المحتوى الرئيسى

ما لا تعرفه عن تاريخ أكل المصريين للحوم البشر | المصري اليوم

09/09 05:38

عانت مصر من ظاهره «اكلي لحوم البشر» في العصر الفاطمي بسبب مجاعه تعرضت لها البلاد في عهد المستنصر، وسميت المجاعه وقتها بـ«الشدة المستنصرية» وهي مصطلح يطلق علي مجاعه حدثت بمصر نتيجه غياب مياه النيل بمصر لسبع سنين متواصله عرفت بالعجاف نهايه عصر الخليفه الفاطمي المستنصر بالله في مستهل النصف الثاني من القرن الخامس الهجري من تاريخ الدوله الفاطميه في مصر 1036-1094م.

وذكر مؤرخون ان «الشده المستنصريه من اشد المجاعات التي حدثت بمصر منذ ايام يوسف عليه السلام، فقد اكل الناس بعضهم بعضاً، واكلوا الدواب والكلاب، وقيل ان رغيف الخبز بيع بخمسين ديناراً وبيع الكلب بخمسه دنانير. كما روي ان الاحباش كانوا يتربصون بالنساء في الطرقات ويخطفوهن ويقتلوهن وياكلوا لحومهن».

روي المؤرخون حوادث قاسيه، قائلين: «فلقد تصحرت الارض وهلك الحرث والنسل وخطف الخبز من علي رؤوس الخبازين واكل الناس القطط والكلاب حتي ان بغله وزير الخليفه الذي ذهب للتحقيق في حادثه اكلوها وجاع الخليفه نفسه حتي انه باع مقابر ابائه من رخام وتصدقت عليه ابنه احد علماء زمانه وخرجت النساء جياعا صوب بغداد».

ومما روي المؤرخون عن مدي القحط والمجاعه التي استبدت بالناس ان الخليفه المستنصر نفسه باع كل ما يملك في القصر، حتي بيع من المتاع ثمانون الف ثوب، وعشرون الف درع، وعشرون الف سيف محلي، حتي الجواهر المرصعه بالاحجار الكريمه بيعت بابخس الاثمان، ولم يبق له الا حصيره يجلس عليها وبغله يركبها وغلام واحد يخدمه.

وذكر المؤرخ ابن الياس ان «الناس اكلت الميته واخذوا في اكل الاحياء وصنعت الخطاطيف والكلاليب لاصطياد الماره بالشوارع من فوق الاسطح وتراجع سكان مصر لاقل معدل في تاريخها».

واشار تقي الدين المقريزي، في كتابه «اغاثه الامه بكشف الغمه»، الي ان الناس اكلوا القطط والكلاب، مضيفًا: «اكل الناس القطط والكلاب بل تزايد الحال فاكل الناس بعضهم بعضا، وكانت طوائف تجلس باعلي بيوتها وعليهم سلب وحبال فيها كلاليب فاذا مر بهم احد القوها عليه ونشلوه في اسرع وقت وشرحوا لحمه واكلوا».

وقال «المقريزي» في كتابه «اتعاظ الحنفاء بأخبار الأئمه الفاطميين الخلفاء» تاييدا لما سبق «ظهر الغلاء بمصر واشتد جوع الناس لقله الاقوات في الاعمال وكثره الفساد واكل الناس الجيفه والميتات ووقفوا في الطرقات فقتلوا من ظفروا به، وبيعت البيضه من بيض الدجاج بعشره قراريط وبلغت روايه الماء دينارا وبيع دار ثمنها تسعمائه دينار بتسعين دينارا اشتري بها دون تليس دقيق وعم مع الغلاء وباء شديد وشمل الخوف من العسكريه وفساد العبيد فانقطعت الطرقات براً وبحراً الا بالخفاره الكبيره مع ركوب الغرر وبيع رغيف من الخبز زنته رطل في زقاق القناديل كما تباع التحف والطرق في النداء: خراج، خراج، فبلغ اربعه عشر درهما وبيع اردب قمح بثمانين ديناراً، ثم عدم ذلك كله، واكلت الكلاب والقطط، فبيع كلب ليؤكل بخمسه دنانير».

ولفت «المقريزي»، في كتابه «اغاثه الامه»، الي حدوث مجاعه مشابهه للسابقه، «ايام الحافظ لدين الله وفي عهد الفائز وفي سلطه العادل ابي بكر الايوبي سنه ست وتسعين وخمسمائه بسبب توقف النيل عن الزياده، فاكل الناس صغار بني ادم من الجوع فكان الاب ياكل ابنه مشويا ومطبوخا والمراه تاكل ولدها، وكان يدخل الرجل دار جاره فيجد القدر علي النار فينتظرها حتي تتهيا فاذا هي لحم طفل».

وذكر انه «لما اغاث الله الخلق بالنيل لم يجد احد يحرث او يزرع».

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل