المحتوى الرئيسى

عودة الدور المصري

09/02 23:05

شهدت مصر في الفتره الزمنيه القريبه الماضيه نشاطاً سياسياً ودبلوماسياً مكثفاً وعلي عده محاور عربيه ودوليه فضلاً عن تحركات وانشطه مكثفه في الداخل لتحقيق مشروعات قوميه هامه تدفع بشعب مصر نحو تحقيق اماله وطموحاته في حياه حره وكريمه ويمكن في هذا الاطار الاشاره الي الملاحظات التاليه:

اولا: ان هناك نشاطاً مصرياً مكثفاً في عدد من الملفات الاقليميه المهمه والتي تؤثر علي المنطقة العربية وعلي منطقه الشرق الاوسط ككل، ويمكن في هذا الصدد الاشاره الي الجهود الدبلوماسيه المصريه المكثفه للوصول الي ايقاف العدوان الاسرائيلي علي غزه، وتحقيق التهدئه استعداداً لبدايه العمليه التفاوضيه، ويلاحظ انه علي الرغم من تعدديه محاولات اطراف مختلفه اقليميه ودوليه لطرح مبادرات لعلاج الموقف المتدهور في غزه الا ان المبادره المصريه هي التي تم قبولها والاخذ بها من جانب اطراف الازمه وهي وضعت نهايه للاعتداء الاسرائيلي وخصوصا ان هذا التوجه المصري لحل المشكله يرتبط بقناعه اعم واشمل وهي ضروره ان يكون هناك حل للمشكله ككل، اي انشاء الدوله الفلسطينيه المستقله لعلاج الازمه من جذورها وكسر الحلقه المفرغه من الاعتداء والعنف.

وبالاضافه الي موضوع غزه، فقد عقد في مصر ايضا مؤتمر الدول المجاوره لليبيا وذلك لايجاد حلول ومقترحات لعلاج الاوضاع السياسيه المتدهوره في ذلك القطر الشقيق، واعلنت مصر انها مع الشرعيه في ليبيا وتؤيدها وتساندها، ودعت الي استعاده دور الدوله في ليبيا وسحب اسلحه الميليشيات المختلفه وبطريقه متزامنه لتحقيق الامن والاستقرار في ليبيا والتي تؤثر تاثيراً مباشراً علي الامن القومي المصري وعلي امن المنطقه.

وبالاضافه الي الملفين الفلسطيني والليبي فقد نجحت مصر ايضا في تحقيق اختراق مهم في ملف مياه النيل، او ما اصطلح علي تسميته بازمه سد النهضه وذلك من خلال اللقاء الثلاثي المصري الاثيوبي السوداني الذي تم من خلاله تحقيق تقدم في هذا الملف يعتمد علي تحقيق المنفعه والمصالح المتبادله وعدم الاضرار بمصالح اي طرف وخصوصا عدم الانتقاص من حصه مصر من المياه وهو ما يعتبر بدايه جيده لتفاهمات واتفاقات يتم الوصول اليها من خلال المفاوضات في الفتره القريبه القادمه وبحيث يصبح نهر النيل مجالا للتعاون والتكامل بدلاً من ان يكون سببا للتناقض والنزاع.

ثانيا: ويمكن الاشاره ايضا الي ان السياسه الخارجية المصرية اصبحت اكثر نشاطا واستقلاليه واكثر توازنا، فلفترة زمنية طويله كان العالم بالنسبه لمصر يتمثل اساساً في الولايات المتحده والدول الأوروبية، والجديد الان ان مصر بدات تنوع في علاقاتها السياسيه ومن ذلك علي سبيل المثال توطيد العلاقات مع روسيا وهو ما ياتي في اطار ما يمكن تسميته بسياسه التوجه نحو الشرق، ويقصد بذلك التوجه نحو القاره الاسيويه بصفه عامه، ونحو روسيا والصين ودول النمور الاسيويه بصفه خاصه، وقد ساعد تقويه العلاقات مع روسيا علي تحقيق مزيد من المرونه للسياسه الخارجيه المصريه، وتخفيف الضغوط التي تعرضت لها مصر ويمكن الاشاره في هذا الاطار الي التصريحات التي صدرت عن المسئولين الامريكيين والتي تختلف عن اللهجه السابقه، حيث تمت الاشاره الي اهميه الدور المصري في المنطقه واهميه مصر في مكافحه الارهاب، كما تمت الاشاره ايضا الي عزم الولايات المتحده تسليم الطائرات الاباتشي لمصر والتي كانت تستخدم من قبل كوسيله للضغط علي مصر، ويلاحظ ان التنوع والتعدديه والتوازن في السياسه الخارجيه المصريه لا يتوقف علي روسيا واسيا فقط، بل يمتد ايضا الي القاره الافريقيه وامريكا اللاتينيه والدول الإسلامية مما يحقق تزايداً متوقعاً في دور مصر وتاثيرها في المنطقه وفي العالم ويحقق مزيداً من الاستقلاليه للقرار المصري وبما يخدم المصلحه المصريه والامن القومي المصري.

ثالثا: ان الدور الخارجي والاقليمي لاي دوله يرتبط الي حد كبير بعناصر ومقومات قوه الدوله في الداخل وخصوصا علي المستويين الاقتصادي والتنموي، ويمكن الاشاره في هذا الاطار الي بدايه السير في طريق تحقيق المشروعات العملاقه القوميه، حيث بدات علي ارض الواقع تنفيذ مشروع تنميه محور قناه السويس وبتمويل مصدره المواطن المصري مما يحقق الارتباط بين انجاز تنموي ضخم  مما ينعكس ايجابا علي المواطنين المصريين جميعا، فضلا عن تاكيد معاني العزه القوميه والكرامه المصريه، كذلك بدات عمليه الاعداد لمشروع اخر ضخم وهو مشروع منخفض القطاره ورغم ان فكره هذا المشروع تعود الي قرابه تسعه عقود من الزمان الا انه وجد اخيراً الاهتمام الجاد لتنفيذ هذا المشروع العملاق والذي يهدف الي توليد الطاقه الكهربائيه النظيفه من خلال شق مجري لتوصيل مياه البحر المتوسط الي منخفض القطاره في الصحراء الغربيه المصريه والذي يصل عمقه الي 145 متراً تحت سطح البحر، وللمشروع فوائده الاقتصاديه والاستراتيجيه الهامه.

ويلاحظ ان هذه الانجازات وعلي المحاور المختلفه التي تمت الاشاره اليها تاتي في فتره تعاني فيها مصر من تحديات وضغوط مختلفه سواء علي المستويات الاقليميه او الدوليه او الداخليه، وسواء كانت هذه التحديات ذات طبيعه اقتصاديه او امنيه او سياسيه ودبلوماسيه مما يعكس المعدن الحقيقي للشعب المصري والذي تجعله التحديات اكثر قوه وقدره علي العطاء واكثر رغبه في مواجهه التحديات والانتصار عليها وصناعه المستقبل الذي يامله.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل