المحتوى الرئيسى

المصارعة التقليدية في جنوب السودان.. ممارسة فولكلورية تبحث عن طريقها

09/12 18:23

جوبا،(افي): تحظي المصارعه الشعبيه برواج واهتمام كبير في جنوب السودان، فهي تعتبر بمثابه ممارسة ثقافية ترويجيه تستعرض من خلالها المجموعات الثقافيه ثراءها التراثي ومهاراتها البطوليه في فنون المصارعه والقتال.

وتسود هذه اللعبه بشكل كبير في اوساط المجموعات الرعويه النيليه بجمهورية جنوب السودان، وبالتحديد قبيلة الدينكا الاوسع انتشارا في الدوله الجديده، الي جانب بعض المجموعات الاخري في اقليم الاستوائيه مثل قبيله (المنداري)، فضلا عن مجموعه اللوتوكا الموجوده في ولاية شرق الاستوائية.

وتهتم تلك المجموعات الثقافيه الرعويه بممارسه لعبه المصارعه كواحده من الانماط المتبعه في التنشئه القائمه علي تقويه الاعتماد علي النفس عند الذكور، الذين بحسب تلك الجماعات ينبغي ان يتلقوا كافه المهارات الاساسيه التي تنمي لديهم عوامل القوه والشجاعه في مواجهه صعوبات الحياه، هذا الي جانب بقيه فنون القتال الاخري، وبالاخص في اماكن تواجدها الاصليه ومعسكرات تربيه الابقار المعروفه باسم "المُراح".

كما تعتبر المصارعه واحده من الممارسات الرياضيه التقليديه التي تستخدمها المجتمعات الرعويه في جنوب السودان علي سبيل التنافس من خلال اقامه المنافسات والمهرجانات الشعبيه بين مختلف العشائر، بحيث يشتهر المتصارعون الذين يفتخرون بتمثيل عشائرهم ويسعون من اجل الانتصار باسمها.

وفي العاده يصاحب المصارعه مجموعه من الطقوس والازياء الخاصه والتي في الغالب ما تكون عباره عن سترات من جلد النمر يرتديها المتصارعون، ويتم كذلك تاليف مجموعه من الاغاني من قبل الفتيات تمجد قوه المصارع المعين وتسرد امجاد عشيرته واجداده الاقوياء.

واحتفظت تلك المجموعات بعاداتها وممارساتها الثقافيه حتي بعد ان اضطرت اعداد كبيره من افرادها الي مغادره مناطقها لظروف الحرب والنزوح، وبالاخص حينما استقر ببعضها المقام في المدن المختلفه في السودان وجنوب السودان، فنظمت انفسها واستمرت في تنظيم مباريات المصارعه الشعبيه كنوع من التذكار والاحتفاظ بالهويه وايضا للترفيه.

وفي الفترات الاخيره تم تطوير اللعبه في جنوب السودان وبالاخص العاصمه جوبا، بحيث تم تنظيمها لتخرج من سياقها التقليدي، حيث تم تاسيس بطوله سنويه لتنافس المتصارعين من مختلف الولايات التي تمارس المصارعه، وظل استاد جوبا يحتضن في كل عام بطوله جديده يقبل عليها الناس بكثافه.

ويقول مجوك اقانج عضو لجنه تنظيم البطوله السنويه للمصارعه بجوبا لـ(افي) انهم يهدفون من تنظيم هذه البطوله في المصارعه التقليديه الي تذكير الناس بالثراء والتنوع الثقافي لجنوب السودان، وكيف ان المصارعه كموروث ثقافي يمكن ان تساهم في التقارب بين مجموعات الوطن، وتساهم في السلام والاستقرار.

واصبحت اللعبه تحظي باهتمام شعبي منقطع النظير، حيث تمتلئ جنبات استاد جوبا بالمشجعين وعشاق المصارعه التي تذكرهم بالثراء الثقافي وتعيد اليهم ذكريات الريف.

ويقول اقواك نوير نقوينج، زعيم عشائري من ولايه البحيرات:"المصارعه في ثقافه الدينكا هي رياضه لتشجيع الناس وتساهم في شهره المتنافس في المجتمع المحلي".

ويضيف بقوله: "المصارعه هي ثقافه تناقلناها من اجدادنا، وهي لعبه يمارسها الناس كذلك لتناسي هموم وضغوط الحياه، فعندما تشاهد شخصين يتصارعان فانك بلا شك ستميل الي تشجيع احدهما".

ويقول الشيخ شول اجينق، صحفي رياضي من حنوب السودان عن مستقبل لعبه المصارعه التقليديه في جنوب السودان :"اعتقد ان المصارعه التقليديه بجنوب السودان قادره علي حجز مكانها ضمن الانشطه الرياضيه اذا وجدت الدعم اللازم، لا اقصد الدعم المالي هنا بل اقصد الدعم الفكري بحيث يتم وضع قوانين ونظم وقواعد تنظم اللعبه غير القوانين التقليديه الحاليه".

واضاف "هذه اللعبه ستشق طريقها نحو العالميه بمجرد حصولها علي مساعدات اخري تساهم في الانتشار والتعريف اكثر مثل الاعلام والتسويق الرياضي بالاضافه الي العوامل المساعده السابقه".

وتابع "يمكن ان تتقاسم المصارعه التقليديه الشعبيه مع كره القدم علي مستوي جنوب السودان قريبا وفي الدول المحيطه في وقت ليس ببعيد لمجموعه اسباب هي ان اكبر نسبه من قبائل جنوب السودان قبائل رعويه وهي القبائل التي تمارس هذه اللعبه وتعشقها بطبيعه الحال".

أهم أخبار الرياضة

Comments

عاجل