المحتوى الرئيسى

"نساء مضربات".. من جوع بطونهن تولد الحرية

09/20 22:10

حالت أرض المعارك من تواجد النساء في رحاها، إلا أنها كانت متواجدة قلبًا وقالبًا، تؤثر في مجريات الأمور، صوتها له صدى يأتي بنتائجه.. على مدار قرون أثبتت المرأة فيها بسالتها وقدرتها على إحداث تأثيرات في مجريات الأمور، ومع معركة الأمعاء الخاوية التي تشهدها مصر مؤخرًا، صرخت بطون النساء في وجه من يحاول تهميش أصواتهن، حتى نُلن بشرف وكرامة ورأس مرفوع ما ابتغين.

ليلى سويف ونجلتيها منى وسناء، أشهر المصريات اللائي خضن العديد من الإضرابات عن الطعام، حيث يضربن حاليًا تضامنا مع المحبوسين على خلفية قانون التظاهر.. أحداث عدة واحتجاجات خضن فيها تجربة الإضراب، فتارة تضرب سويف تضامنًا مع الصحفيين المعتقلين في مقدمتهم مراسل قناة الجزيرة عبد الله الشامي، وتارة تضرب مع بناتها احتجاجًا على حبس ابنها الناشط علاء عبدالفتاح، ومؤخرًا أضربت مع ابنتها منى لحبس علاء وأخته سناء، حتى أفرج عنه مؤخرًا، بينما مازالت تنتظر سناء مع معتقلي قانون التظاهر أن يتحرروا بعد جوع بطونهم.

"ماريون دونلوب" البريطانية أول امرأة تضرب عن الطعام عام 1909

ريم ماجد وبثينة كامل والمحبوستان ماهينور المصري وسناء سيف، أبرز المضربات في الفترة الأخيرة، اللائي جمعهن قانون التظاهر حول راية واحدة، بل امتد الأمر إلى تضامن نائبة في البرلمان الآيسلندي بالإضراب عن الطعام، من أجل حرية النشطاء المحبوسين على ذمة القضايا المتعلقة بقانون التظاهر.

بالإبحار في تاريخ نضال المرأة المصرية وسعيها للتحرير وصولًا إلى محاولات تأثيرها القوية، نجد معركة النساء بدأت قديمًا عندما حاربت درية شفيق لتحصل المرأة على حق الانتخاب، فأضربت عن الطعام بعد تجاهل المرأة وعدم تواجدها في اللجنة المشكلة من قبل الحكومة للدستور الجديد عام 1954، وشجعت أخريات على الإضراب لمدة 10 أيام، فوعدها الرئيس محمد نجيب حينها في رسالة، أن الدستور المصري الجديد سيكفل للمرأة حقها السياسي، وتحقق ذلك بحصول المصرية على حق التصويت والترشح في الانتخابات العامة لأول مرة في التاريخ الحديث.

وفي عام 2012، اختارت مجلة نيوزويك الأمريكية العاملة المصرية وداد الدمرداش، ضمن 150 مرأة في قائمة أشجع النساء حول العالم، حيث أضربت عن الطعام لمدة 3 أيام في اعتصام ضمن اضطراب المحلة عام 2006، واندلعت بعدها بعامين أحداث المحلة، التي ألهمت العمال المصريين بأكملهم.

المصريات المضربات، هن ترس في آلة كبيرة من النساء حول العالم، قدن مسيرات واعتصامات واضطرابات وشجعن ثورات ومظلومين، وكانت أول من سارت في هذا الدرب هي المناضلة البريطانية ماريون دونلوب، التي أضربت عن الطعام عام 1909 نتيجة مطالبتها بحق الاقتراع، وأطلقت السلطات سراحها حينها تجنبًا لظهورها بمظهر المظلومة أو الشهيدة.

وشهد العالم العربي العديد من الشخصيات النسائية اللائي أضربن عن الطعام إيمانًا بقضاياهم، فالأردنية توجان الفيصل التي تُعد أول امرأة تدخل إلى البرلمان، أضربت عن الطعام حيث صدر حكم قضائي ضدها بالسجن، نتيجة لنشاطها السياسي وفتحها ملفات في قضايا فساد بمجلس النواب، ثم صدر قرار ملكي بالعفو عنها، أما البحرين فشهدت عددًا من إضرابات نسائية جعلتها من أبرز الدول في هذا الصدد، فالناشطة الحقوقية زينب الخواجة دخلت في إضراب لمدة 10 أيام، بعد اعتقال والدها وزوجها في أبريل 2011، كما أضربت البحريتان جليلة السلمان ورولا الصفار عن الطعام، احتجاجًا على تعرضهما للتعذيب والمعاملة السيئة أثناء احتجازهما.

وفي سوريا، أضربت الناشطة هرفين أوسي، عن الطعام والماء، نتيجة تعرضها للضرب الشديد على يد قوات الأمن السوري، خلال احتجاجًا سلميًا أمام وزارة الداخلية في مارس 2011 تضامنًا مع المعتقلين السوريين المضربين عن الطعام، وفي سبتمبر 2012، أضربت الشاعرة لينا الطيبي دعمًا للثورة السوريين، ولوقف نزيف الدماء بها، واحتجاجًا على قتل النساء والأطفال الأبرياء.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل