مؤيد الشيباني: اغتراب الجهات
09/05 16:09
منْ يدري أينَ أنا الآنْ؟
ليلٌ ملتحفٌ بالظلمةِ ... والشارعُ سكرانْ
ألمسُني ، لكأنّي غادرتُ يدي منذ مئاتِ الأعوامِ فلا
مرّت أزمنةٌ ووجوهٌ تركتْ كلَّ حمولتِها عند ضفافِ
مرَّ ذبابٌ أخرجني من فسحةِ روحي
وبقيتُ أفزّ كطيرٍ يهربُ من صوتِ الأغصانْ
مرَّ قطارٌ ، وقطارٌ حتى لمْ يبقَ من الجثةِ غير
منْ يدري أينَ أنا الآن؟
هل كان أبي يجهلُ ميزانَ اللهِ فقامر ، حتى احتدم
من يدري أينَ أنا الآن؟
وأتبعها حتى أغرق فيَّ ، فلا جبلٌ يعصمني
أو فرحٌ يطرأ من نافذةٍ عابرةٍ
يا ألله أنا أستجدي فرحا ، وبلادي ملاّك وفراتٌ
أذكر منها صوتا يجمعُ بعضَ حروفٍ وينادي :
لا تدعِ الغربةَ تأكلُ منكَ الحرفَ الأولَ
وآفرحْ.. وإذا مرَّ حنينٌ من ثقبِ المحنةِ ، لا تحزنْ
لكنْ من يدري أينَ أنا الآنْ؟
أخرجُ منّي خمسَ دقائقَ ثم أعودُ إليّ على عجلٍ
لغةُ الأرضِ مخبّأةٌ بالشكِ وأسماءُ الأرضِ بلا ماءٍ
Comments