المحتوى الرئيسى

كل 3 أيام يموت شخص انتحارا في لبنان

09/22 02:05

«اكيد رح فيق» هو عنوان الحمله التوعويه التي نظمها كل من المركز الطبي في الجامعة الأميركية وصندوق «امبرايس» التابع له من اجل الحد من نسبه الانتحار في لبنان.

وتتضمن الحمله التي انطلقت في الخامسه فجرا من يوم امس (الاحد)، من وسط بيروت وصولا الي صخرة الروشة (احد اهم رموز الانتحار في لبنان)، تجمعا مدنيا ومسيره وتبرعات ماديه من اجل استحداث خط ساخن لهذه المشكله.

كما ستغلف صخره الروشه وعلي مدي 3 ايام متتاليه بشعار الحمله «اكيد رح فيق»، الذي يرمز الي 3 معانٍ وهي كلمه «يفيق» اي «يستيقظ» وتشير الي الوعي. اما تحديد الخامسه فجرا لاطلاق الحمله ففيه رمزيه الانتقال من العتمه الي الضوء، اضافه الي ان الامل يعود من جديد مع كل انبلاج فجر ووصول نهار جديد.

وكانت قد اشارت سجلات رسميه يجري التداول فيها لاول مره في لبنان، الي ان هناك شخصا يموت منتحرا كل 3 ايام. وذكرت هذه البيانات التي ارتكزت علي معلومات من وزاره الداخليه في لبنان، انه منذ عام 2008 حتي اواخر عام 2013 بقيت نسبه الانتحار في لبنان ثابته الي ان تبين نموها وزيادتها في الشهور السبعه الاولي من عام 2014 بنسبه 25 في المائه.

وتقول فرح يحيي، احدي المسؤولات عن تنظيم هذه الحمله لـ«الشرق الاوسط»، ان «الهدف من اقامه هذه الحمله التوعويه هو المساهمه في الحد من انتشار حالات الانتحار، لا سيما ان هناك شريحه كبيره من الناس تخجل من التحدث عن هذه الحوادث التي حصلت في عائلاتهم. كما ان الاهل الذين عانوا من فقدان اولادهم بهذه الطريقه يشعرون بالذنب كونهم لم يستطيعوا منعهم او التنبه الي حالتهم النفسيه المترديه التي دفعتهم للقيام بهذا العمل». واضافت: «الحمله دون شك ستشعر هؤلاء الذين يساورهم هذا الاحساس بان هناك من يهتم بهم وسيتفاعلون معها، اما عن طريق الاتصال بنا، واما عن طريق التحدث بنياتهم هذه الي مقربين منهم او الي اختصاصيين نفسيين». وختمت فرح يحيي بالقول: «ان جمعيتنا (امبرايس) لاحظت تفشي هذه الاحداث وخطورتها، وقررت اطلاق الضوء عليها، ولا سيما ان اهتماماتها تدور حول الصحه النفسيه عامه لدي اللبنانيين، فتحاول في كل سنه القاء الضوء علي واحده من المشكلات الاساسيه المنتشره والمتعلقه في هذا الصدد لديهم».

هذه الحمله التي تقام برعايه وزاره الصحه في لبنان وبشخص وزيرها وائل ابو فاعور، الذي شارك في اعلان تلفزيوني مصور لها، واستيقظ في الخامسه فجرا للمشاركه فيها، ودعمها ايضا بعض الفنانين اللبنانيين الذين كتبوا علي حساباتهم الخاصه في مواقع التواصل الاجتماعي عن مساندتهم لهذه الخطوه وتشجيعها، امثال الممثله نادين الراسي والفنانه يارا والنائبه نايله تويني والاعلاميين زافين ونديم قطيش وريما نجم.

ويري رئيس قسم الطب النفسي في الجامعه الاميركيه الدكتور زياد نحاس، وهو احد الناشطين في الحمله، ان 50 في المائه من حالات الانتحار في لبنان تحدث بواسطه الاسلحه الناريه، وان الباقي منها يختلف ما بين اساليب الشنق والقفز من الطوابق العليا وتناول السموم. وقال لـ«الشرق الاوسط»: «ان نسبه قليله من بين الذين اقدموا علي الانتحار الكامل تناولوا جرعات مفرطه من الادويه المهدئه، كما ان صخره الروشه التي كانت تعد واحده من احدي اشهر اساليب الانتحار في لبنان بحيث كان يجري القفز منها، اصبح استخدامها شبه معدوم منذ اكثر من 5 سنوات حتي اليوم». وعن الاسباب التي دفعت الي زياده نسبه الانتحار في لبنان، قال: «هناك لا شك الاوضاع العامه غير المستقره في البلاد، وان 90 في المائه من هذه الحالات كانت تمر بحالات اضطرابات نفسيه صعبه، كما ان هناك من كان مصابا بالاكتئاب او يعاني من حالات ادمان علي الكحول او المخدرات وغيرها». ويضيف: «نسبه قليله من بين هؤلاء اقدموا علي الانتحار لاسباب انفعاليه، اي نفذوها دون سابق تفكير فيها للتخلص من تشوه جسدي او مرض مستعصٍ، ولذلك براينا ان النسبه الاكبر منهم والتي ذكرناها سابقا في استطاعتنا معالجتها نفسيا وانقاذها من الموت».

ومن البرامج التي تتضمنها الحمله ايضا لوحات اعلانيه موزعه علي الطرقات، ومسيره لذكري الاشخاص الذين فقدوا حياتهم بسبب الانتحار تحت عنوان «مع طلوع الفجر» والاتاحه امام كل من يهمه الامر تدوين ملاحظه او كلمه تحيه لهؤلاء، ستجري كتابتها علي حائط عملاق استحدث عند نقطه الوصول لنهايه المسيره، اي عند مطعم «روشه سي روك» مقابل صخره الروشه الشهيره في منطقه المناره.

والمعروف ان الجيل القديم من اللبنانيين كانوا يعدون صخره الروشه، اضافه الي كونها معلما شهيرا من معالم لبنان الطبيعيه، ورمزا للموت بواسطه الانتحار؛ اذ كانوا يرددون عندما يصابون بالقلق او بالعصبيه ولو عن طريق المزاح «رح كب حالي عن صخره الروشه»، حتي بات اسمها يرتبط ارتباطا مباشرا بهذه الرمزيه التي تعنيها.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل