المحتوى الرئيسى

دينزل واشنطن لـ {الشرق الأوسط}: الشخصية الدفينة تجذبني ولا أمثل الأنماط

09/21 01:43

يحتفل مهرجان سان سابستيان في دورته الـ62 التي انطلقت في 19 من هذا الشهر وتستمر حتى 27 منه، بالسينما على طريقته الخاصة. ليس فقط بأنه يعرض لنحو 265 فيلما في شتى عروضه، بل يحاول استعادة مكانته التي كانت قد تراجعت منذ الستينات وتعززت قليلا في مراحل مختلفة من الثمانينات قبل أن تتراجع مجددا.

قبل 40 سنة أو نحوها كان المهرجان ينافس «كان» الفرنسي على المركز الأول. مثله انطلق فعليا بعدما وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها وفي وقت كانت فيه المهرجانات الرئيسة الأخرى، مثل برلين وفينيسيا لا تزال تحاول تلمّس طريقها. لكن مشكلته الأولى بعد ذلك هي أن عضد تلك المهرجانات اشتد وقوي بينما وجد نفسه محاصرا بمكتسباتها من الأفلام الأولى ومن الإقبال. والثانية أنه عومل، من قِبل جهات مختلفة بما فيها بعض إداراته السابقة، على أنه مهرجان لاتيني في الأساس يعرض للسينما الإسبانية ويسبر بنجاح غور السينما الواقعة في أميركا اللاتينية أساسا.

لا يهم أنه لم يكن ذلك تماما في أي وقت، لكن المهم أن هذه النظرة ساهمت بمقدار في جعله يبدو منزويا في ذلك الجزء الشمالي من مقاطعة الباسك التي بدورها، وخلال السنوات السابقة التي شهدت قلاقل صعبة، لم تسعفه في استكمال مسيرته الناجحة.

هذا الوضع يبدو قد تغيّر تماما في العامين الماضيين. ويتأكد ذلك هذا العام. الآن، يطرح مهرجان سان سابستيان نفسه كحضور مهم وقوي في ميدان العروض السينمائية المتخصصة وكمهرجان رئيس قد يضيفه المرء إلى مهرجاناته المعتمدة أو يستعيض به عن بعضها.

مهما يكن، فإن الدورة الحالية بدأت بالاحتفاء بممثل ذي مكانة عالمية وسمعة طيّبة اسمه دينزل واشنطن. طوال 4 عقود ونيّف خبر واشنطن نحو 50 دورا سينمائيا بحفنة من الأدوار المساندة من عام 1980 (بفيلم «كاربون كوبي» بطولة جورج سيغال وسوزان سانت جيمس) قبل أن يستولي على القيادة بأدوار قوية التأثير والحضور مثل دوره في «قصّة جندي» (1981) و«صرخة الحرية» (1987) ثم «مجد» (1989).

بعد ذلك، هو في صعود متواصل حتى اليوم، لاعبا شخصيات متعددة بأسلوب لا ينص على التنميط كسبيل وفي أفلام جيّدة مثل «مالكولم إكس» (الذي لعب فيه شخصية الداعي المسلم) و«ملف البجعة» و«فيلادلفيا» و«شجاعة تحت النيران» و«جامع العظام» وهي جميعا من إنتاج التسعينات.

في السنوات الـ10 الأخيرة شاهدناه في «رجل مشتعل» (2004) و«خطف بلهام 123» (سنة 2009) و«كتاب إيلاي» (2010) ثم «طيران» (2012) وصولا إلى فيلمه الجديد «الموازي» الذي يعاود فيه لقاء المخرج أنطوان فوكوا بعدما كانا عملا معا على «يوم التدريب» في عام 2001

* يضع مهرجان سان سابستيان كل ما سبق وسواه في عين الاعتبار عندما يختار دينزل واشنطن للاحتفاء به خلال دورته الحالية. أو كما أعلن مدير المهرجان جوزيه لويس ريبوردينوس في يوم الافتتاح: «نستقبل هذا العام أحد أهم نجوم السينما حول العالم لنقدّم له تحية يستحقها ولنحتفل به ممثلا وسينمائيا وضيفا كبيرا».

في مهرجان تورونتو الذي اختتم في 14 من هذا الشهر، وفي عجالة اللقاءات الكثيفة التي حوصر بها، التقيت به حيث دار بيننا الحديث التالي:

* «الموازي» اليوم في تورونتو وغدا في سان سابستيان ماذا يعني لك ذلك؟

- أعتقد أنه يعني أن الفيلم يستحق هذا الاهتمام أو أكثر (يضحك)… جدّيا أنطوان (المخرج فوكوا) وأنا صرفنا الكثير من الوقت والجهد لكي نحقق هذا العمل. شاهدته مع الجمهور هنا وسعدت لحسن استقباله للفيلم.

* ما الذي تعتقد أنه سبب ذلك؟

- اسمع. الفيلم جيّد. أنطوان مخرج موهوب ويمنح الموضوع الذي ينجزه كل اهتمامه ويبرع فيه. أنا معجب بكل ما شاهدته له من أفلام وشاهدت له معظمها.. ربما كلها.

* هل يستند النجاح المتوقع له على خلفية أنه مقتبس من مسلسل تلفزيوني مشهور؟

- لكن الفيلم نسخة مختلفة تماما. من ناحية أخرى أنت على صواب إذا فكّرت بذلك لأن الجمهور في رأيي سيحب معرفة ما أنجزناه مختلفا في هذا الفيلم عن المسلسل. هل شاهدت الفيلم؟

- حين تشاهده ستعرف ما أقصده.

* سيحتفون بك في مهرجان سان سابستيان بعد أيام قليلة. ما رأيك؟

- أحب هذا كثيرا (يضحك).. لم لا؟ أقصد أننا بذلنا جهدا كبيرا في هذا الفيلم الذي سنعرضه هناك أيضا، وبالنسبة لي أنا شخصيا أعتقد أن هذه اللفتة لها ما يبررها (يضحك).. حسنا يفعل مهرجان سان سابستيان..

* تمثل وتنتج هذا الفيلم.. وهذا ما سبق لك أن قمت به مرارا في الماضي. كيف تنظر إلى مهنتك المزدوجة هذه؟ ما فوائدها؟

- أمضيت الـ30 سنة الأولى من حياتي ممثلا فقط وأنتجت حتى الآن 7 أو 8 أفلام. كممثل كنت أنظر دائما حولي وأعاين عمل المنتجين والمخرجين. لا أقصد أنني لم أكن أعرف ماذا يفعلون، لكنني كنت فضوليا أريد أن أعرف ما السبل الأنجح لدى كل طرف لإنجاز الفيلم المتفق عليه بين الاثنين.

* ما الذي اكتشفته كشرط مهم للنجاح؟

- اكتشفت بالطبع أن السعي للإتقان هو الذي يجمع جهود الجميع. هذا السعي قد يخفق هنا أو هناك لأسباب متعددة، لكنه عندما ينجح فإن النتائج باهرة. وجدت أن على المنتج أن يحصي التفاصيل ويتأكد من أن كل شيء في مكانه الصحيح قبل البدء. لقد أخرجت فيلمين أيضا ولا أعتقد أنني كنت سأستطيع فعل ذلك من دون فهم العلاقة الخاصّة خلال العمل بين المخرج وممثليه. من السهل أن تدرس كل شيء ومن الصعب التطبيق.

* لكن ما الشيء الأكثر تأثيرا في اتخاذ قرارك بالتمثيل أو بالإنتاج؟

- المشروع برمّته. هناك بعض السيناريوهات المكتوبة جيّدا لكنها لا تستطيع أن تكون أفلاما جيّدة بالضرورة. أو هي جيّدة وليست مهمّة أو ضرورية. النظر إلى المشروع ككل وأهميته للجمهور وأهميته لك كممثل وكيف سيجري إنجازه؟ مع من؟ كل هذه شروط أساسية وحوافز مهمّة.

* «الموازي» كان من بطولة تحري أبيض (الممثل الراحل إدوارد وودوورد) والآن يقوم ببطولته ممثل أفرو - أميركي. لا بد أن ذلك من بين أسباب الفضول التي تدفع بالجميع للاهتمام بهذا العمل. هل توافق؟

- نعم. هذا ما حاولت أن أقوله سابقا. يريد الجمهور أن يعرف ما هو الجديد. لكن علي وقد فتحت هذا الجانب من الحديث، التأكيد على أني لا أمثل الأشخاص حسب اللون أسود أو أبيض. هناك شخصية دفينة هي التي تجذبني إليها أو لا تجذبني. تتحرك كخيوط وعلاقات بيني وبينها وهي التي تجذبني للعمل وليس لأنها شخصية أفرو - أميركية. طبعا من ناحية ثانية لا يمكن أن تمثل شخصية مالكولم إكس وأنت متجاهل أنه أفرو - أميركي، لكن في معظم ما قمت به من أفلام كان لون البشرة آخر اهتماماتي. المهم الدور والشخصية التي أمثّلها.

* يتردد أنك ستؤدي دور الرئيس أوباما في فيلم عن حياته. صحيح؟

* لا أعلم.. سمعت صحافيين يتحدّثون على ما أظن.

- هذا ليس صحيحا.. ليس الآن على الأقل، وأوباما لا يزال رئيس الولايات المتحدة الأميركية. ولا أظن أن هذا المشروع سيكون قريبا على أي حال.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل