أيام معدودات

قام النبي الاعظم محمد صلوات الله وسلامه عليه باداء فريضة الحج مره واحده فقط هي حجة الوداع عام 10 هجريه، وفيها ادي الرسول الكريم مناسك الحج، كما القي خطبته الشهيره التي اتم فيها قواعد واساسيات الدين الاسلامي، حيث فُرض الحج في السنه التاسعه للهجره.

انها ايام معدودات، يسعي فيها كل مسلم جاء من كل فج عميق، لاقامه شعائر الله، فاذا عزم الحاج علي السفر الي مكه المكرمة لاداء مناسك الحج او العمره، يجب عليه الاحرام من المواقيت الخمسه التي حددها الرسول الكريم، سواء عند ذي الحليفه "ابيار علي" لاهل المدينه المنوره، او الجحفه لاهل الشام ومصر، وهي ميقات ياتي اليه اكثر الحجاج القادمين بالطائره الي مطار جده.

اما اهل نجد، فالميقات يكون عند قرن المنازل "السيل الكبير"، ولاهل اليمن، ميقات اخر هو السعديه، اما اهل العراق فيكون الاحرام من ميقات ذات عرق، بينما يحرم اهل مكه من مكه، وكذلك اهل جده يحرمون من جده.

وعند الوصول الي الميقات، ينبغي علي الحاج الاغتسال والتطيب، ان تيسر، ثم يلبس رداء وازارًا ابيضين، والمراه تلبس ما تشاء من الثياب، غير متبرجه بزينه، ثم ينوي بالحج قائلا: "لبيك اللهم لبيك"، ويجهر بالتلبيه الرجال دون النساء.

وفي الثامن من ذي الحجه، يبدا الحاج في التوجه الي مني، ففي هذا اليوم يتجه الحجاج المحرمون علي اختلاف نسكهم، متمتعين وقارنين ومفردين، الي صعيد مني اقتداء بسنه المصطفي صلي الله عليه وسلم.

ويستحب التوجه الي مني قبل الزوال، اي قبل الظهر، فيصلي فيها الحجاج، الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، قصرًا للصلاه الرباعيه ومن دون جمع.

يبيت الحاج في مني يوم الترويه، حتي اذا صلي فجر التاسع من ذي الحجه، انتظر حتي تطلع الشمس ثم يسير الي عرفات بهدوء وسكينه ملبيًا ومكبرًا.

اما الوقوف بعرفه فيعد اهم أركان الحج، ويوافق التاسع من ذي الحجه، وسمي بذلك، حسب الروايات، لانه المكان الذي تعارف فيه سيدنا ادم وامنا حواء عليهما السلام بعد هبوطهما الي الارض.

وتبدا شعيره يوم عرفه بصلاه الحجاج الفجر في مني، ثم ينتظرون الي شروق الشمس، وبعدها يسلكون طريقهم الي عرفه وهم يرددون التلبيه، قائلين: "لبيك اللهم لبيك".

يمكث الحجيج في عرفه حتي غروب الشمس، يدعون الله ويذكرونه ويبتهلون اليه، مقتدين في ذلك بافعال النبي صلي الله عليه وسلم.

تتخلل يوم عرفه خطبه يلقيها امام مسجد نمره في الحجاج، ثم يصلون خلفه الظهر والعصر جمعًا وقصرًا باذان واحد واقامتين، ثم ينفر الحجيج الي مزدلفه مع غروب الشمس، وبذلك يكون الحجاج قد شهدوا اعظم ركن في الحج، مصداقًا لقوله صلي الله عليه وسلم: "الحج عرفه".

بعد الافاضه من عرفات ووصول الحجاج الي مزدلفه، يقومون باداء صلاه المغرب والعشاء عند المشعر الحرام جمعًا، ويبيتون فيها ويصلون فيها فجر العاشر من ذي الحجه، ثم يتوجه الحجاج قبل ان تطلع الشمس من مزدلفه الي مني.

يوم النحر يكون في العاشر من ذي الحجه، حيث يرمي الحاج جمره العقبه الكبري، وهي التي تلي مكه بسبع حصيات، ويكبر الحاج مع كل حصاه، ثم يقوم الحاج بعد ذلك بذبح الهدي تيمنًا بسنه ابراهيم الخليل عليه السلام.

يحلق الحاج شعره او يقصره والحلق افضل، والمراه تاخذ من اطراف شعرها قدر انمله، وبعد ذلك يتجه الحاج الي مكه، ليؤدي طواف الافاضه، ثم يسعي بين الصفا والمروه ان كان متمتعًا، او كان مفردا او قارنا، اذ لم يسع الحج مع طواف القدوم.

كما يتحلل الحاج التحلل الاصغر، اذ فعل اثنين من ثلاثه، اذا رمي وحلق او قصر، او رمي وطاف وسعي ان كان عليه سعي، او طاف وسعي وحلق او قصر.. اما التحلل الاكبر، فيكون من خلال رمي جمره العقبه والحلق او التقصير، وطواف الافاضه وسعي الحج، ثم يرجع الحاج الي مني ليبيت فيها ليله الحادي عشر من ذي الحجه.

في أيام التشريق الثلاثه (13 و14 و15)  من ذي الحجه، علي الحاج ان يرمي كل يوم الجمرات الثلاث الصغري، والوسطي، والكبري، "وهي جمره العقبه" ويبدا بالصغري، ثم الوسطي ثم الكبري التي هي جهه مكه واقرب الجمرات اليها.

كما ويستحب اخذ حصي الرمي لجمره العقبه من المزدلفه، وهي سبع حصيات ترمي بها جمره العقبه وحدها يوم النحر، اما جمار ايام التشريق، فالاولي اخذها من غير المزدلفه.