في ذكرى تنحي "بهلوي".. ملوك تنازلوا عن العرش قسرًا وحبًا

الغرب والشرق اختلفا كثيرا امام الجميع، لكن وراء كل سرايا فيهم حكايات لم تُحك، افعال لا تعبر بالضروره عن النوايا، اعلاء رايات الاستقلال منكسه وراءها جبهات العرش التي تنازلت عن سده الحكم برضائها او كما قدّر اصحاب النفوذ الاعلي.

15 سبتمبر 1941 كان شاه إيران رضا بهلوي، علي موعد مع الرحيل المؤقت عن الحياه، وقت ان تنازل عن العرش لنجله "محمد"، الرجل الذي عُرف قويًا صارمًا استطاعت باتقانه لفنون الحرب ومؤهلاته العسكريه الي الترقي من مجرد جندي في فرقه القوزاق (وحده عسكريه محاربه طبقًا للمعايير الايرانيه، وكانت تعتبر انذاك القوات العسكريه الحديثه في ايران) الي منصب القائد لهذه الفرقه، ثم اصبح قائدًا عامًا للجيش، ثم وزيرًا للحربيه، ثم رئيسًا للوزاره، ثم حاكمًا للبلاد.

"رضا" كغيره ممن سعوا للتطوير ولم يجد من الدول العظمي حليفًا، فقالت ابنته "اشرف" في مذكراتها ان اباها تنازل عن الحكم لشقيقها اثناء الحرب العالمية الثانية، سبب سخط الانجليز عليه هو اخضاعه لرؤساء قبائل منطقه انتاج النفط، والي الغائه لامتياز "دارسي" في عام 1932، عندما رفضت الشركه الايرانيه البريطانيه زياده حصه ايران، ثم قصف الحلفاء (الروس والانجليز والامريكان) مدينه طهران بالطائرات، ونفي الانجليز والدها الي جزيره "موريشيوس" ثم الي "جوهانسبرج" في جنوب افريقيا حتي موته في 26 يوليو 1944، عن عمر ناهز 69 عامًا.

لم يترك التاريخ "بهلوي" منفردا بين اباطره العصر الحديث، تلته واقعتين في الحكم المصري، الاولي عندما تنازل الخديو اسماعيل عن الحكم لابنه توفيق من خلال فرمان من السلطان العثماني عام 1879، بعدما حكم مصر لمده 16 عاما اراد فيهم ان يجعل مصر قطعه من اوروبا، لكن اغرقه المستمعمر الانجليزي في الديون حتي تكون حائلًا بين مصر والنهضه، فكان العزل بحجه تراكم الديون، وتم نفيه بعدها الي ايطاليا كمنفي مؤقت ثم توجّه الي الاستانه ومنها الي اسطنبول، حتي وافته المنيه في مارس 1895.

خلفه في مصر الملك فاروق، حينما قرر في امر ملكي رقم 65 لسنه 1952، التنازل عن العرش لولي عهده الامير احمد فؤاد، بناء علي الخطاب الذي ارسله اللواء اركان حرب محمد نجيب باسم ضباط الجيش في 26 يوليو 1952، وكان التنازل في نفس اليوم بناء علي الخطاب المُرسل له من الضباط الاحرار.

علي الصعيد العربي، تنازل امير قطر الشيخ حمد بن خليفه ال ثاني في سن الـ61، عن الحكم في نوفمبر 2013، لابنه ولي العهد الامير تميم بن حمد ال ثاني، الذي عُيّن وليًا للعهد في 5 اغسطس 2003، ووفقًا لصحيفه "ديلي تليجراف" البريطانيه جاء التنازل حيث اصاب "حمد" التعب ويرغب في الابتعاد عن السلطه.

وللغرب نصيب من التنازلات، ففي 30 ابريل 2013، وقعت الملكه بياتريكس ملكه هولندا علي اوراق تنازلها عن العرش ليخلفها ابنها الاكبر وليم الكسندر الذي اصبح اول ملك لهولندا منذ اكثر من 120 عاما، فالملكه تولت العرش منذ عام 1980 بعد تنحي والدتها، وفي خطابها الذي بثه التلفزيون الهولندي، قالت بياتريكس في كلمتها المشوبه بالعاطفه ان اخلاص شعبها منحها القوه علي مواصله مهامها خلال فتره حكمها التي امتدت لـ33 عاما، واضافت الملكه التي تبلغ من العمر 75 عامًا انه حان الوقت ليتولي جيل جديد زمام الامور.

وفي 2 يونيو 2014، اعلن الملك خوان كارلوس تنازله عن العرش لولي عهده الامير فيليبي من اجل افساح الطريق امام "حقبه جديده من الامل"، بعد ان حكم 39 عامًا توصف بانها كانت فتره الديمقراطيه والحريات في اسبانيا، واكد خلال كلمته انه يفخر بالاسبان بسبب الانجازات التي جري تحقيقها، واعرب لهم عن امتنانه علي دعمهم الدائم له، واكد العاهل الاسباني انه يسعي بقرار التنازل عن العرش لـ"بدء حقبه جديده من الامل تمتزج فيها الخبره المكتسبه بحيويه الجيل الجديد.

في نفس اليوم، خرج الاف المواطنين، في ميدان "بويرتا ديل سول" الشهير وسط العاصمه الاسبانيه مدريد، للمطالبه بنظام جمهوري واجراء استفتاء علي استمرار النظام الملكي، ودعت المنظمات المطالبه بالجمهوريه الي المظاهره في اعقاب اعلان العاهل الاسباني خوان كارلوس تنازله عن العرش لابنه وولي العهد الامير فيليبي دي بوربون، ونظمت المظاهره في اجواء سلميه وهادئه، ورفع المتظاهرون اعلام الجمهوريه، ورددوا شعارات ضد النظام الملكي وولي العهد.