المحتوى الرئيسى

العمل ليلاً: ما لا يخبرك عنه الأطباء

09/09 15:33

رغم ان كثيرا من العلماء لا ينصحون بالعمل ليلا بسبب بعض المخاطر الصحيه المتوقعه، هناك اخرون يرون ان نوبات العمل الليليه لها فوائد ايضا، كما يقول كيفين مورغان، استاذ علم النفس ومدير وحده ابحاث النوم السريريه بجامعه لوبورو البريطانيه.

عندما يبدا كيفن مورغان نوبه عمله الليليه، فانه يعتمد علي استراتيجيه جُربت واختبرت قبل ذلك لتساعده علي مواصله عمله طوال الليل. فغالباً ما يتناول وجبة خفيفة وقت المساء، ثم ينام قرابه ساعه ونصف قبل ان يذهب الي العمل.

كما ان مكان عمله يحظي دائما باضاءه قويه. بالاضافه الي انه ينبغي ان يتاكد من ان هناك الكثير من القهوه التي يمكن تناولها خلال الليل.

ومع ان خبراء النوم لا يشجعون علي العمل خلال الليل، يقول البروفيسور مورغان ان هناك فوائد للعمل ليلا. ويضيف: "لا يوجد هناك كثير من الاشياء التي تشتت انتباهك خلال الليل، وهو ما تستطيع معه ان تسيطر علي الامور من حولك."

وسواء كان ذلك من الامور التي يُنصح بها ام لا، فان نوبات العمل الليليه هي جزء من حياه الكثيرين منا، وذلك بسبب كثره مهام العمل، او العمل وفقا لمتطلبات عالميه، مثل تلبيه احتياجات العمل في توقيتات دوليه محدده، او ربما بسبب عاداتنا نحن.

اجري باحثون مسحاً ميدانياً علي طلبه جامعه سانت لورانس في نيويورك، واتضح ان 60 في المئه منهم قد ظلوا يقظين طوال الليل مره واحده علي الاقل منذ دخولهم الجامعه، وذلك حسب دراسه اجريت في عام 2008.

لكن هذا الامر لا يتعلق فقط بالطلبه اثناء فتره الامتحانات. ففي مسح ميداني اخر اجري لصالح مجله المعلمين البريطانيه (تي اي اس كونكت) عام 2012، تبين ان 70 في المئه من بين 1,600 معلم من معلمي المدارس الابتدائيه الذين شملهم المسح قد سهروا طوال الليل لاكمال بعض اعمالهم لمره واحده علي الاقل خلال الثلاثه اشهر التي سبقت ذلك المسح.

ان توفير الخدمات المتعلقه بالدراسه طوال الليل هي من خصائص العديد من الجامعات في الفتره الحاليه، مثل توفير غرف للقراءه في جامعه شيكاغو في الولايات المتحده الامريكيه، وتوفير قاعات الكومبيوتر التي تعمل 24 ساعه في اليوم بجامعه بريستول البريطانيه.

بول هاسويل هو احد الشركاء في مؤسسه بنسينت ميسونز للقانون الدولي، ومقرها هونغ كونغ، وهو ليس من المولعين بالعمل طوال الليل. ومع ذلك، فانه يري ان العمل ليلا امر لا مفر منه في بعض الاحيان.

يقول هاسويل، وهو مستشار في القانون التجاري والتوظيفي ايضا: "لا اعتقد انني او فريق عملي سنكون بنفس الكفاءه اذا ما حُرمنا من النوم ليلا. افضل ان يكون فريق عملي قد اخذ قسطه من الراحه، ويعمل بفعاليه وبدون اجهاد، علي ان يكون فريقاً ينازع من اجل البقاء يقظاً."

ويضيف هاسويل ان السهر طوال الليل يمكن ان يسبب اضرارا بالغه للحياه الخاصه للافراد، ويروي تجربه خاصه به عندما كان محاميا شابا وحصل علي موعد من امراه كانت يتمني لقاءها.

ويقول: "كنت منهكاً تماماً ولم اجرؤ علي الغاء ذلك الموعد الذي خطّطت له قبل اشهر. وانتهي بي المطاف الي ان انام وانا اتناول العشاء. ثم استيقظت وراسي علي الطاوله والنادل يشرح لي كيف ان المراه قد تركت المكان وهي غاضبه. ولم ار تلك المراه مره اخري بعد ذلك."

تدل الابحاث العلميه علي ان عاده النوم القليل تضر بالصحه بشكل عام.

وفي الدراسه التي اجرتها جامعه سانت لورانس، تشير النتائج الي ان درجات الطلبه الذين لم يسهروا طوال الليل مطلقا كانت اعلي بنسبه سبعه في المئه مقارنه بدرجات الطلبه الذين سهروا طوال الليل.

وفقا لدراسه اجراها باحثون بجامعه بفالو في نيويورك عام 2009، فان الاشخاص الذين ينامون اقل من ست ساعات في الليل هم اكثر عرضه للاصابه باختلال ما يعرف بالغلوكوز الصومي، وهي الحاله التي تسبق ظهور اعراض مرض السكري من النوع الثاني، وذلك مقارنه بالاشخاص الذين ينامون لساعات اطول من ذلك خلال الليل.

كما ان انعدام النوم في الليل يؤدي الي شعور مؤقت بالنشوه اضافه الي ضعف في قدرات اتخاذ القرار، وذلك بحسب علماء بكليه بيركلي للطب بجامعه كاليفورنيا، وكليه الطب بجامعه هارفارد في دراسه اجريت عام 2011.

وبالرغم من المخاطر المصاحبه للسهر بالليل، فان الكثيرين منا ليس امامهم فرصه للاختيار.

فما الذي يمكن ان نفعله لكي نحتفظ بكفاءه الانتاج خلال الليل، ولكي نتمكن من العمل ايضا بشكل طبيعي في اليوم التالي؟

اليك بعض النصائح في هذا الاطار:

ينصح تشارلز زايسلر، الاستاذ في طب النوم في كليه الطب، جامعه هارفارد، باخذ غفوه خلال النهار اذا ادركت انك لن تنام تلك الليله.

ويضيف: "اذا ما اخذنا قيلوله بعد الظهيره، فان ضعف الاداء الذي عاده ما يرافق العمل المتواصل سيكون اقل."

كما ان الحفاظ علي عاده النوم المنتظم في اغلب الايام الاخري سوف يساعدنا في التغلب علي سهر ليله ما، بحسب مورغان.

ويضيف مورغان: "عليك ان تقوم بادخار النوم بان تحصل علي نومٍ كافٍ في معظم الليالي. لا تدع مجالاً لتراكم حاجتك الي النوم في حياتك، فذلك سيساعدك علي تجاوز نوبه عمل ليليه."

تنصحنا بولا مي، المتخصصه في التغذيه ونظم الحميه في دبلن قائله: "البروتينات تساعدنا في البقاء يقظين. لذا، في مساء تلك الليله التي تنوي فيها ان تبقي يقظاً عليك بتناول وجبه غنيه بالبروتينات، مثل لحم صدور الدجاج، او تناول شريحه من لحم سمك السلمون. لكن الاكثار من النشويات يمكنه ان يسبب لك النعاس والنوم."

وتضيف مي: "لا تحتاج الي تناول وجبه اخري كامله خلال الليل، فاجسامنا تحتفظ باحتياطي لمثل ذلك الوقت، ومع ذلك، يمكنك تناول وجبه خفيفه من البروتين خلال الليل، وربما تناول بعض المكسرات سيساعد علي ابقائك يقظاً."

اعمل في غرفه مضيئه جداً

تقول جويل ادرين، المتخصصه في الامراض العصبيه ومديره البحوث في المعهد الوطني للصحه والابحاث الطبيه في باريس: "الضوء هو اشاره اليقظه بالنسبه لساعاتنا البيولوجيه، ويحفزنا علي ان نظل يقظين ونشطين."

لكن عليك التاكد من اختيار لون الضوء المناسب. وتضيف ادرين: "تبين الابحاث ان الضوء الازرق سيبقيك يقظاً اكثر من غيره من الاضواء. فالضوء الاصفر مثلا ليس مناسباً ليبقيك يقظاً، فهو يبعث علي الارتخاء، لذا عليك تجنبه."

ان قدراتنا المعرفيه تقل كلما عملنا خلال الليل، مما يُبقي لدينا قدرات اقل لانجاز المهام التي تتطلب منا عمليات حسابيه مثلا، بحسب مورغان.

ويضيف مورغان: "رتب مهامك في العمل الي قسمين: مهام معرفيه، وهي التي تحتاج الي التفكير والعمليات الحسابيه، ومهام اخري روتينيه مثل تنسيق بعض الاعمال الاخري. ابدا بالاعمال المعرفيه اولاً، فكلنا يريد ان تكون نتائجه صحيحه."

ويضيف مورغان: "ينبغي انجاز الاعمال الروتينيه والمهام الارتجاليه في وقت لاحق، مثل تنسيق الوثائق علي سبيل المثال."

تقلل ماده الكافيين من تاثيرات ماده الادينوسين، وهي ماده كيميائيه يفرزها الجسم وتجعلنا نشعر بالتعب.

يقول زايسلر: "استعمل الكافيين بشكل استراتيجي". فهو ينصح بشرب قدح من القهوه في كل ساعه من ساعات الليل.

تنخفض درجه حراره اجسامنا الي ادني مستوياتها ما بين الساعه الثالثه والرابعه صباحاً. ويقول مورغان: "لا احد يرغب بان يتشتت تركيزه في العمل بسبب الشعور بالبرد. لذا، تاكد بان غرفتك دافئه بشكل جيد. اني اجعل دوماً غطاء من الصوف في متناول يدي."

ويضيف مورغان: "بعدما تُنهي مهمتك، لنفترض ان ذلك في الثامنه صباحاً تقريبا... اذهب الي الفراش للنوم لمده تتراوح ما بين 90-100 دقيقه، فهذا الوقت كافٍ لتنال قسطا من دوره نوم كامله. ان ذلك الوقت يكفي ليبقيك نشيطاً طوال النهار، لكن ليس عليك قياده اي سياره في ذلك اليوم."

أهم أخبار تكنولوجيا

Comments

عاجل