جو ارحب وبدقه تنظيميه اكبر.

البعض اعتبر ان الحضور اللافت لامسيتك يعني ان الحركه الابداعيه بخير؟ ما هو تعليقك؟

انا ممتن لهذا الحضور، والشعر عندي ما هو الا كلام اكفا، والكلام كله من صناعه الناس، فاقبالهم علي الحَسَنِ منه لا غرابه فيه، انما الغرابه فيمن يظنون ان الفنون يجب ان تنحصر في فئه من الناس دون غيرهم، الناس لم يتركوا الشعر ولا غيره من الاداب، انما كانت هناك مدارس في الشعر العربي منذ اواسط القرن الماضي تتعمد البعد عن الناس والعزله عنهم.. وانا اثق في قدره الناس علي الحكم، سواء عنيت بذلك القدره علي نقد الكلام، او عنيت بذلك القدره الحكم بشكل عام.

ما هي الاسباب التي اخرت اقامه امسيات لك في عمّان، رغم الاهتمام اللافت بك وباعمالك؟

تصادف ذلك، حيث انني لا اقيم الامسيات بنفسي، وانما تقوم جهه او مؤسسه ثقافيه عاده باقامه الندوات.

وهل من اجراءات ما تري فيها ضروره علي الجهات المنظمه مراعاتها، قبل الاعلان عن موعد جديد للامسيه؟

اظن انه بعد هذا الاقبال الكبير، فلا بد ان تكون الامسيه القادمه بمثابه تعبير عن الشكر والامتنان من جهتي، وبمثابه الاعتذار للناس من جهه المنظمين، وان تكون الدعوه فيها عامه، وان يستوعب المنظمون الناس مهما كان عددهم، وان يكون المكان واسعا ورحباً، وان يلقي الحاضرون الاكرام اللازم، فلا بد من ملاقاه الاقبال بالامتنان، لا بالتوجس والارتباك والابواب المغلقه.

هل اصبح شعر المقاومه خارج السياق التاريخي، بسبب ارتهان ملف القضيه الفلسطينيه بالمفاوضات؟

الشعر كلام احسن او اجود كما قلت، فهو لا يخرج من السياق التاريخي الا اذا خرجت اللغه من التاريخ، وتوقف الناس عن فهم العربيه ولهجاتها، اما المقاومه، فهي الان في مركز الحدث التاريخي في بلادنا لا علي هامشه.. اما عن شعر المقاومه، فانا ممن لا يرون جواز تصنيف الشعر.. ولكن دعيني اقل لك ان المقاومه نفسها نوع من الشعر يكتبه الناس بارواحهم واجسادهم، والشعر، ان كان جميلاً، حتي وان كان في وصف خصله عشب، او لفته ظبي، او جفله فرس، هو نوع من المقاومه.

البعض يري انك متاثر جداً بالشاعر محمود درويش، ما يجعل روحك الشعريه "خفيه" في قصيدتك.. ما تعليقك؟

لا علم لي بهذه المقوله.

وجود اسماء من امثال درويش والقاسم ومعين بسيسو، هل اغلق الطريق امام الشعراء من الجيل الجديد ومنعهم من الانتشار؟

كلا، ولن يحسن الكتابه من لا يحسن القراءه.

ماذا خسر الادب الفلسطيني برحيل الشاعر سميح القاسم؟.. واين تري مكانه شعر المقاومه اليوم في ظل الاوضاع السياسيه في المنطقه؟

خسر الفلسطينيون شاعراً كبيراً وواحداً ممن شكلوا وجدان جيل من الفلسطينيين والعرب.. اما عن شعر المقاومه فقد اجبت عنه في سؤال سابق.

ما هو تاثير "الربيع العربي" في شعر تميم؟

هذا امر يطول شرحه.. ولكن الثوره المصريه في الخامس والعشرين من يناير عام 2011، زادت من ثقتي ان الناس قادرون علي الاستقلال بقرارهم السياسي عن حكوماتهم واحزابهم وكل شكل من اشكال التنظيمات الهرميه، حيث حلت القناعه محل الطاعه، وصار الشارع يحكم، والحكومه تاخذ اوامرها من الناس، واستمر هذا لعده اشهر حتي صيف 2011.. وانا اميز بين ما جري في مصر وتونس، وبين الحروب الاهليه، والصراعات الطائفيه، واستدعاء التدخل العسكري والسياسي الاجنبي في مناطق اخري من العالم العربى.. الثوره خير، حتي وان تعرضت لبعض الهزائم او تاخرت في تحقيق اهدافها، اما الحرب الاهليه فشر مطلق.. والثوره بالتعريف يجب ان تكون مضاده للاستعمار، بل هي في ذاتها شكل من اشكال مقاومته، والمقاومه بالتعريف يجب ان تكون مضاده للاستبداد، بل هي في ذاتها شكل من اشكال الثوره علي استبداد المستعمِر بابن البلد.. اما الشقاق الطائفي والاستعانه بالاستعمار من اي جهه، فليس من الثوره ولا المقاومه في شيء.

هل وصل تميم اليوم في شعره وقصائده الي صيغه "مرضيه".. ام ان هناك بحث في صيغ جديده بمضمون او شكل اخر؟

وهل تري بانك وصلت الي صيغه توازن بين الابهار لغه والمضمون بما يخدم القضيه الفلسطينيه؟

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل