المحتوى الرئيسى

يهود مصر.. أبناء الوطن وأملاكه | المصري اليوم

09/22 12:32

«اكيد ده كان احساس الديناصورات وهي في طريقها للانقراض»، هكذا تختصر ماجده هارون، رئيسه الطائفه اليهوديه في مصر، احساسها ومن تبقي معها من اليهوديات المصريات وهن يعانين تجاهل الدوله في الجزء الثاني من فيلم «عن يهود مصر» للمخرج امير رمسيس الذي عرض مؤخرا.

ربما لا يصلح هذا كمدخل لحديثنا فكارثه دوله تتجاهل ابناءها وتسحب دعمها لهم في سنين عمرهم المتقدمه ولا تعاملهم حتي وكانهم فصيله مهدده بالانقراض تجعلك تتقبل كذلك تجاهلها واهمالها بحق معابد ومبان ووثائق واثار يتجاوز عمرها مئات الاعوام، ليس حتي من باب الادراك للقيمه الثقافيه والتاريخيه والوطنيه، ولكن من زاويه اللغه التي يجيدونها.. المنفعه وجذب السياحه والصوره امام العالم الذي يخاطبه المسؤولون ليل نهار ويندهشون من تراجع السياحه وموقع الدوله من اهتمامات المسافرين.

بعد اسابيع من مشهد جنازه ماجي هارون الذي وقفت فيه اختها ناديه لتخاطب المصريين من داخل معبد بوابه السماء في شارع عدلي بوسط القاهره – المعبد الذي يعاني من وجود مياه جوفيه اسفله- ليلتفتوا لتراثهم واخواتهم المصريات الاحدي عشره اللاتي تبقين من الطائفه اليهوديه المصريه، كان الامن يضبط قطعا اثريه وصناديق لحفظ التوراه وتيجانا واجراسا وادوات صلاه يهوديه واواني وقطعا خشبيه مدونًا عليها بالعبريه قبل تهريبها الي بلجيكا في واقعه اعقبت نجاح عشرات بل مئات السرقات الاخري في الافلات من قبضه الامن كما حدث تاريخيا مع وثائق «الجيزا» التي تدون وتسجل حياه اليهود في مصر منذ عصر الفاطميين حتي العصر الحديث ثم هربت لتستقر في متاحف ومكتبات اسرائيل وفرنسا وامريكا والعالم، وهو المصير الذي تري ماجده انه ينتظر الوثائق والممتلكات التي تحتويها مكتبات المعابد المهمله في مصر اذا استمر هذا الحال من التجاهل والاكتفاء بتسجيلها كاثار دون ضم ذلك الي دار الوثائق واتاحتها للباحثين والقراء وتامين هذه المعابد وتجديدها وفتحها امام الزوار.

امام مبني متهالك في حاره اليهود، قال لي ثلاثه رجال يدخنون الشيشه انه كان دار مناسبات يهوديه وقف نحو سبعه كلاب ضاله ينظرون الي زملاء لهم داخل المبني المتهالك الذي كتب احدهم بخط رديء علي بابه «املاك دوله» وبعد امتار اخري وجدت انثي كلب اخري وضعت خمسه من جِرائها امام مدخل مبني معبد ومقام موسي بن ميمون في شارع اخر من حاره اليهود المغلق امام الزوار منذ سنوات بعد ان اعيد ترميمه وافتتح وصاحب ذلك ضجه في الاعلام لاهميه الرجل التاريخيه كطبيب لصلاح الدين الايوبي وواحد من اشهر من كتبوا وترجموا في الطب والفلسفه. تتجسّد هنا المفارقه حين تكتشف احتفاء المغرب بمنزل ذات الرجل في مكان ولادته في مدينه فاس واعتباره من المزارات المهمه ضمن الجولات السياحيه.

للموت قصه اخري مع اليهود المصريين، فمعاناتهم لا تتوقف بعد موتهم فالجسد الذي يفارق الحياه ينتظر وصول حاخام من الخارج حيث لا وجود لرجال دين يهود في البلاد، ولا يستطيع ابناء من دفنوا منهم في القاهره او الاسكندريه ان يزوروهم الا بعد اجراءات امنيه معقده ومطالبات للسلطات وشرح مفصل لاسباب الزياره، وقبل ذلك معاناه اخري في العلاج وتكاليفه وبعد ذلك وقائع تتكرر في مقابرهم التاريخيه في البساتين التي حولها الاهمال الي موقع للورش او النهب، وحين خاطبت الجاليه الدوله لحمايه ما تبقي من عائلات مصريه عاشت تاريخ بلادها وشاركتها في الوقوف ضد الانجليز والصهيونيه وكان من بينهم وزراء ومثقفون وسياسيون يساريون شاركوا في صناعه تاريخ البلاد، طالبتهم هم ببناء اسوار لحمايتها، لان الدوله لن تتحمل هذه التكلفه.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل