بروفايل| جنوب السودان.. دولة وليدة تتجاذبها النزاعات

تعيش احدث دوله في العالم حاله من الصراع المتاجج منذ نحو 9 اشهر، بين قبيلة الدينكا التي ينتمي اليها رئيس جنوب السودان، سليفا كير، وقبيله النوير، وعدد من القبائل المتحالفه معهما، في صراع ادي الي نزوح نحو 1.5 مليون مواطن، وتسبب في مقتل الالاف، وربما عشرات الالاف من السكان.

صراع الدينكا والنوير علي ايقاع طبول الحرب

بدا الصراع عندما حاولت مجموعه من قوات الحرس الجمهوري المعروفه باسم "تايجر" السطو علي مستودع للذخيره في العاصمه جوبا، وحدثت مواجهات حيه بالسلاح بين قوات الجيش وهذه المجموعه، تبعها اعلان سيلفا كير فشل محاوله للانقلاب بقياده نائبه، ريك مشار، واعتقال 11 من الشخصيات السياسيه البارزه، منها الأمين العام للحركه الشعبيه لتحرير السودان، باجان اموم، وزوجه الزعيم السابق للحركه جون جارانج، ريبكا جارانج، ووزير الخارجيه السابق، لام اكول، فيما رفض مشار هذه الاتهامات ورد بان كير يدبر مكيده للقضاء علي خصومه واحتكار السلطه بشكل كامل.

وتحاول بعض الدول التدخل لانهاء النزاع في تلك الدوله التي استقلت عن السودان عام 2011 بعد استفتاء شعبي، وتوصل الطرفان المتصارعان في 26 اغسطس/اب الماضي الي اتفاق يحضهما علي توقيع معاهده سلام وتشكيل حكومه وحده وطنيه خلال 45 يوما، لكن الامور لم تهدا بعد.

تشكل مساحه دوله جنوب السودان نحو 700 الف كيلو متر مربع اي قرابه 28% من اجمالي مساحه السودان البالغه 2.5 مليون كيلو متر مربع، وللجنوب حدود تمتد الي 2000 كيلو متر تقريبا مع خمس دول: اثيوبيا وكينيا واوغندا والكونغو وافريقيا الوسطي، وتشكل المراعي 40% من اراضيها، فيما تبلغ المساحه الزراعيه 30% وتشغل الغابات الطبيعيه 23% والسطوح المائيه 7% من جمله المساحه.

صوره توضح المساحات الكبيره في جنوب السودان

تعد الانجليزيه هي لغه التعليم والحكومه والمعاملات الرسميه لجنوب السودان، لكن هناك لغات عديده اخري منها: العربيه التي تستخدم علي نطاق واسع، اضافه الي لغات افريقيه مثل: الندوقو، والباي، والقولو، والسيري، والبلندا، والدينكا، والنوير، وباري، والزاند، والشلك، ولهجات ولغات اخري كثيره.

تتنوع اللغات في جنوب السودان

المسيحيه والوثنيه هما الديانتان الاساسيتان في دوله الجنوب السوداني، مع وجود اقليات مسلمه، ومعظم المسيحيين هم كاثوليك وانجليكانيون، ويبلغ عدد السكان 11.5 مليون نسمه وفق اخر الاحصائيات، تشكل قبيله الدينكا 35.8% منهم، والنوير 15.6%، وينتمي بقيه الموطنين لقبائل اخري مثل: الزاندي، والشلك، والباريا.

تعتبر المسيحيه والوثنيه هما الديانتان الاساسيتان ف

ينقسم جنوب السودان اداريا الي عشر ولايات: اعالي النيل، جونجلي، الوحده (الولايات الثلاث كانت تسمي من قبل باقليم اعالي النيل)، والبحيرات، واراب، شمال بحر الغزال، غرب بحر الغزال (تشكل الولايات الاربع ما كان يعرف من قبل باسم اقليم بحر الغزال)، اما الولايات الثلاث الاخري فهي: ولايه غرب الاستوائيه، بحر الجبل، شرق الاستوائيه (او اقليم الاستوائيه سابقا)، وتضم الولايات الجنوبيه العشر هذه اكثر من 30 محافظه.

نقسم اداريا الي عشر ولايات

ويحظي جنوب السودان بموارد طبيعيه وافره، ويشكل النفط 98% من دخل الدوله التي تنتج ما يناهز 350 الف برميل يوميا، ويتوقع ان يبقي اقتصاد الجنوب مرتبطا بشكل كبير باقتصاديات السودان لبعض الوقت، خصوصا في مجال النفط لصعوبه تشييد خط انابيب اخر مستقل في الوقت الحالي.

يعتبر البترول المصدر الرئيسي للدخل في جنوب السودان

وتمتلك الدوله الوليده مساحه من اخصب اراضي افريقيا وتدفقات مائيه وافره، تدعم رعي ما بين 10-20 مليون راس ماشيه، ورغم هذا الثراء الذي يبدو للجميع فان جنوب السودان يعاني من ازمه الديون بسبب زياده سرعه الانفاق العسكري، فمنذ عام 2005 تلقت تلك المنطقه (قبل انفصالها عن السودان) اكثر من 4 مليارات دولار كمساعدات خارجيه من الولايات المتحده وبريطانيا وهولندا والنرويج.

وبلغت ذروه التضخم الاقتصادي في عام 2012 حين وصل حجمه الي 79.5%، وتشهد هذه النسبه صعودا وهبوطا حسب حده الصراعات، فيما بلغ الناتج المحلي عام 2013 نحو 14.71 مليار دولار، وفي عام 2012 كان 11.79 مليار دولار، وسجل عام 2011 (عام الاستقلال) اعلي نسبه ناتج محلي اذ بلغ 22.49 مليار دولار.

يري مراقبون ان مستقبل السلام في جنوب السودان غير واضح، وان المحاولات التي تبذل من اطراف عده ربما تقود الي احد سيناريوهين:

هناك مساعي لحل الازمه بين طرفي الصراع