المحتوى الرئيسى

العراقي عباس جيجان: أنا الشاعر العربي الوحيد الذي وصل لـ «أوباما»

09/18 09:13

في ليلة كان جمهور مركز كانو الثقافي على موعد مع نهري دجلة والفرات، مع النخيل الخضراء، والروح العراقية التي يصل أنينها على شكل شعر ومفردة أو لحن، جسدها الشاعر العراقي القدير عباس جيجان الذي استضافه مركز كانو الثقافي والذي أقام أمسية شعرية حاشدة مساء أمس الأول بوجود عدد كبير من الفنانين والشعراء والاعلاميين البحرينيين.

«الأيام» تحدثت إلى الشاعر عباس جيجان في لقاء خاص عن سبب اتجاهه للسياسة في شعره وسألته عن سر جرأته فكان الحوار.] أنت في البحرين للمرة الأولى رسميا فما الذي تمثله لك هذه الزيارة؟

- أنا أحب البحرين لأن هناك رابط بيني وبين البحرين، فأنا من البصرة وهناك شبه بينها وبين البحرين ونخيلها ويسعدني اللقاء مع البحرينيين وجها لوجه.

] طريقة إلقائك للقصيدة مختلفة ومتميزة هل ظهرت بوادر الشاعر في طفولتك؟

نعم بدأ الشاعر يبرز في داخلي منذ أن كنت في المرحلة الابتدائية وكنت أقرأ قصائد المدرسة كل يوم في الطابور الصباحي حتى السادس الابتدائي، وهذه الطريقة عاشت معي، فالقصيدة عندما تكتب يجب أن تقرأ مثلما تكتب، فالشاعر عندما يكتبها من روحه يجب ألا يقرأها قراءة سطحيه.

] يلاحظ أنك توظف الأداء التعبيري والتمثيلي ولغة الجسد أثناء إلقائك للقصيدة، كيف توظف كل هذه العناصر أثناء إلقائك لقصيدة واحدة؟

لغة الجسد مهمة مع المفردة وتفعيلها ولكنها تلقائية ولم أدرسها، و كل ما ترينه هو نتيجة الخبرة والممارسة التي أخذت هذا الجانب فأنا لست متكلفا بها والجميل أن الناس تقبلتها.

] ألا تعتقد أن شهرتك أتت نتيجة لاختلاف طريقة إلقائك واتجاهك للموضوعات السياسية في قصائدك؟

التميز والشهرة تأتي بفضل النص المكتوب، على أن يكون جريئا أو يعالج قضية ما، فنحن العراقيين لدينا من المشاكل الكثير فنترجم بعض الحالات من خلال هذه القصائد، حتى في المجتمعات الأخرى كدول المغرب العربي فأنا معروف هناك أكثر من دول المشرق، فعندما ألقي القصيدة يقفون ويرددون قصائدي التي يحفظونها عن ظهر قلب، والعجيب أن المجتمع العربي فهم اللهجة العامية الشعبية التي أكتب بها.

] لماذا تفرغت بشكل كبير للقصائد السياسية؟

أنا "مسودن بالسياسة" التي فرضت علي من قبل الناس على الرغم من أنني لست بسياسي، ولكن الطرح المعاتب للحكومة في أن تعطي مساكن للفقراء وهذا يعتبره الآخرون سياسة، فعندما أعالج هذه الموضوعات في قصائدي يعتبروا ذلك سياسه.

] ألم يخلّف توجهك أعداء لك؟

أعدائي كل حاكم ظالم هو عدو وكل وزير فاسد أو مسئول في الدول العراقية عدوي.

] ولكنك منذ أكثر من 20 عاما خارج العراق فكيف تسرد همومه وأنت لا تقيم فيه؟

أصبحنا قرية صغيرة وكلنا يعرف هموم الآخر فالعالم أصبح مربوط ببعضه البعض عبر وسائل التواصل.

] ألم تتلق تهديدات بالقتل نتيجة لمواقفك؟

لا ولكنني أخاف فلم أفكر أن أذهب للعراق لأن الناس فسدت، فربما هناك من يريد أن يصبح بطلا ويقدم على قتلي مثلا، نظرا للانفلات الأمني والأخلاقي إلا أن الشعب العراقي شعب طيب عانى وعاش الكثير من المصائب والحروب والاحتلالات.

] وأنت بعيد عن وطنك إلى ماذا تحن وتشتاق؟

(أراد أن يبدأ حديثه ولكنه تمهل وكأنما نفذت منه الكلمات) أحن إلى كل ذرة تراب، ولكل نخلة باسقة ، إلى ماء نهري دحلة والفرات إلى الحي الذي كنت أعيش فيه وإلى ذاكرتي، طفولي، ومدرستي في العراق وإلى بغداد.

]من المعروف أن كل معطيات البيئة والطبيعة المحيطة بالشاعر تؤثر في مفرداته وثقافته، ألم يؤثر بعدك عن العراق عليك كشاعر؟

لا فأنا رحلت جسدا عن العراق، وأنا أقيم منذ 9 سنوات في دولة الإمارات وهو مجتمع عربي ليس بعيدا عن ثقافة المجتمع العراقي.

] هل نستطيع القول أن أمنية عباس جيجان الكبيرة أن يعود للعراق؟

أمنيتي الكبيرة أن يسود الأمن في العراق وليس العودة له.

] إلى أين يتجه العراق برأيك؟

أنا متشائم نظرا للأحداث الأخيرة وما تقوم به داعش من موت جماعي للناس فلا أرى شيئا إيجابيا في الأفق.

] كيف أثرت الغربة على روح عباس الشاعر والإنسان؟

الغربة مرة ليست باختياري وفرضت علي، وبالرغم من أن جنسيتي أوروبية إلا أنني أقيم في الامارات معززا مكرّما ولم يقصر معي شيوخ آل نهيان الذين يحترمون المثقفين والمبدعين ويعتبروني واحدا من الاماراتيين.

] تحدثت كيف يحفظ متابعوك ومحبوك كلمات قصائدك، هل تعتبر نفسك سوّقت للمفردة العراقية الشعبية؟

نعم سوّقت لها، فأنا الشاعر الوحيد الذي خرج عن محليته ولكنه وصل للعالم العربي وللعالمية، فقصائدي ترجمت لعدة لغات كالانجليزية والهولندية والالمانيه والفرنسية ومنها قصيدة "الرئيس أوباما" التي ترجمتها جامعة أوكسفورد وأرسلوها له.

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل