المحتوى الرئيسى

التعليم في بلادنا.. شرّ لابد منه | المصري اليوم

09/22 16:32

عام دراسي جديد!! .. باي شيء عدت يا تعليم؟ اسبوعان انشطه .. دون كتب .. بعض المدارس دون «يونيفورم» حتي هذه اللحظه!، هل سيذهب الطلاب بحقائبهم واحذيتهم فقط؟ الا يكفيهم انهم سيظلون عراه الفكر والثقافه في بلد التعليم يُعد فيها شرًا لابد منه؟

ربما نُعتبر من اخر الاجيال التي حظيت بالتعليم الحكومي حينما كان لسه بخيره وعافيته.. وحين كان لمن يلتحق بالتعليم الخاص «وصمه عار» لا تفارقه حتي يدخل الجامعه ويتخرج فيها.. وبالمثل كان من يتلقي درسًا خصوصيًّا او المدرس الذي يجبر طلابه علي تلقي درس لديه.. ولم تكن الدروس الخصوصيه بالحجز من شهر 7 في ذروه الاجازه الصيفيه والمدرس نتحايل عليه ويمتنع ومُكتفٍ بمن عنده من طلاب.

كنا نُبجّل المعلم ونعتبره قدوه واخًا لا نتجاوز في حقه.. ويتعامل معنا باحترام مواز .. فقط كانت هناك «شله فاسده» تجلس اخر الفصل.. يتعامل معها بطريقه قاسيه (التوبيخ - التذنيب - الضرب ـ الخخخخخخ)، حتي هذا الفساد كان مقبولًا من باب المشاغبه والخروج علي تقاليد الفصل واحداث ضوضاء ليس اكثر.

لكن الجميع كان يحترم الجميع، وكنا نتلقي علمًا واخلاقًا ونقاشًا عامًّا مع اساتذتنا وقت الفسحه كلما امكن.. ونحترم معلمينا ومدرستنا بشعار «مدرستي بيتي الثاني» فنحافظ عليها ونحييها مع كل تحيه علم صباحيه ومع كل إذاعة مدرسية نقدمها، وكانها دار العباده الذي نزوره يوميًا، واكثر من المسجد والكنيسه مسلمين ومسيحيين.

نحن جيل المريله «تيل ناديه».. الذي كان يعيش علي التليفزيون الرسمي كل مساء بعد انتهاء فروضه المدرسيه.. ولو استقبل القناه الرابعه او الخامسه كان ذلك بمثابه عطايا زائده وهبه نحلم بها، فما بالكم بحفل ليالي التليفزيون او اضواء المدينه وقت الدراسه، كانت مشاهدته يوم الخميس طقسًا خاصًا وكاننا نكافا علي مذاكرتنا لدروسنا طوال الاسبوع وتفوقنا دون ان يعاني اباؤنا في حثنا علي اداء واجباتنا المدرسيه ويطاردونا للاستذكار كما نفعل مع ابنائنا.

والي جانب كتاب المدرسه كانت «نماذج الوزاره» اقرب طريقه للامتحانات، وكان الكتاب الخارجي «رفاهيه» لا نلجا اليها الا في المواد المستعصيه (رياضيات- كيمياء- فيزياء)، وكان دائمًا متوافرًا، وليس «شاحح» ومسحوبًا من السوق في بيزنس الكتب الخارجيه، لان كتاب الوزاره فاشل ولا يحقق غرضه كما يحدث حاليًا.

نحن جيل النيشان، تلك القطعه الصغيره من شريط ساتان احمر اللون يتم قصها ليعلقها الطالب المتفوق شهريًا، كدليل علي تميزه وطلوعه الاول علي زملائه الذين لا يقلون ربما سوي درجه او درجتين فقط فيما حصلوا عليه في امتحانات الشهر، كانت مكافاتنا ذلك الشريط الاحمر، ولم يكافئنا اهالينا بـ«اي فون» او «اي باد»، ولم نملك موبايل ولا انترنت ولا اصدقاء علي السوشيال ميديا الا منذ سنوات قليله، وغالبا بعد تخرجنا في الجامعه.. لذلك رفاق طفولتنا لا يزالون محفورين في وجداننا، ولن ننساهم مهما فرّقت بيننا السنوات ومشاغل الحياه، لاننا اكتسبنا صداقاتهم بمواقف انسانيه عفويه لا تقوم علي «اللايك والاد فريند والان فريند».

ميزه جيلنا الذي بدا رحلته التعليميه في الثمانينيات انه تعوّد علي القراءه، وليس للكتب المدرسيه، بل القصص والكتب من عالم الادب والشعر والثقافه والدين والسياسه الخارجيه طبعًا، لان الداخليه كان الحديث فيها ضربًا من المستحيلات وقتها في ظل نظام سياسي لم يسمح بذلك، وبالتالي تفتحت اعيننا وادمغتنا، وكان الكتاب «خير صديق» كما كنا نطبق تلك الحكمه التي طبعت علي خلفيه غلاف الكراريس ضمن نصائح واقوال ماثوره.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل