المجلس الأوروبي: مصر تعود إقليميا وتتعثر داخليا

تحت عنوان "صيف مصر المزدحم"، قال المجلس الاوروبي للعلاقات الخارجيه اليوم الثلاثاء انه بالرغم من العوده الملحوظه لمصر علي المستوي الاقليمي، الا انها لا تزال تتعثر داخليا، وطالب القاهره بعدم النظر الي مشاكلها المحليه بذات العدسات الامنيه التي ترصد بها سياستها الخارجيه.

وتابع المجلس في تحليل للكاتبه هيلين ميشو اليوم الثلاثاء: ” مصر تعيد ترسيخ نفسها في المشهد الاقليمي، في اعقاب غياب ملحوظ منذ عزل حسني مبارك عام 2011”.

وتابعت : ” لم يكن صيفا هادئا بالنسبه لمصر، فقد اُجبر الرئيس السيسي علي القيام بدور خارجي اكثر نشاطا في صراع غزه، وكذلك تجاه تهديدات تفاقم العنف في الجاره ليبيا".

وواصلت: ”توسطت مصر الاسبوع الماضي في هدنه بين اسرائيل وحماس، بعد محاولات سابقه فاشله..لكن القاهره تواجه انتقادات لترحيل مهاجرين سوريين وفلسطينيين الي مناطق النزاع".

واستطرد المجلس قائلا: ”لعبت مصر في اغسطس دورا رئيسيا، جنبا الي جنب مع السعوديه، في اعاده توحيد المجلس الاسلامي(الشيعي) الاعلي في لبنان، وكذلك في انتخاب مفتي جديد(اعلي سلطه سنيه) في ذات البلد. ووفقا لمصدر حكومي، فان مصر تحاول التوسط لملء الفراغ الرئاسي اللبناني"، وتري الكاتبه الي ان هناك سعيا للقضاء  علي اي بقايا للسلطه لجماعه الاخوان المسلمين علي المستويين المحلي والاقليمي.

ولفت المجلس الاوروبي الي المفاوضات التي تبذلها مصر مع اثيوبيا والسودان للوصول الي حل لازمه مشروع سد النهضه، حيث تشتكي القاهره من ان اتمامه يؤثر علي حصتها من مياه النيل، بما ينعكس سلبا علي القطاعين الزراعي والصناعي، لكن المفاوضات الجديده تظهر رغبه في مناقشه تفاصيل تكنوقراطيه مع اثيوبيا، بحسب التحليل.

وتابع: "ولكن بالرغم من تلك العوده المصريه علي المسرح الاقليمي الا ان سياستها الداخليه تواجه المزيد من التعثر، من انقطاعات مستمره في التيار الكهربائي، التي توضح الحد المزمن الذي بلغته ازمه الطاقه..كما ان محاولات القاء اللوم في مشكله الطاقه علي انصار مرسي، وادعاءات قيامهم بتخريب شبكه الكهرباء تسعي للتقليل من خطوره المشكله".

واستطرد: ” مصر اتخذت خطوات تجاه ابرام صفقه لبيع ما يساوي 60 مليار من الغاز الاسرائيلي الطبيعي الي محطات اساله مصريه..حيث ان لدي اسرائيل حقول غاز خارجيه تكفي احتياجاتها لعقود قادمه، وتسعي لتصدير الفائض..وهي صفقه تحمل مفارقه ساخره، واستبدالا للاوضاع، قياسا بان مصر كانت تصدر الغاز لاسرائيل وفقا لملحق اتفاقيه السلام بين البلدين".

ورغم ان اعلان السيسي عن مشروع قناه السويس الجديده تبدو محاوله لتحسين الاقتصاد المصري، عبر توليد اموال متزايده، الا انه ايضا يعكس اعتماد السيسي علي مبادرات الجيش.. وبالرغم من ان معظم التحليلات الاقتصاديه تركز علي ضروره تشجيع مصر للاستثمارات الاجنبيه، فان مشروع الممر الجديد، الذي تقدر تكلفته بـ 4 مليار دولار لن يعتمد علي تمويل اجنبي، وربما يعتمد السيسي علي بيع شهادات الاستثمار للبنوك المصريه والمواطنين، وابناء البلد في الخارج، بحسب الكاتبه.

لكن التقرير اشار ايضا  الي وجود حاله توتر بين السيسي ورجال الاعمال، مشيرا الي كلمته خلال افتتاح مشروع القناه حينما قال: ” مصر طالما كانت كريمه مع ابنائها..ينبغي عليكم الدفع لوطن قدم لكم الكثير"، فيما قد تعد رساله ضمنيه موجهه لرجال الاعمال، ولفتت الكاتبه الي صندوق "تحيا مصر" الذي دشنه الرئيس مطالبا المصريين بالتبرع.

وانتقل التحليل للتحدث عن الملف الحقوقي المصري، مشيرا الي اقتراب تفعيل قانون جديد للمنظمات غير الحكوميه الجديد الذي يسمح للحكومه بغلق منظمات وتجميد اصول بدون حق الاستئناف، واضاف: ” المحاكمات واحكام الحبس الجماعيه مستمره، بسبب قضاء مسيس بصوره صارخه".

وتطرقت الكاتبه  للحديث عن  تقرير "هيومن رايتس ووتش" الذي قال ان" الاعتداءات ضد انصار الاخوان المسلمين في رابعه في اغسطس العام الماضي كانت مع سبق الاصرار"، واصفا عمليات قتلالمجلس الاوروبي: مصر تعود اقلي المعتصمين بانها "ليس مجرد انتهاكات خطيره لقوانين حقوق الانسان في القانون الدولي، ولكنها قد ترقي الي مستوي جرائم ضد الانسانيه".

واختتم المجلس الاوروبي تقريره بالقول: ” مع توسع المبادرات الخارجيه لمصر، واستمرار التوتر الداخلي، ينبغي علي مصر ان تعمل بجد لعدم رؤيه مشاكلها الداخليه بذات العدسات الامنيه التي تري من خلالها سياستها الخارجيه".

المجلس الاوروبي: وهابيه ال سعود انتصرت علي الاخوان

السيسي: لا للمطالب الفئويه.. ونشطاء: علي الحكومه ان تربط الحزام