المحتوى الرئيسى

البغدادي يتدخل في كل صغيرة وكبيرة لإدارة الرقة.. ويستعين بموظفي النظام ومهاجرين

09/05 02:33

يحكم تنظيم داعش قبضته علي محافظه الرقه (شمال سوريا) عسكريا ومدنيا، بينما يتدخل زعيمه ابو بكر البغدادي في كل صغيره وكبيره لادارتها. واصبح التنظيم الذي يشتهر بجز الاعناق والصلب والاعدامات الجماعيه يوفر الكهرباء والمياه ويدفع الرواتب وينظم حركة المرور في الشوارع ويدير كل شيء تقريبا من المخابز الي البنوك والمدارس والمحاكم والمساجد. ويقول سكان يعيشون في المحافظه ومقاتلون في التنظيم ونشطاء معارضون ان «داعش» اقام هيكلا مشابها لحكومه حديثه في اقل من عام تحت قياده زعيمه ابو بكر البغدادي.

وحسب تقرير لوكاله رويترز، فان التنظيم تغلغل في نسيج الحياة اليوميه في مناطق الرقه لدرجه سيكون معها من شبه المستحيل ان تتمكن الطائرات الاميركيه والقوات العراقيه والسوريه والكرديه اقتلاعها بالقوه وحدها.

واصبحت الرقه العام الماضي اول مدينه تسقط في ايدي «داعش» بعد طرد جماعات مقاتله اخري من المدينه. وخلال عام استطاع التنظيم ان يمسك بكل الخيوط. وكان مصير النشطاء من منتقدي التنظيم القتل او الاختفاء او الهروب الي تركيا. ومنع تناول المشروبات الكحوليه. واغلقت المتاجر عصرا، واصبحت الشوارع خاليه من الماره عند حلول الظلام. ولم يسمح بالاتصال بالعالم الخارجي، بما في ذلك المدن المجاوره، الا عن طريق المركز الاعلامي لـ«داعش».

غير انه بعد الحمله المشدده بدا التنظيم يقيم الخدمات والمؤسسات، مؤكدا نيته البقاء. وقال احد القاده في المحافظه: «نحن دوله. والامور رائعه هنا لاننا نحكم بما انزل الله». وبقي بعض المسلمين السنه الذين كانوا يعملون في حكومه الرئيس السوري بشار الاسد بعد ان بايعوا التنظيم.

وقال احد المقيمين في الرقه ممن يعارضون «داعش»: «المدنيون الذين ليس لهم اي انتماءات سياسيه تكيفوا مع وجود داعش؛ لان الناس سئموا وملوا.. وللامانه.. لانهم يقومون بعمل قائم علي المؤسسات في الرقه». واضاف انه منذ ذلك الحين «استعاد التنظيم كل المؤسسات المرتبطه بالخدمات واعاد هيكلتها»، بما في ذلك مكتب حمايه المستهلكين والقضاء المدني.

ويعتقد ان استخدام التنظيم للعنف في الرقه لم يكن عشوائيا بالكامل، اذ ابرم معاملات مع رجال اعمال موالين للاسد كلما اتفق ذلك مع مصالحه.

ويقول احد المقاتلين ان موظفا كان يعمل في السابق بحكومه الاسد اصبح مسؤولا عن المطاحن وتوزيع الطحين (الدقيق) علي مخابز الرقه. وبقي العاملون في سد الرقه الذي يزود المدينه بالكهرباء والمياه في مناصبهم.

ويكشف استعداد «داعش» لتوظيف العاملين السابقين في اجهزه حكومه الاسد عن «اتجاه عملي»، يقول بعض السكان والنشطاء انه «اساسي لنجاح داعش في الاحتفاظ بالاراضي التي استولي عليها».

وساعد التنظيم ايضا مجيء خبراء من دول اخري من بينها دول في شمال افريقيا واوروبا؛ فالرجل الذي اختاره البغدادي علي سبيل المثال لاداره قطاع الاتصالات في الرقه وتطويره تونسي يحمل الدكتوراه في هذا التخصص كان غادر تونس وانضم للتنظيم واصبح يعمل مع «داعش».

كما يتولي حراس حمايه علماء اجانب يقيمون في مكان خاص، من بينهم مسلمون من الصين، حسبما يقول مقاتلون. وقال جهادي عربي: «علماء ورجال يحملون شهادات ينضمون للدوله». وقرر البغدادي فصل العمليات العسكريه عن الاداره المدنيه، وعين بعض المقاتلين رجال شرطه، وعين بعضهم جنودا في الوحدات المقاتله، كما عين نوابا مدنيين اطلق عليهم «الولاه» لاداره المؤسسات وتطوير القطاعات. وتقسم المناطق الاداريه الي ولايات تتفق في بعض الاحيان مع التقسيمات الحاليه، لكنها يمكن ان تتجاوز الحدود بين سوريا والعراق مثلما هو الحال في ولايه الفرات التي تاسست في الاونه الاخيره.

ويتلقي المقاتلون والموظفون رواتب من اداره تسمي «بيت المال» تقوم بدور اشبه بدور وزاره الماليه وبنك يهدف الي الحد من الفقر.

ويحصل المقاتل علي سكن ربما يكون في احد البيوت التي تمت مصادرتها من السكان المحليين من غير السنه او من الموظفين الحكوميين الذين هربوا من المنطقه، بالاضافه الي ما يتراوح بين 400 دولار و600 دولار شهريا، وهو ما يكفي لسداد الاحتياجات الاساسيه للحياه في شمال شرقي سوريا الفقير. كذلك فان «داعش» يعمل علي بقاء الاسعار منخفضه، ويعاقب التجار المتلاعبين بالاسعار وينذرهم ويغلق متاجرهم اذا كرروا المخالفه. كما فرض ضرائب اسلاميه علي كبار التجار والاسر الثريه.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل