هل هي حقًا دولة سعادة «الأمين»؟.. «الشروق» تفتح ملف تجاوزات أمناء الشرطة

لم تكن صرخه امين الشرطه حاتم في رائعه يوسف شاهين وخالد يوسف «هي فوضي»، عندما قال «اللي مالهوش خير في حاتم.. مالهوش خير في مصر» سوي تعبير عن السطوه الهائله التي يستشعرها كل من يتعامل مع اجهزه الامن في مصر لامناء الشرطه، فانتهاكات امناء الشرطه وتجاوزاتهم تشهد بها ملفات القضاء وحكاوي البسطاء. فلماذا ساد هذا الانطباع السيئ عن احد المكونات الرئيسيه لاجهزه الامن، رغم انه بالتاكيد يوجد بين الامناء من يستحق هذا الاسم العظيم وبينهم من هو عار علي اجهزه الامن؟

«اللي مالوش خير في عبده مالوش خير في مصر»

تقمص امين شرطه بمنطقه العمرانيه في الجيزه، دور «حاتم» امين الشرطه الذي اداه الممثل خالد صالح في فيلم «هي فوضي» للمخرجين الكبيرين يوسف شاهين وخالد يوسف، حيث استغل عمله بوزاره الداخليه ومارس افعال بلطجه علي احد سكان المنطقه، وتعدي عليه بمعاونه اخرين بالضرب بالاسلحه البيضاء والتهديد بالسلاح الناري، بسبب خلافات الجيره، علي مراي ومسمع من اهالي المنطقه دون ان يستطيع احد التصدي له او حمايه المواطن منه.

وسجلت تحقيقات نيابه العمرانيه، برئاسه المستشار احمد المغازي، تفاصيل الواقعه التي روتها شقيقه المجني عليه ن.ص، ربه منزل، قائله انها تقطن بمنزل في شارع سيد عبد الله التابع لقسم شرطه العمرانيه، بجوار ز.عبده، ربه منزل، شقيقه امين شرطه، وقد حدثت بينهما مشكله في اول ايام عيد الفطر الماضي، بسبب لعب الاطفال، تدخل علي اثرها امين الشرطه محمد عبده، وهو امين شرطه بقسم ترحيلات الجيزه، واطلق اعيره ناريه من سلاحه الميري تجاه شقتنا لتهديدنا ثم انصرف.

واضافت توجهنا الي قسم شرطه العمرانيه لتحرير محضر بالواقعه، حتي لا يتم الاعتداء علينا مره اخري من قبل امين الشرطه، لكن المفاجاه ان امين الشرطه النوبتجي، ويدعي ح.ا، اخبرنا انه يعرف بالمشكله، وانهم اذا حرروا محضرًا سيحتجزهم داخل القسم فتره اجازه العيد، لان النيابه لا تعمل في ايام العيد.

واكدت: خشينا من وضعنا في الحجز، وارتضينا بالتصالح مع امين الشرطه وشقيقته، الا انهما لم يقبلا بالاستمرار في الصلح، وتجددت المشكلات مره اخري وتوعدنا بالانتقام، لاننا ذهبنا الي قسم الشرطه لتحرير محضر ضدهما، و«اصر امين الشرطه علي تاديبنا».

وفي منتصف شهر اغسطس الماضي، سمع الاهالي صوت اعيره ناريه وصراخًا بالمنطقه، وفوجئوا بامين الشرطه واشقاء زوجته، يعتدون بالضرب علي المجني عليه ب.ص، صاحب سياره توزيع مشروبات غازيه، تاديبًا لاسرته التي ذهبت لتحرير محضر ضده.

وعندما اسرع الاهالي الي مكان الاشتباك، وجدوا المجني عليه محاطًا بدائره من الرجال، مكونه من امين الشرطه ويحمل في يده بندقيه اليه، يطلق منها اعيره ناريه، واخر يحمل بندقيه خرطوش واخرين معهم اسلحه بيضاء وخرطوش، وامسك بعضهم بحبل وقيدوا المجني عليه وسط الدائره وتناوبوا عليه بالضرب في «عرض مستمر» امام الجميع لتاديبه.

حاول الاهالي تخليص المجني عليه من ايديهم، الا انهم فشلوا، بعدما وجه المعتدون اليهم الاسلحه الناريه، واصابوا احد الاهالي باصابات متنوعه ما بين جروح ورش خرطوش.

وخلال ذلك كان امين الشرطه يمسك بسلاح ابيض ويطعن المجني عليه عده طعنات في جسده بين الحين والاخر، ويلوح بسلاحه امام الاهالي، محذرًا اياهم من التدخل، وبعد مده تجاوزت نصف ساعه تركوا المجني عليه غارقًا في دمه وهربوا.

اصطحب الاهالي المجني عليه الي المستشفي لتلقي العلاج، وتوجهوا الي نيابه العمرانيه، دون التوجه للقسم حتي لا يفاجئوا بمجامله الامناء لصديقهم، فامرت النيابه بتحرير محضر بالواقعه واجراء التحريات اللازمه واحالت الامر للتحقيق.

وبسؤال المجني عليه امام هيثم عقبي، وكيل اول النيابه، وسكرتاريه محمد السيد ورجب محمد، قال وهو في حاله اعياء كامله، ان امين الشرطه اعترض طريقه يوم الواقعه وحطم سيارته وعددًا من صناديق المياه الغازيه التي ينقلها الي التجار، وكان معه اثنان من اشقاء زوجته واخرون لا يعرفهم، يحملون اسلحه بيضاء وناريه.

واضاف ان المتهمين احاطوه واوثقوه بالحبال مشكلين حوله دائره، واعتدوا عليه، واخرج امين الشرطه من جيبه سلاح ابيض وطعنه به عده طعنات في جسده.

واثبت التقرير الطبي ان المجني عليه اصيب بعده طعنات في جسده، من بينها جرح قطعي بالراس، وطعنه بالجانب الايمن واخري بالايسر، وجرح في القدم.

وباستدعاء شهود العيان، خشي بعضهم الحضور الي مقر النيابه خوفًا من بطش امين الشرطه، الا ان عددًا منهم اكد في التحقيقات انهم حاولوا تخليص المجني عليه من يد المتهمين الا انهم اطلقوا اعيره ناريه صوبهم، وان احدهم اصيب برش خرطوش في جسده واظهره في النيابه.

واكدت تحريات المباحث الاوليه، ان امين الشرطه والمجني عليه بينهما خلافات جيره، وان المتهم اصطحب اخرين معه وبحوزتهم اسلحه ناريه وبيضاء، ومارسوا علي المجني عليه اعمال بلطجه واعتداءات كثيره، احدثت به اصابات.

وقال مصدر، ان المجني عليه واسرته تلقوا تهديدات عديده من امين الشرطه، منها تلفيق قضيه حيازه سلاح ناري، له او لاحد من افراد اسرته، او تلفيق اي قضايا اخري في حال عدم تصالحهم والتنازل عن القضيه.

واضاف المصدر: الغريب ان نيابه العمرانيه اصدرت قرارًا بضبط واحضآر امين الشرطه وباقي المتهمين منذ اكثر من 5 ايام، لكن حتي الان لم يتم تنفيذ الضبط.

منسق انديه الامناء: لا تظلموا الالاف بسبب وقائع فرديه

قال منسق عام انديه امناء وافراد الشرطه، الامين احمد مصطفي، ان واقعه التمثيل بجثه مواطن في الخانكه، المتهم فيها ثلاثه رقباء شرطه، وواقعه اتهام فرد اخر بالتحرش بمحتجزه داخل قسم شرطه امبابه، هي «وقائع فرديه».

واضاف «مصطفي» في تصريحات لـ«الشروق» ان امناء وافراد الشرطه كلهم كيان واحد، ويمثلون وزاره الداخليه ايضًا، و«ما يسئ لهم يسئ للوزاره، لذلك لن نتستر علي فاسد او مخطئ او اي من الاشخاص يتجاوز في حق المواطنين».

واكد «مصطفي» ان وسائل الاعلام تتناول التجاوزات بشكل سيئ، وبعض الاعلاميين يضخمون الامور، ولا يذكرون ايًا من الجوانب الايجابيه، المتمثله في عمل افراد الشرطه طوال اليوم في الشارع، ما قد يساعد علي ترسيخ صوره ذهنيه سيئه عن افراد الشرطه، وهذا «يصيب الافراد بحاله من الاحباط ما ينتج عنه ردود افعال سلبيه وتقصير مهني».

وتابع منسق عام الانديه، ان الوزاره تتخذ جميع الاجراءات القانونيه ضد الوقائع السلبيه، ونحن نطالب قيادات الوزاره دائمًا بعدم التهاون في اي من هذه الامور، مشيرًا الي ان «كل فرد شرطه داخله رغبه بالا يكون وسط كياننا عضو فاسد، واذا حدث يتم بتره».

وقال: ان «لوحات الشرف اصبحت لا تكفي لعدد صور شهداء الشرطه من الامناء، وهذا ما لم يذكره الاعلام واهتم بواقعه فرديه، فيها تجاوز رغم ادانه الواقعه والتحقيق فيها ومعاقبه الفاعلين».