المحتوى الرئيسى

رغم الهزات الأرضية الأخيرة في القاهرة والمحافظات : مصر ليست مركزا للزلازل

09/10 07:42

بين الحين والاخر، تتجدد مخاوف المصريين من الموجات الزلزالية التي تضرب البلاد، واخرها بعض الموجات التي شعر بها سكان القاهره وعده محافظات اخيرا، التي تعيد الي الاذهان التاثيرات المدمره التي شهدتها مصر في اعقاب زلزال عام 1992، وتسبب في وفاه 545 شخصا واصابه 6512 اخرين، فضلاً عن تدمير 350 مبني بالكامل والحاق اضرار بالغه لـ9000 مبني اخر، و216 مسجدا و350 مدرسه.

وبشكل عام - كما يقول الدكتور رشاد القبيصي خبير الزلازل العالمي- فان الزلازل التي شهدتها مصر اخيرا، تاتينا من جنوب اليونان، ومع انها تسبب ازعاجاً للمواطنين في مصر، الا انه لا ينتج عنها اي اثار تدميريه، مشيراً الي ان الشعور بالموجات الزلزليه المقبله من الشمال ينخفض كلما اتجهنا جنوبا في شمال الصعيد.

والحال كذلك، فان الموجات الزلزاليه التي يشعر بها سكان القاهره والجيزه بين الحين والاخر، مقبله من وادي حجول جنوب غرب السويس، وهذه النوعيه لا تزيد قوتها علي 5 بمقياس ريختر، ويصل عددها الي 5 زلازل سنوياً، وهي متكرره ولا تزيد علي هذا العدد، ومع ذلك فانها لا تسبب اي اثار تدميريه علي الاطلاق، مؤكداً ان حدوث زلازل في وادي حجول يرجع الي ان هذه المنطقه بها فوالق، وتشهد تجمعاً للطاقه، وينهار هذا التجمع في صوره زلازل صغيره، وتحدث بالقرب من سطح الارض، حيث لا يتجاوز عمقها ما بين 10 امتار الي 15 متراً، لكنها لم تسبب اي تاثيرات مدمره .

وبشكل عام، تعد منطقه "وادي حجول" بمحافظة السويس، احد انشط المناطق الزلزاليه في مصر، لمرورها بجوار الاخدود الافريقي العظيم الذي يمر من وسط القاره الافريقيه مرورًا بالبحر الاحمر ،وخليج العقبه، مما يجعلها منطقه نشطه زلزاليًا بشكل اقل من المتوسط، كما تعد منطقه "وادي حجول" من المناطق التي تقع بين اهم واخطر حزامين للزلازل في العالم، وهو حزام الاخدود الافريقي العظيم، وحزام جزيره كريت، وجنوب القاره الاوروبيه، كما ان اي حركات ارضيه "تكتونيه" ضخمه في هذين الحزامين، تؤثر بشكل ارتدادي علي منطقه قناه السويس والقاهره.

ولمن لا يعرف، - والكلام مازال لـ د. رشاد القبيصي- فان اكبر زلزال شهدته مصر حدث في 31 مارس من عام 1969 في البحر الاحمر، بالقرب من جزيره شدوان بالغردقه ، وكان زلزالا مدمراً، حيث ظهرت علي اثره عده جزر في البحر الاحمر والسويس، ولا يوجد اي مبرر علمي لحدوث زلازل كبيره في هذه المنطقه، ثم زلزال "العقبه" سنه 1885 وكان بقوه 7,4 بمقياس ريختر، ثم زلزال شمال غرب الاسكندريه سنه 1855 بقوه 5.4 بمقياس ريختر، وزلزال جنوب اسوان سنه 1861، وزلزال جنوب القاهرة سنه 1992، مؤكداً في الوقت نفسه ان الارض تميل للاستقرار، وهذا الاستقرار ينتج عنه زلازل.

نعود الي الوراء عندما وقع زلزال 12 اكتوبر من عام 1992 بقوه بلغت نحو 5.8 درجه علي مقياس ريختر في الساعه الثالثه و9 دقائق عصراً تقريبا وكان مركزه السطحي بالقرب من منطقه دهشور علي بعد 35 كيلومترا الي الجنوب الغربي من القاهره، واستمر لمده نصف دقيقه تقريباً مما اصاب معظم بيوت شمال مصر - القديمه منها- بتصدعات بينما انهار بعضها وكانت اثاره مدمره، حيث تسبب في وفاه 545 شخصا واصابه 6512 اخر، فضلاً عن تدمير 350 مبني بالكامل والحاق اضرار بالغه لـ 9000 مبني اخر، وتاثر نحو 216 مسجدا و350 مدرسه باضرار بالغه وشهدت مصر عده توابع لهذا الزلزال استمرت علي مدار الاربعه ايام التاليه للزلزال.

وبحسب النشاط الزلزالي، تصنف مصر كما يقول الدكتور احمد بدوي، استاذ الزلازل بالمعهد القومي للبحوث الفلكيه والجيوفيزيقيه- من النوع المتوسط، فمصر تشهد بين الحين والاخر، زلازل صغيره ومتوسطه لاتدعو للقلق، حيث تقوم صخور القشره الارضيه باخراج ما تختزنه من طاقات في صوره زلازل صغيره ومتوسطه، ومن ثم فان الفرص لتراكم كميات كبيره من الطاقات تساعد علي حدوث زلازل كبيره في مصر غير قائمه، وهي فرص ضعيفه وتكاد تكون منعدمه، وهذا هو السبب في تصنيف مصر علي انها من النوع المتوسط في النشاط الزلزالي.

وعن تفسيره لبعض الموجات الزلزاليه التي شهدتها القاهره وبعض المحافظات اخيرا، يؤكد د. احمد بدوي انه في العاده نشعر ببعض الزلازل التي تشهدها منطقه شرق البحر الابيض المتوسط، دون وقوع خسائر علي الاطلاق، والامر لا يعدو كونه مجرد شعور بالهزات الارضية، مشيرا الي ان هناك ازديادا في النشاط الزلزالي في منطقه شمال البحر المتوسط، ومن الناحيه العلميه فاذا تجاوزت قوه الزلزال 6.75 درجه بمقياس ريختر، فانه يؤدي لموجات تسونامي خلال 40 دقيقه من وقوعه، ومن المستحيل التنبؤ بالزلازل الا وقت حدوثها.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل