السباعيان: سحر البيان واختلاف المصير!

بينهما حلاوه الكلمه، وجمال البيان، وطلاقه التعبير، وسلاسه اللبنه، ويجمعهما قوه القلم، وميدانهما التحليق في سماء الادب والكتابه، فهما رمزان ادبيان لاخلاف عليهما، جمعتهما الكلمه وفرقهما الفكر السياسى فربه بيانهما واحده واربابهما السياسيه متشاكسون مختلفون.

من كان يتوقع ان فارس الرومانسيه الاديب الرائع يوسف السباعي صاحب (اني راحله 1950) و(رد قلبي 1954) و(ارض النفاق 1949) عسكريًا حتي النخاع.

ولد "يوسف محمد عبدالوهاب السباعي" الاديب المصري بالدرب الأحمر بالقاهره عام   1917، وتخرج من الكلية الحربية 1937وتدرج في المناصب العسكريه حتي مديرًا للمتحف الحربي 1952.

وتقلد مناصب سياسيه مدنيه كوزير للاعلام والثقافه ورئيس مؤسسه الاهرام ونقيبًا للصحفيين.

وختم حياته في صوره ماساويه دراميه تغلب عليها طابعه السياسي علي كل شيء في حياته حتي تم اغتياله في قبرص بعد ان زار اسرائيل مع السادات1977.

اما الحمصي السوري الاديب والكاتب سليل العلماء وخليفه المجاهدين الربانيين والابن الشرعي للادباء الاسلاميين الكبار واحد كبار اخوان سوريا ومؤسس جماعه الاخوان المسلمين في سوريا.

ولد النابغه السوري سليل المشايخ وربيب بيوت العلم والخطابه "مصطفي حسني السباعي" عام 1915في مدينه حمص السوريه ودرس في جامعه الازهر وشارك في مظاهرات ضد الاحتلال البريطاني؛ فاعتقل في مصر ثم نقل الي سجن صرفند في فلسطين ثم افرج عنه بعد اربعه شهور.

تعرف السباعي في فتره دراسته بمصر علي مؤسس جماعه الاخوان المسلمين حسن البنا، وظلت الصله قائمه بينهما بعد عودته الي سوريا، حيث اجتمع العلماء والدعاه ورجال الجمعيات الاسلاميه في المحافظات السوريه وقرروا توحيد صفوفهم، والعمل جماعه واحده وبهذا تاسست منهم (جماعه الاخوان المسلمين) لعموم القطر السوري، ثم بعد ثلاث سنوات اي في عام 1945 اختير مصطفى السباعى ليكون اول مراقب عام للاخوان المسلمين.  

وبعد اعتقال الهضيبي الاول علي ايدي حكومه عبدالناصر، تم اختياره رئيسًا للمكتب التفيذي للاخوان في البلاد العربيه.

والدكتور السباعي له باع طويل في التاليف، فهو من العلماء المحققين، والفقهاء المجتهدين، الذين استوعبوا الفقه الاسلامي من اصوله المعتمده ودرسوا قضايا العصر المستجده وقاسوها علي ما سبق من احكام مستمده من الكتاب والسنه وما اجمع عليه سلف الامه.

اصيب مصطفي السباعي في اخر عمره بالشلل النصفي حيث شل طرفه الايسر وظل صابرًا مسبًا مده 8 سنوات حتي توفي في 1964.

القدس كالقاهره .. كعمان .. كدمشق .. كبغداد .. اننا نؤدي واجبنا في كل مكان .. ان القدس عزيزه علي المصري .. معزه القاهره للفلسطيني ولكل عربي .. ونحن نخوض المعركه في كل جبهه.

 كيف بمن قال مثل هذا الكلام في روايه ان يزور اسرائيل؟! (ابتسامه علي شفتيه)

"ماذا سيكون تاثير الموت علي؟ وعلي الاخرين؟ لا شيء .. ستنشر الصحافه نبا موتي كخبر مثير ليس لاني متبل لان موتي سيقترن بحادثه مثيره(طائر بين المحيطين)".

يقتل في قبرص وتتحول جنازته لمسرحيه لنهش وتسفيه وسب في القضيه الفلسطينيه؟

"لا بدَّ للحركه الاسلاميه المعاصره من ان تشارك فيها المراه".

"فاني اعلن بكلِّ صراحه، ان اشتغال المراه في السِّياسه، يقف الاسلام منه موقف النُّفور الشَّديد، ان لم اقل التَّحريم، لا لعدم الاهليه، بل للاضرار الاجتماعيه التي تنشا عنه، وللمخالفه الصَّريحه لاداب الاسلام".

هذان قولان للسباعي الحمصي فبايهما ناخذ؟!

"الانسان في هذه الحياه اربعه انواع: واحد يبدا حياته شيئًا وينتهي الي لا شيء وواحد يبدا حياته شيئًا ويستمر شيئًا وثالث يبدا حياته لا شيء ولا يزيد في النهايه عن لا شيء والاخير يبداها وهو لا شيء فيصبح في النهايه شيئًا كثيرًا، فلو وازنا بين الاربعه انواع لوجدنا شرها الاول وخيرها الاخير، اما الثاني والثالث فكلاهما انسان لم يستطع ان يضف لنفسه اكثر مما وجدها عليه ... فهو انسان عادي!!! (من كتاب اثنتا عشره امراه ليوسف السباعي).

قارئي الكريم اين وجدت السباعي المصري؟