المحتوى الرئيسى

البهائيون.. يتناغمون مع إسرائيل

09/19 14:36

البهائيون هم أتباع العقيدة البهائية التي ترى نفسها توحيدية، وتطورا للعقيدة "البابية" التي ظهرت في إيران عام 1844 على يد محمد علي الشيرازي الذي قتل وسحقت عظامه، لكن بعض مؤيديه احتفظوا بها سرا حتى دفنوها في جبل الكرمل في حيفا عام 1909، وكانت ترتكز على الفكر المسيحاني، خاصة مع اقتراب مجيئ نهاية الألفية الأولى، وانتظار المسلمين للمسيح المخلص، وترى أن النبوة لم ولن تنقطع حتى يصبح العالم كله إخوة، كتابها المقدس هو "الكتاب الأقدس" الذي كتبه "بهاء الله"، إضافة إلى الآثار الكتابية الأخرى لحضرة بهاء الله مثل كتاب "الإيقان"، وكتاب "الكلمات المكنونة"، وكتاب "الواح حضرة بهاء الله إلى الملوك والرؤساء"، ومجموعة مجموعة لآلئ الحكمة، ومجموعة مجلدات آثار القلم الأعلى، وأثر "نداء رب الجنود"، حسب الجامعة البهائية العالمية.

ويضيف مركز "تسوفيم" الإسرائيلي، أن عدد المؤمنين بالبهائية يتراوح ما بين 6 – 7 ملايين نسمة، على مستوى العالم، يقل أتباعها كثيرا في الدول العربية والإسلامية، بينما نجحت في تكوين مؤمنين بها في الهند والغرب، حيث يعتبر المؤمنون بها في الهند الأكثر تعدادا في العالم بالنسبة للدول التي يوجدون بها، وتشير بعض المواقع البهائية إلى أن العقيدة البهائية من أكثر الأديان انتشارا بعد المسيحية، ويقطن البهائيون في أكثر من 100 ألف قرية ومدينة حول العالم.

يوجد المركز العالمي للبهائيين "بيت العدل العالمي" في حيفا، فوق جبل الكرمل، كما يوجد مركز آخر لهم في "عكا" حيث يرقد بهاء الله، بعد أن طردته السلطات العثمانية إليها.

ويضيف مركز "هتسوفيم" الإسرائيلي، أن الأماكن المقدسة للبهائيين في إسرائيل لا تكشف تفاصيل كثيرة عن العقيدة والعبادات في البهائية، كما أن المكتبة وبيت العدل العالمي بحيفا غير مفتوحين لعامة الناس، ولا يسمح بدخولهم إلا للأشخاص ذوي الخلفية المناسبة لذلك.

وأوضح المركز في دراسته التي أعدها عن البهائيين أنه على الرغم من رغبتهم في نشر عقيدتهم في كل أرجاء العالم، فإنهم تعهدوا خلال الحقبة العثمانية بألا يدعوا لها في أثناء وجودهم في فلسطين، وعدم قبول أتباع جدد لها.

في عام 2001 جرى توسيع الحدائق البهائية في حيفا والتي تحيط بالمركز البهائي العالمي، وأصبحت هذه الحدائق من أهم المعالم والرموز في المدينة وفي إسرائيل بأكملها، ويجري الحفاظ على هذه المعالم بواسطة موظفين وعمال يحصلون على أجور شهرية، إضافة إلى بعض المتطوعين البهائيين الذين يأتون إلى إسرائيل لفترات تطوع محددة ثم يغادرون.

ويقول رئيس قسم اللغات الشرقية بجامعة حلوان، وأستاذ الأدب العبري الحديث، أحمد الراوي، إن هناك علاقات مشبوهة بين البهائية وبين إسرائيل، مشبهاً البهائية بجماعة يهود الدونمة ويهود مشهد، مؤكدا أن مثل هذه الحركات كان لها دور مهم في تفتيت الخلافة العثمانية.

وعلق الراوي على وجود المراكز الروحية للبهائيين في حيفا وعكا بقوله إن "إسرائيل دائما ما تستقطب الأقليات وترعاها، خاصة ذات المنشأ العربي أو الإسلامي، وذلك حتى تساهم في تقتيت وتقسيم التواجد العربي فيها، إضافة إلى ضمان ولاء هذه الجماعات لتل أبيب".

وحول آثار جماعة البهائيين في الأدب العبري الحديث، قال الراوي إن "البهائيين ليس لهم وجود في الأدب العبري، لأنه يهتم فقط بالأقليات أو الأحداث التي تشكل ظاهرة في المجتمع الإسرائيلي، وهم لم يفعلوا ذلك على الإطلاق".

وفي ما يتعلق باعتناق اليهود أو المسلمين للبهائية، يقول ناشط في الدفاع عن الأقليات العربية في إسرائيل، رفض ذكر اسمه، مرضي عنهم، إن عددهم في إسرائيل قليل جدا، ولا يوجد يهود أو مسلمين يعتنقون البهائية، مضيفا أن حالة "الراحة" التي يعيشها البهائيون في إسرائيل، ترجع إلى أنهم "يقبلون بالكيان الصهيوني ولا يثيرون أي احتدام سياسي مع إسرائيل ولا يتبنون فكر المقاومة"، ولخص الأمر كله في أنهم "مرضي عنهم" من جانب إسرائيل.

ولكن يمكن تفسير هذا التناغم البهائي الإسرائيلي، بأن البهائية تنظر نظرة سلبية للمشاركة السياسية، لأنها تعتبرها أداة للتشرذم تعمل على تفرقة الشعوب وليس على جمعها في صف واحد. إضافة إلى أن كسب الود البهائي يساعد إسرائيل في المحافل الدولية الخارجية عن طريق الجامعة البهائية العالمية.

وتعد الجامعة البهائية العالمية من أهم منظمة غير حكومية تضمّ في عضويتها البهائيين في جميع أنحاء العالم وتمثلهم في آن معا، ويزيد عددهم عن 5 ملايين رجل وامرأة يمثلون أكثر من 2100 مجموعة عرقية من جميع الأجناس، والأعراق، والجنسيّات، والثقافات، والطبقات الاجتماعية، والمهن والوظائف والحرف تقريبا.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل