عريقات إلى واشنطن لعرض خيارات على كيري.. إما دولة أو مجلس الأمن

يبدا وفد فلسطيني، يضم كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات ومدير المخابرات العامه ماجد فرج زياره الي واشنطن اليوم، يلتقي خلالها وزير الخارجية الاميركي جون كيري، ضمن خطه فلسطينيه جديده للسلام تستهدف انهاء الاحتلال الإسرائيلي عن الارض الفلسطينيه.

ويحمل عريقات خطه من 3 مراحل تتضمن تخيير الولايات المتحده بين منح الفلسطينيين حقوقهم خلال سقف زمني محدد، او التوجه الي مجلس الأمن والمنظمات الدوليه لانتزاع ذلك. وياتي هذا في وقت دبت فيه الخلافات داخل الحكومة الإسرائيلية حول مسار العمليه السلميه والعلاقه مع السلطه، اذ يرفض رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو تقديم اي تنازلات سياسيه بينما تدفع وزيره القضاء تسيفي ليفني نحو تجديد المسار السياسي بقوه.

وقال القيادي في حركه فتح، امين مقبول لـ«الشرق الاوسط» ان «جوهر الخطه التي سيعرضها الوفد الفلسطيني علي كيري تقوم علي مطالبه الولايات المتحده والمجتمع الدولي باتخاذ قرار واضح باقامه دولة فلسطينيه والاعتراف بالدوله ضمن حدود 1967، والاستعداد لمفاوضات فوريه ضمن مرجعيه واضحه تقوم علي الاعتراف بالدوله وحدودها وضمن سقف زمني محدد وليس مفتوحا، فاذا رفضت واشنطن، سنذهب لاستصدار قرار من مجلس الامن يحدد حدود دوله فلسطين ويضع وقتا لجلاء الاحتلال عن دولتنا، فاذا رفضت كذلك سنتوجه الي المنظمات الدوليه لمحاكمه اسرائيل».

واضاف مقبول وهو مساعد للرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن): «عليهم ان يعرفوا انه لن يكون بعد اليوم استمرار للاحتلال والاستيطان دون ثمن». واضاف: «القياده الفلسطينيه قررت ان الوضع لا يمكن ان يحتمل بعد الحرب الاخيره علي غزه وفشل كل الجهود الاميركيه والدوليه السابقه في اقامه سلام، لا يجوز ان يبقي الاحتلال قائما بعد هذه السنوات».

ويتوقع ان يقبل الاميركيون باطلاق مفاوضات سياسيه مره ثانيه تجنبا لمواجهه فلسطينيه - اسرائيليه من شانها ان تحرج واشنطن في مجلس الامن وامام العالم.

ويشترط الفلسطينيون اذا ما بدات المفاوضات علي ان تكون محدده بسقف زمني وتبدا بقضيه الحدود وتنتهي بالاتفاق علي كل الملفات خلال عام واحد، وتعطي من 3 الي 5 سنوات لاسرائيل من اجل الانسحاب من كامل حدود 1967.

وسيبحث عريقات هذه التفاصيل مع كيري، كما من المفترض ان يعرض ابو مازن هذه الخطه امام وزراء الخارجيه العرب الاحد المقبل في القاهره من اجل تبنيها عربيا والضغط علي واشنطن لقبولها.

ويسعي عباس لان يكون التوجه الي مجلس الامن اذا حصل، ضمن مظله عربيه وان يقدم الطلب من المجموع العربي وليس من فلسطين فقط.

ويري عباس ان هذا هو الوقت المناسب لاقامه الدوله، خصوصا ان انهاء ازمه غزه من ضمن ازمات اخري عميقه جلبت انتباه العالم، لا يمكن ان تحل الا عبر انهاء الاحتلال برمته وليس مجرد التوصل الي تفاهمات مرحليه.

غير ان الاسرائيليين، علي ما يبدو، ليسوا مستعدين بعد لبدء مفاوضات جاده مع الفلسطينيين.

وقالت صحيفه هارتس الاسرائيليه ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، لا يري ما يجبره الان علي خوض مفاوضات مع عباس. ونقلت عن مصدر اسرائيلي ان نتنياهو ابلغ الجنرال الاميركي جون الين، المسؤول عن وضع خطط امنيه في اطار اي تسويه مستقبليه، انه يجب ان تتركز اي محادثات مع عباس الان حول قطاع غزه وليس تسويه شامله.

وبحسب المصدر ابلغ نتنياهو الين انه يريد اولاً ان يري كيف سيتدبر ابو مازن امره في قطاع غزه قبل الحديث عن حل في القطاع والضفه والقدس.

واصر نتنياهو علي حريه عمل الجيش الإسرائيلي في كل مكان علي الارض الفلسطينيه.

واشار مقربون من نتنياهو الي انه تحدث اخيرا بان اي افق سياسي جديد لن يشمل تنازلات اسرائيليه عن مناطق في الضفه الغربيه او غزه، ولن يشمل كذلك تقدما في عمليه سياسيه جاده مع الجانب الفلسطيني.

وقالت «هارتس» ان المجلس الوزاري المصغر الاسرائيلي «الكابنيت» منقسم بشده بشان القضيه الفلسطينيه. ونقلت الصحيفه عن وزراء كبار كيف شهد «الكابنيت» الخميس الماضي، «ملاسنه كلاميه وصعبه بين وزيره العدل، تسيبي ليفني، التي تدعم مبادره سياسيه اسرائيليه جديده مع الجانب الفلسطيني، بعد الحرب الاخيره في غزه، وبين وزير الدفاع، موشيه يعلون، الذي يعارض هذه الخطوه في هذا الوقت، متذرعا بوجود حكومه وحده فلسطينيه تضم حركتي فتح وحماس.

ويعبّر يعلون عن الراي الاكثر قوه في «الكابنيت» الاسرائيلي، بحسب «هارتس»، والقائل بانه لا يجب علي اسرائيل الاسراع في الانسحاب من الضفه الغربيه مقابل اتفاق سلام مع الجانب الفلسطيني، لان ذلك سيحول الضفه الي غزه جديده.

وبحسب «هارتس» فان نتنياهو يؤيد توجّه يعلون وقال في محادثات مغلقه اول من امس ان التنازل عن مناطق في الضفه الغريبه سيحولها الي مصدر تهديد حقيقي علي غرار قطاع غزه.

ونقل عن نتنياهو قوله انه بعد اي انسحاب من الضفه فان انفاق حماس ستصل الي المدن الاسرائيليه الواقعه في مركز اسرائيل، مثل «كفار سابا» (مدينه اسرائيليه قريبه من مدينه طولكرم شمال الضفه الغربيه).