المحتوى الرئيسى

سامح شكرى لـ«الوطن»: توافق دول مجلس التعاون يحفظ أمن الخليج ويساعد مصر على التفاعل معها

09/02 10:52

مفاوضات «غزه» اكدت ان مصر قادره علي التعامل مع الجميع بما فيهم «حماس».. والطرفان خسرا الكثير

بيان «الخارجيه» عن احداث «فيرجسون» جاء نتيجه حرصنا علي وجود علاقات نديه قائمه علي الاحترام المتبادل

نتمني اعلان تنظيم الاخوان «ارهابياً» في بريطانيا.. ولا اريد ان استبق الاحداث لكننا قدمنا ادله علي جرائم تم ارتكابها

العلاقه مع قطر ليست هادئه ولا مضطربه

الحديث عن عوده السفير المصري لتل ابيب سابق لاوانه

اجتماعات الخرطوم ناجحه ومفيده للاطراف الثلاثه.. ولا يجب تضخيم الحذر او التهاون مع ملف سد النهضه

اكد وزير الخارجية سامح شكري حرص مصر علي ان تكون سياسه كل الدول الخليجيه، بما فيها قطر، متوافقه، وان يراعي الجميع فكره العمل المشترك ووحده الرؤي والمستقبل والمصير لدعم امن الخليج وتعزيز تعامل مصر مع دول مجلس التعاون، مشيراً الي ان التوتر مع الولايات المتحده بدا يهدا، وان العلاقات بدات تعود لما كانت عليه في الماضي، واوضح في حواره مع «الوطن» ان مصر تدعم الحل السياسي في ليبيا وتعاملها مع المؤسسات الشرعيه لتحقيق الاستقرار وبناء مؤسسات الدوله، لافتاً الي ان الدبلوماسيه المصريه ترتكز علي دعم الحل السلمي بين الفرقاء الليبيين، وان امريكا اعتذرت عن اتهامها مصر بالتدخل العسكري.. واشار الي انه سيعرض خطوات مشروع حفر قناه السويس الثانيه علي دول الاتحاد الأوروبي خلال جولته الاوروبيه المقبله والي نص الحوار..

■ ما رؤيتكم لابعاد الازمه بين دول الخليج «السعوديه والبحرين والامارات» وبين «قطر»؟

- العلاقات الخليجيه - الخليجيه يتم تناولها في ضوء العلاقات الوثيقه التي تجمعنا بدول الخليج والتي يحرص قادتها علي احاطتنا علماً باهم التطورات، ونامل ان تكون هذه العلاقات وثيقه وان يسود الوفاق وان تكون كل الاطراف الخليجيه راضيه عن السياسه الموحده التي تنتهجها، ونتمني ان تسفر الاتصالات الاخيره عن الوصول لتفهم كامل لكل القضايا المثاره، لان ذلك سيدعم العمل العربي المشترك ويحفظ امن الخليج وقدره مصر علي التفاعل مع مجلس التعاون الخليجي كوحده متكامله ونحن دائماً ندعم التضامن علي المستويين الاقليمي والعربي.

■ هل تتوقع امكانيه حدوث تغيير في السياسه القطريه تجاه مصر؟ وهل هناك مؤشرات علي ذلك؟

- ما نطمح اليه ان تكون سياسة قطر وكل الدول العربيه متوافقه وان تراعي فكره العمل المشترك ووحده الرؤيه والمصير، وهذا شيء ندعمه ونزكيه دائماً، ونتوقع من الدول العربيه بحكم شعورها انها دول شقيقه ان تكون رؤيتها للامور متوازنه وتاخذ في الاعتبار مصلحه الاشقاء بنفس القدر الذي يحكم مصالحها.

■ ولكن لا توجد بشائر لحدوث تغيرات في هذا الملف؟

- نرصد ردود الفعل التي تنبئ بوجود مساحه للاتفاق، وعلينا ان نرصد ما اذا كان هناك تغيير في السياسات يصب في ما يتم الاعلان عنه وما ينقل الينا من توجهات، ومصر بحكم اتصالاتها لديها الكثير من المعلومات، ومن جانبنا نسعي واشقاؤنا الخليجيون للتشاور، وهناك حديث عن وجود توجه ايجابي لدي الجميع، وهناك ايضاً تقدير بان هذه التوجهات تتطلب اجراءات، وهذه الاجراءات لا بد من الوثوق في تنفيذها، والعبره ليست بالتعبير عن الاستعداد لاتخاذ موقف فقط ولكن يجب ان يتم ذلك عبر خطوات عمليه يمكن رصدها ويكون لها تاثير علي ارض الواقع.

■ ولكن ما الملامح التي تم الاتفاق عليها مع الدوحه؟

- يُسال في ذلك من شارك في اجتماع الدوحه واصحاب الشان هم اقدر.

■ هل مصر طرف في الخلاف الخليجي - الخليجي؟

- لا استطيع ان اقول «خلاف» بل مجرد ازاله للشوائب في العلاقات الخليجيه - الخليجيه وذلك مرتبط بوضعيه مصر والاستقرار فيها لانها عنصر داعم للامن القومي الخليجي العربي.

■ الرئيس عبدالفتاح السيسي تحدث بشكل مباشر عن قطر، هل يعتبر ذلك تصعيداً من قبل مصر؟

- ما قاله الرئيس اقرار لواقع يشهده الجميع ويعتبر مصارحه للشعب واي مراقب يطلع علي القناه الاعلاميه التي تروج لهذه الافتراءات تجاه مصر سيخلص الي هذه النتيجه.

■ هل فقدت القاهره جزءاً كبيراً من ثقتها في الدوحه فيما يخص التزام الاخيره بتنفيذ قراراتها؟

- نتعامل مع ما يتناسب مع مصالحنا وتصورنا لطبيعه العلاقه مع الاشقاء ونتعامل بموضوعيه، مع ملاحظه ان مصر لم تتخذ اي قرار معادٍ يؤثر بالسلب علي اجهزه اي دوله، ذلك لان مصر دوله كبيره وحاضنه للجميع ومهتمه بالامن القومي العربي وكيفيه تعزيز التعاون مع الدول العربيه ولديها استعداد دائماً للتفاعل بشكل ايجابي مع كل من يتخذ اجراءات تصب في مصلحه مصر.

■ هل العلاقات المصريه - القطريه تشهد الان تصعيداً ام تهدئه؟

- توجهاتنا دائماً متصله بالمصلحه المصريه، واي طرف يتعرض لهذه المصلحه لدينا القدره علي ردعه والتعامل معه بالشكل الذي يليق، ولا اصف العلاقات بانها هادئه او مضطربه، ونحن دائماً نضع الامور في نصابها الصحيح.

■ لكن هل هناك سحب غير معلن للسفراء بين البلدين خاصه مع بقاء السفير المصري لدي الدوحه بالقاهره؟

- العلاقات بين البلدين والمصلحه بينهما تقتضي ان يبقي الوضع كما هو الان.

■ العاهل السعودي حذر من تفاقم ازمه الارهاب في المنطقه وقال انه حان الوقت للتصدي له؟

- اعتقد انه لا يمكن ربط ما يخص محور المحيط العربي بموضوع متصل بتهديد العالم ككل مثل الارهاب، وموضوع الارهاب له ابعاد اقليميه وليس وليد اليوم، ونتعامل معه في مصر منذ السبعينات، وصعوده منذ 11 سبتمبر واتساع دائرته في الاونه الاخيره بشكل كبير جداً بسبب الاحداث في المنطقه العربيه وبزوغ ايديولوجيه الاسلام السياسي وما حدث في مصر من لفظ لهذا التوجه وابعاده. وما حدث في سوريا والفراغ السياسي في العراق وسيوله الموقف في ليبيا ادي الي ظهور فكر متطرف وحقق علي الارض مكاسب مفاجئه لكثير من الاطراف وايقظ الدول الأوروبية بعد ان اكتشفوا انخراط مواطنين غربيين في هذا الفكر المتطرف، واصبحت لديهم مخاوف من ان يعود هؤلاء لاوطانهم فيصبحوا مصدر عدم استقرار. كل هذه الامور تدفع في اتجاه اهميه مقاومه الارهاب بناءً علي خطه دوليه لمقاومه هذا الفكر المتطرف، فهناك عناصر ودول تدعم الارهاب ولكن الكل يتحمل مسئوليته في التصدي لممولي هذا النشاط ومن يوظفه لمصالحه ونفوذه، ويجب ان تكون هناك منظومه متكامله يتوافق حولها المجتمع الدولي، يكون لها الاطار القانوني وتمثيل في مجلس الامن وعقد مؤتمر دولي يرتب ذلك وهناك الكثير من الافكار المطروحه لمواجهه هذا الخطر.

■ الولايات المتحده تحشد لمواجهه الارهاب كيف تري العلاقات بين القاهره وواشنطن في هذا الاطار؟

- مصر تدعم التعاون الدولي لمواجهه الارهاب لاقتناعها بانه لا توجد دوله واحده حتي الولايات المتحده يمكنها ان تواجه هذه الظاهره بمفردها وستصبح عاجزه عن مقاومتها، ولذلك علي المجتمع الدولي ان يبحث عن الخطوات الحاسمه لمواجهه ذلك، وياتي ذلك من خلال التشاور والتفاهم ودراسه الاطر المتاحه، لكن ذلك ليس الاطار الذي يجمعنا بالعلاقات مع الولايات المتحده فقط، فلدينا الكثير من الملفات التي تجمعنا بها، وكلما ازدادت مجالات التعاون والنظر للقضايا الدوليه برؤيه موحده فان ذلك من شانه ان يعزز العلاقات مع واشنطن ومع مختلف الاطراف التي تشاركنا في القضاء علي هذه الظاهره.

■ نفهم من ذلك ان التوتر بين البلدين بدا يتراجع؟

- نامل ان يتراجع التوتر وان يكون في طريقه لاستعاده عهده السابق ونحن منفتحون علي هذا ونسعي دائماً لشرح وجهه نظرنا وطرح رؤيتنا في هذا الاطار باجراءات تسهل التفاهم المشترك للقضايا واذا تمت مقابله ذلك بانفتاح من الجانب الاخر فان ذلك يحقق مصلحه مصر، واتصور ان هناك مؤشرات لدي الاداره الامريكيه باستعاده وتيره العلاقات الي سابق عهدها واعاده التنسيق والتشاور، وظهر ذلك في ازمه غزه، وهناك امور تعزز اهميه مصر للولايات المتحده منها قضيه الصراع العربي الاسرائيلي.

■ وما تقديركم للاداء الامريكي من خلال التطورات التي تشهدها المنطقه الان وهل تتجه العلاقات الثنائيه بين البلدين اتجاهاً ايجابياً؟

- اتصور ان هناك مؤشرات لدي الاداره الامريكيه باستعاده وتيره العلاقات الي سابق عهدها واعاده التنسيق والتشاور وظهر ذلك في الازمه الاخيره التي اعقبتها المفاوضات الفلسطينيه الاسرائيليه في القاهره والتي تمخضت عن وقف لاطلاق النار بين الجانبين، كما ان هناك اموراً اخري تعزز اهميه مصر للولايات المتحده، ابرزها كما قلت قضيه الصراع العربي الاسرائيلي.

■ وماذا عن بيان الخارجيه تجاه احداث «فيرجسون» الذي طالب امريكا بضبط النفس؟

- مصر تهتم مثل العالم اجمع بهذه الاحداث، وموقفها متسق مع الموقف الدولي ومع موقف الامين العام للامم المتحده بان كي مون الذي شجب القمع الامريكي بشده ولاول مره وتضمن حديثه شجباً حاداً لهذا القمع، لذلك لم يكن الموقف المصري وحيداً عندما تعرض بيان الخارجيه لهذه الاحداث، بل كان هناك اهتمام دولي بهذه التظاهرات، ومصر علقت علي شان له اهتمام دولي، والرساله كانت «بقدر اهتمام الاخرين بنا فعلينا ان نهتم ايضاً بهم».

■ وماذا عن رد فعل الخارجية الأمريكية وهل هذا يعد تطوراً علي اداء الخارجية المصرية؟

- ربما كان رد الفعل انفعالياً بسبب سوء الفهم من الجانب الامريكي، وكان يجب ان يؤخذ البيان بنفس المعني الذي طرحته مصر، واي موقف له هدف محدد وثمار يلاحظها الجميع، ومن الصعب ان احكم علي ما تفعله وزارة الخارجية، والافضل ان تحكم عليه الاوساط التي تتابع اداء الخارجيه.

■ هل الغضب الامريكي من بيان الخارجيه يؤكد ان الموقف المصري تحول من التبعيه للنديه؟

- من اهداف السياسه المصريه بعد 30 يونيو التعبير عن الاراده الشعبيه وان نتعامل مع كافه الدول بنوع من النديه وبالتساوي في الحقوق والواجبات والسعي باتجاه تحقيق المصلحه المشتركه.

■ ولكن اذا تكرر الامر هل نتوقع صدور بيان جديد من الخارجيه؟

- لكل حادث حديث، ولا اتكهن بما سيحدث.

■ ما اهم ملامح الاجنده الاساسيه التي تتضمنها جولتكم الي اوروبا؟

- الهدف الاساسي للجوله هو دعم الرسائل التي اتي بها الوزراء الثلاثه الايطالي والالماني والفرنسي بالرغبه في التفاعل مع مصر بوتيره اعلي، وان هناك مصالح مشتركه بين الجانبين يجب تنميتها وضروره التاكيد علي استكمال خارطه الطريق وتحقيق الانجاز الثالث وعرض السياسات التي تنتهجها مصر والقدرات التي تستطيع مصر توفيرها في تحقيق المصلحه المشتركه، وان هناك مجالات يمكن الاستفاده منها. والهدف من الزياره البحث عن مجالات التعاون واستمرار التشاور بالنسبه للمستجدات التي ظهرت علي الساحه الاقليميه، ونطمح ان نروج للمشروعات الاقتصاديه خاصه الاستفاده من مشروع قناه السويس والتوجه نحو مؤتمر شركاء مصر الاستثماري الذي سيعقد بدايه العام المقبل، وسنعمل علي تزكيه رفع اي قيود علي السياحه الي مصر والتي تم رفعها بالفعل، ولكننا نحتاج ايضاً ان تتفهم هذه الدول الاوضاع في مصر من حيث الاستقرار وعدم وجود تهديدات حقيقيه بما يشجع السائح الاوروبي علي زياره البلاد، وهو الامر الذي يوحي باستقرار الاوضاع.

■ بصراحه هل ما زالت كلمه «انقلاب» سائده بشكل واضح في دوائر صنع القرار في اوروبا؟

- بالطبع لا، فعلي المستوي الرسمي اشعر بان التصور السائد هو الاذعان لاراده الشعب المصري، وان النظام الحالي يتمتع بالشرعيه الكامله الممثله في رئيس الدولة، ولم ارصد هذه الكلمه لاي من الشركاء الذين نتفاعل معهم، وهناك اقرار للواقع واعتراف باراده المصريين الذين عبّروا عنها من خلال الاستفتاء والانتخابات الرئاسيه، وحضور المسئولين الاوروبيين لمقابله الرئيس عبدالفتاح السيسي والاعتراف الكامل بالتطورات التي تحدث في مصر، والتاكيد علي دعمها سياسياً واقتصادياً، وهذه امور مطمئنه.

■ وهل تملك مصر ادوات فاعله تُمكّنها من خوض معركه مع اللوبي الاخواني المتغلغل في اوروبا؟

- لا اريد ان ابالغ واصفها بالمعركه، ولا اتصور ان هذا التنظيم يقدر ان يخوض حرباً مع مصر، ولكن لديهم دائره من الدعم لزعزعه استقرار مصر والتاثير المباشر علي حياه المواطن المصري وهذه الهجمه الشرسه يتم صدها بمعلومات مناسبه نتدخل بها في التوقيت المناسب وبشرح متصل مع الشركاء ودعوه للاقتناع بشواهد لا يمكن ان يغفلها الا من يكون راغباً في عدم المعرفه، وتقوم وزاره الخارجيه بصد هذه الحمله ومقاومتها في مواضع كثيره وستظل هذه المهمه جوهريه في هذه المرحله، والثقه في نجاحها اكيده.

■ هل تتوقع اعلان بريطانيا الاخوان منظمه ارهابيه؟

- لا اريد ان استبق الاحداث، لكن نامل ان يتحقق ذلك، لاننا قدمنا دلائل مرتبطه بالوضع في مصر وافسحنا المجال لوجود اتصالات وتشاور وتبادل للمعلومات في هذا الملف، وكذلك افعال وجرائم تم ارتكابها، وهناك محاكمه للمتهمين في هذه الجرائم، وافسحنا المجال لوجود اتصالات وتشاور بيننا وبين البريطانيين، ولكن لا يمكن التكهن بامور كثيره مرتبطه بالتركيبه الداخليه في بريطانيا، ووجود عناصر من الاخوان متغلغله في بريطانيا وفي دول اوروبيه اخري تخرج عن التوجه المرتبط بقضايا مصر.

■ بعد اقرار وقف اطلاق النار في غزه برايك من الخاسر ومن الرابح في تلك الازمه التي انتهت برعايه مصريه؟

- بدون شك قضيه غزه اثرت علي الجميع لما نتج عنها من تضحيه ضخمه من الشعب الفلسطيني واستشهاد اكثر من 2000، فضلاً عن التدمير الذي حدث في قطاع غزه، ما يستغرق جهداً كبيراً جداً، فالضرر كان بالغاً، وفي رايي ان فقدان الحياه خساره كبيره لا يمكن قياسها باي شيء اخر، وعلينا ان ننظر للمستقبل ببحث اليات عدم تكرار هذا الامر، ونسعي ان ننهي الاحتلال ونعمل علي ضروره استئناف مفاوضات السلام لانهاء النزاع علي اساس قيام الدولتين في اسرع وقت.

■ لكن الاعلام الاسرائيلي اعتبر ان حماس خسرت المعركه وحماس تعتبر اسرائيل هي الخاسره؟

- طبيعي ان يدعي كل طرف النصر، ولكن المحصله النهائيه ان تقيّم الشعوب ما في مصلحتها وما في غير مصلحتها، وان تتخذ من الاجراءات ما يتناسب مع تقييمها. واعتقد ان الطرفين خسرا وتعرضا لتضحيات كبيره ولفقدان كثير من الارواح، وهذا لم يكن مقبولاً علي الاطلاق، علي الاقل من المنظور الانساني.

■ هل اخطات حماس حين لم تقبل المبادره المصريه في البدايه؟

- لا اضع الامور في اطار الصواب او الخطا، لكن عندما طرحنا المبادره في وقت مبكر كان الهدف حمايه الشعب الفلسطيني واحتواء الازمه ووقف ارتفاع عدد الضحايا من الجانب الفلسطيني، وحينما تم قبول المبادره كانت اعداد الضحايا قد تضاعفت بشكل كبير جداً.

■ ما التطور بين المشروع الاول الذي لم يتم الاتفاق عليه والذي رفضته حماس والاتفاق الاخير الذي قبلته الحركه؟

- الظروف كانت مختلفه، وفي لغه التفاوض فان الاتفاق الاول لم يحظ بالقبول كانه لم يكن، ولكن العناصر التي تم التوصل اليها وصلت الي درجه عاليه من تحقيق المطالب الفلسطينيه، والمفاوض المصري كان يريد مصلحه الشعب الفلسطيني وكسر الحصار المفروض علي قطاع غزه، والامور المعلقه كانت محدوده، والان نتحدث عن فتح المعابر والتهدئه واستئناف المفاوضات السابقه ولكن ستحتاج جهداً وستتم تحت ظروف اخري.

■ هل هذه المفاوضات في قضيه غزه قربت المسافه بين مصر وحماس؟

- اتصور ان هذه المفاوضات اكدت ان مصر تستطيع استيعاب كل الاطراف، وعلي استعداد للتعامل مع الجميع طالما كان الهدف حمايه الشعب الفلسطيني، واثبتنا اننا قادرون علي احتواء اي نوع من الاختلاف والتوجهات، والامر يتوقف علي الرؤي التي تملكها حماس كفصيل فلسطيني تجاه مصر؛ هل تتبني سياسه غير ضاره بالمصلحه المصريه، عندها ستكون هناك رغبه للتعامل مع كافه الفصائل لحمايه الشعب الفلسطيني.

■ ماذا عن عوده سفير مصر لدي تل ابيب؟

- هذا مرتبط بظروف وامور سياسيه من السابق ان يتم تناولها في الوقت الراهن.

■ خالد مشعل طالب مجدداً بفتح معبر رفح؟

- معبر رفح مفتوح فكيف نفتح ما هو مفتوح ولم يغلق في اي وقت الا في اعتبارات استثنائيه متعلقه بالامور الامنيه في سيناء والامور المتعلقه بالتصعيد المرتبط بقطاع غزه، والمعبر مفتوح بشكل استثنائي في هذه الازمه لتوفير الرعايه الصحيه وادخال المساعدات، وهو معبر اشخاص وليس معبراً تجارياً ومصمم لغرض محدد والمطالبه بفتح المعبر لها هدف اخر لا نري انه في مصلحه الشعب الفلسطيني، وفتح المعابر الاسرائيليه السته الاخري وانهاء الحصار هو المصلحه الحقيقيه للشعب الفلسطيني.

■ هل تري ان هناك جهات اسهمت في تاخير الهدنه واستهداف مصر في هذه الحرب؟

- القرار تم اتخاذه من قبل الفصائل الفلسطينيه بعد تشاور مستمر، وبعض هذه الفصائل لها مصالح مع جهات اخري، وهذا وارد، وفي النهايه ننظر للسلطه الفلسطينيه والفصائل الاخري من منطلق خدمه الشعب الفلسطيني.

■ ننتقل الي سد النهضه.. ما تقدير الخارجيه المصريه للاجتماعات الاخيره التي جرت في الخرطوم، وهل هي بدايه لمرحله جديده في هذه القضيه؟

- صعب ان نصف الاجتماعات بانها «انتصار مظفر»، كذلك لا يمكن وصفها بانها لم تحقق النتائج المرجوه، ولكن وصفها الموضوعي هو انها «تحول» في الرؤيه، واصبحت هناك رغبه مشتركه في التوصل الي تفاهم والي بناء الثقه بين البلدان الثلاثه (مصر والسودان واثيوبيا)، وتم التوصل خلال الاجتماع الي عدد من التفاهمات يتم صياغتها في اجتماعات مقبله، لكن ما زال هناك احتياج لصياغه الثقه من خلال منظورين؛ الاول حقوق اثيوبيا في التنميه، والمنظور الثاني هو الاقرار الاثيوبي بعدم الاضرار بمصالح مصر المائيه، ولابد ان يصل الامر الي نقطه اتفاق قاطع بين الاطراف الثلاثه يحقق مصالحهم، وعلينا ان نستمر في هذا العمل بتلك الروح وازاله اي خلافات في الرؤيه وتحديد المصلحه، ولكن الاجتماع كان «ناجحاً» ومفيداً للاطراف الثلاثه واطلق عمليه لاعداد دراسات ضروريه ومطلوبه وهناك ارتياح للجهات الثلاث بعد الاجتماع الاخير.

■ هناك تخوفات من استمرار المفاوضات بالتزامن مع بناء السد ويتم وضع مصر امام الامر الواقع.

- يجب ان نقدر مراحل بناء السد وما وصل اليه من حيث الانجاز، فالحيز الزمني الان يتعلق بالدراسه وهناك اتصالات جاريه لتحديد النواحي الفنيه واستخلاص تفهم اكبر للاثار المترتبه علي بناء السد، وما زلنا نعمل بشكل يؤدي الي تحقيق المصلحه المشتركه ولا يجب ان يكون هناك حذر مبالغ فيه، كذلك لا يمكن التهوين من الامر، والمؤسسات المصريه تقدر ابعاد الازمه وتدرسها وتضع البدائل والحلول وتعلم تماماً ما هي المصلحه المصريه التي لا يمكن تجاوزها وان نحافظ وندافع عنها.

■ ننتقل الي ملف ليبيا.. هل الملف يدار دبلوماسياً ام عسكرياً؟

- الملف يدار دبلوماسياً في هذه الاونه، وكان اخرها توصيات اجتماع دول الجوار بان تحل الازمه في الاطار السياسي ودعم البرلمان المنتخب من الشعب والذي استطاع ان ينعقد في طبرق ويتخذ قرارات يمكن ان تبني عليها المؤسسات الشرعيه واعاده ليبيا الي وضع الاستقرار والوحده، ورفض كل اساليب الجماعات المسلحه ويتم علي الفور جمع السلاح لاتاحه اُطر للحل والتوافق الوطني بين الاشقاء الليبيين وسوف نستمر في دعم الشرعيه الليبيه، وهناك اهتمام من دول المتوسط الاوروبيه ان تساعد ليبيا للوصول الي حل.

■ من المسئول عن انتشار السلاح في ليبيا بهذا الشكل وكيف يحصلون عليه؟

- العناصر الارهابيه في العالم مورد ضخم جداً للسلاح الي ليبيا، ويجب ان يتعامل معها المجتمع الدولي بحسم لاحتواء هذه الازمه من خلال اطار سياسي لان المتضرر سيكون الشعب الليبي وحده.

■ هل تري مصر ان الحل السلمي هو الحل الامثل للازمه الليبيه؟

- نحن اقرب دائماً للحلول السلميه طالما تم نبذ العنف والبعد عن قوه السلاح، والشعب الليبي قادر علي ان يصل لحلول في اطار الوحده الوطنيه والحفاظ علي وحده الاراضي الليبيه.

■ بعض التسريبات تتحدث عن وجود استراتيجيه ضروريه للتعامل مع الارهاب في المنطقه وهناك احتمالات للتدخل العسكري الدولي لحل الازمه في ليبيا.

- الامر معقد جداً والعمل الدولي المشترك يجب ان ينصب دائماً في مجال حفظ السلام، وطبيعه قوات حفظ السلام غير قتاليه ولا تكون طرفاً في المعادله العسكريه ولا يوجد ما يعبر عن التدخل الاممي اذا نظرنا للوضع مثلاً في العراق.

■ ما رايك في الاتهامات التي وجهتها امريكا لمصر بالقيام بعمل عسكري في ليبيا، وهل هي اتهامات مقصوده؟

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل