المحتوى الرئيسى

"اليوجينيا" ..فكرة تجعلك تقتل الألأف دون رحمة (فيديو+صور)

09/24 09:32

الافكار مثل سائر الطعام ،بعضها جيد والاخر فاسد، ربما تنيرعالم باسره اوتثير لدي الانسان شهوه الشر ونشر الفزع ، "دوت مصر" تخبرك عن واحده من اكثر الافكار شراً بعالمنا، انها "اليوجينا" صاحبه شعار "البشر ليسوا سواسيه".

صاغ هذا المصطلح السير فرانسيس جالتون عام 1883 برؤيه ان التطور الصحيح للجنس البشرقد انحرف عن مساره الطبيعي،بسبب نزعه الخير لدي الاثرياء وانسانيتهم الي تشجيع غير الصالحين علي الانجاب، الامر الذي افسد اليه الانتخاب الطبيعي ، ومن ثم اصبح جنس البشر في حاجه الي نوع من الإنتخاب الصناعي ، ولجالتون مقوله عنصريه لخصت افكاره" "كلاب افريقيا تكف عن النباح اذا ما تنفست هواءنا".

اطلق علي تلك الافكار اسم "اليوجينيا" التي عرفت عقب ذلك بعلم تحسين الانسان عن طريق منح السلالات الاكثر صلاحيه فرصه افضل للتكاثرالسريع مقارنه بالسلالات الاقل صلاحيه، ليصبح الانجاب حكراً علي فئه معينه من البشر ، بوصفها افضل من غيرها ويعد طموح اليوجينيا قدره الانسان علي التحكم في تطوره البيولوجي ليمكن الفئات الاكثر نفعاً.

كيف اكتسبت الفكره شعبيه ؟

علي عكس داروين الذي يقول ان " الاصلح " هو الذي يترك نسلا اكثر ، سنجد اليوجينين يرون ان الاصلح هو المتميز في الذكاء والصحه والاخلاق الحميده ، وهو - بالطبع - من يشبه اليوجيني الذي يضع معايير الصلاحيه، ثمه كاتب فرنسي ارستقراطي اسمه ارثر كونت ده جوبينو ، نشر في منتصف خمسينيات القرن التاسع عشر كتابا عنوانه "مقال عن التفاوت بين سلالات البشر " ، قال فيه ان الارستقراط الاريين الشقر كانوا دائما "زهره اوروبا " ، ولكنهم فقدهم قوتهم بالزواج من السلالات الادني . اهمل الفرنسيون الكتاب ، لكن الالمان احبوه.

في عام 1899 نشر انجليزي يحمل الجنسيه الالمانيه اسمه هوستن سيتورات شامبرلين ، كتابا عنوانه قواعد القرن التاسع عشر استلهم فيه افكار جوبينو مجدداً مضيفاً ان الالمان هم انقي الاريين ومهاجماً السود واليهودوعندما كتب هتلر كتابه "كفاحي " يشيد فيه بالالمان ويزكي اليوجينيا ، كان في واقع الامر يكرر ما قاله شامبرلين انما بصوره فصيحه مؤثره. فالاقوي كما يقول هتلر لا بد ان يسود علي الاضعف ، لا يمتزج معه حتي لا يضحي بعظمته و لن يجد في هذا قسوه الا الضعاف.

انتشار افكار اليوجينيا لدي قطاع كبير من اثرياء اوربا وامريكا، دفع الي تمرير قانون التعقيم في الولايات المتحده والاعلان عن دستوريته سنه 1927 خلال المحاكمه المشهوره "باك ضد بيل"، حيث صاح القاضي مستهزا "ثلاثه اجيال من البلهاء تكفي".

الشروع في تعقيم كثير من غير المرغوب فيهم تم بشكل فعلي في كاليفورنيا عام 1933،وذلك بالتزامن مع موجه من العنصريه والاقصاء الموجه ضد الاقليات في الولايات المتحده،كما تم تخصيص فرقه من حماه الامن بتاطير من معهد "فيشر" لتعقيم غير المرغوب فيهم في المانيا.

وتوطد العلم اليوجيني سريعاً في انكلترا معمل جالتون لليوجينيا القوميه واميركا مكتب السجل اليوجيني والمانيا معهد القيصر فيلهلم لليوجينيا ووراثه الانسان.

تبني هتلر فكره ان الحرب ضروريه للتخلص من البشر المتخلفين، كما يقول اليوجيني الكبير كارل بيرسون ان اعتماد التقدم علي البقاء للسلاله الافضل، رغم ما قد يبدو به من شر فظيع، انما يعطي الصراع من اجل البقاء ملامحه المبتغاه.

واعلن هتلر عن ذلك بقوله خلال مذكراته" اذا توقفت الحروب ، فلن يتقدم جنس البشر لن يكون هناك ما يكبح جماح خصب السلالات المتخلفه"،وعلي اثر ذلك اصدر الزعيم النازي اوامره باجراء عمليات جراحيه لاخصاء نحو 400 الف شخص من اليهود وضعاف العقول والمرضي المزمنين الذي اعتبرهم هتلر "احقر شانا من ان يمرروا جيناتهم الي الجيل التالي"، وهي العمليه التي وصمت "اليوجينيا" بالعار الي الابد.

ذاعت حركه اليوجينا في اوائل القرن العشرين في اوروبا وامريكا عندما كان علم الوراثه لا يزال طفلا يحبوا ، وانضم اليها وتعاطف معها الكثيرون من كبارالمفكرين والعلماء والساسه والفلاسفه ورجال المال ابرزهم "برتدراند راسل" و" برنارد شو" و "هـ . ج . ويلز" و "الدوس هيكسلي" و "تشرشل" و "روزفلت" وغيرهم،ومن العباءه اليوجينيه خرجت كل الحركات العنصريه الحديثه والتي تدعو الي تميز جنس بعينه عن باقي الاجناس.

ومن انصار اليوجينيا الفيلسوف نيتشه الذي يقول في كتابه "الانسان السوبرمان": "كما ان الانسان اعلي من القرده التي ينتسب اليها، كذلك يجب ان يتطور البشر الي السبرمان الذي يعلو علي الانسان".

تشرشل والتخلص من ضعاف العقول

في عام 1992 م نشرت - لاول مره - الاوراق الشخصيه للزعيم البريطاني "ونستون تشرشل"، وهو احد اكثر الزعماء الاوربيين احتراما وشعبيه في القرن العشرين، واصيب الراي العام العالمي بالصدمه عندما قرا في مفكره "تشرشل" الشخصيه هذه العباره، التي كتبها عام 1910 عندما كان وزيرا لداخليه بريطانيا العظمي.

قال "تشرشل" بمذكراته : "ان النمو الشاذ المتزايد السرعه لطبقات ضعاف العقول والمتخلفين، والذي يصاحبه كما نعرف تقييد مطرد في نمو كل السلالات القويه الرفيعه، يشكل خطرا قوميا وعرقيا داهما علي اوروبا، وانني اعتقد انه من الضروري ان يوقف ذلك الرافد الذي يغذي نهر الجنون، قبل مرور عام والا اصيبت اوروبا كلها بالجنون.

الصين .. منع نسل المعاقين

بعد انتهاء الحرب العالميه الثانيه عام 1945م ، والسقوط المروع لـ"النازيه" و "الفاشيه" في المانيا وايطاليا، ثم كشف النقاب عن بعض الفظائع التي ارتكبت باسم "اليوجينيا" هذا العلم – مؤقتا – الي المعامل والمختبرات، وتغير اسم المعهد الذي انشاه "جالتون" في لندن من "معهد اليوجينيا" الي "معهد جالتون" واعتبرت اوروبا كلها هذا العلم علما عنصريا بمعني الكلمه.

ومرت عقود من الزمن قبل ان تعود "اليوجينيا" للظهور مجددا، ولكن خارج حدود القاره الاوروبيه هذه المره، وبالتحديد في الصين؛ حيث ظهر تشريع رسمي في عام 1988م بحظر زواج المعاقين ذهنيا الا في حاله "تعقيمهم" حتي لا يتناسلوا، واستمر العمل بهذا القانون لعده اعوام حتي تم الغاؤه بعد ضغوط مارستها منظمات حقوقيه دوليه علي حكومه الصين الشيوعيه.

صامويل هانتجون .. صدام الحضارات

بدايه عام 2000، عادت "اليوجينيا" مجددا في اوروبا وامريكا، وذلك علي اثر صعود نظريه "صدام الحضارات" التي اطلقها عالم الاجتماع الامريكي"صامويل هنتجتون".

وما تلا تلك النظريه، من نظريات متطرفه تؤكد حتميه الصدام بين الشرق والغرب، بين الشمال الغني والجنوب الفقير، وهو الامر الذي دعا بعض المفكرين الغربيين المتطرفين الي القول بان "اليوجينيا" هي الحل لضمان بقاء الجنس الابيض.

أهم أخبار حوادث

Comments

عاجل