المحتوى الرئيسى

رجال دين وسياسيون مغاربة: دور علماء الإسلام أساسي في محاربة الإرهاب

08/31 02:30

اكد رجال دين وسياسيون مغاربه علي ضروره تصدي علماء الاسلام للفكر الارهابي، ونوهوا بالدور الذي تضطلع به المملكه العربيه السعوديه في التصدي للارهاب بالنظر الي مكانتها الدينيه، والامكانيات التي تتوفر عليها من اجل محاربه الفكر المتشدد الذي يسيء الي الاسلام والمسلمين، مشيرين الي ان الدعوه التي وجهها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الي علماء الامه لاداء واجبهم والوقوف في وجه «من يحاولون اختطاف الاسلام وتقديمه للعالم بانه دين التطرف والكراهيه والارهاب»، تدخل في هذا الاطار، مؤكدين في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» ان دور العلماء في محاربه الارهاب اساسي، وينبغي ان يصبح من اولويات اهتماماتهم ويقدمونه علي اي قضايا اخري.

وفي هذا السياق، قال الدكتور احمد البوكيلي، الباحث المتخصص في الجماعات الاسلاميه، واستاذ الفكر الاسلامي بجامعه محمد الخامس في الرباط، انه لا يمكن لاي باحث في مجال الحركات الإسلامية والفكر الاسلامي الا ان يحبذ مثل هذه الدعوه لمحاربه الفكر المتطرف لان هذا الفكر، برايه، لا يشكل خطرا علي الأمة الإسلامية وابنائها فحسب، وانما يشوه بالدرجه الاولي حقيقه الاسلام علي مستوي الصوره التي يقدمها للعالم.

وعد البوكيلي مبادره خادم الحرمين الشريفين انها ايجابيه تؤيد ما نادي به الكثيرون ومنذ سنوات، الا وهو ضروره مواجهه الفكر المتطرف من خلال تعميم الفكر المتنور. واوضح البوكيلي انه من بين ابرز الاسباب التي ادت الي ظهور الفكر المتطرف هو غياب تفعيل دور العلماء والمفكرين، والاقتصار علي سياسات تنسيق دوليه رغم اهميتها، مشيرا الي انه يستحيل اليوم القضاء علي هذا الفكر من دون تفعيل موقع مؤسسه العلماء من اجل تربيه الناس علي الفكر المعتدل الوسطي. واضاف ان «اخطر شيء في الفكر الارهابي انه يضعنا امام معادله صعبه، اما ان نربي الناس تربيه اسلاميه متحضره واما ان يجري اختراق المجال الديني بفهم ايديولوجي للاسلام غايته هو القتل والعنف».

وقال الباحث المغربي انه ينبغي تشجيع دعوه خادم الحرمين الشريفين، وتحويلها الي استراتيجيه عمليه للقضاء علي هذا الفكر، والاسباب التي تؤدي الي تاجيجه ومنحه المشروعيه لاراقه المزيد من دماء المسلمين. واضاف البوكيلي ان السعوديه لديها من الامكانيات ومن القوه لتشكل نموذجا للصوره المشرقه للاسلام غير المرتبط بقراءات معينه، بل بالانفتاح علي العلماء وعلي كل من يخدم الاسلام بطريقه متحضره ومنفتحه.

ونوه بدور المملكه العربيه السعوديه في الحوار بين اتباع المذاهب والاديان علي قاعده الحكمه والاخلاق، والايمان بان الاصل في الدين هو التسامح والمحبه وليس نشر الكراهيه واستخدام الدين لاغراض ايديولوجيه وسياسيه وطائفيه.

واوضح البوكيلي ان من يتحمل المسؤوليه في ظهور هذه الجماعات الارهابيه، وان كان لا يمكن تبرير العنف باي شكل من الاشكال، هو فراغ الساحه «اذ لو تمكنا من صناعه علماء كبار في مجال التربيه لما كان لمثل هذه الاصوات ان تسطو علي الاسلام، وان تقدمه بهذه الصوره البشعه». واردف قائلا ان هذه الحركات استطاعت تشويه صوره الاسلام بسبب غياب دور المفكرين والعلماء الصادقين الذين يعملون علي نشر صوره الاسلام الحقيقيه. واتهم البوكيلي من سماهم «ايادي شيطانيه» تقف وراء هذه الحركات الارهابيه. وقال ان هدفهم هو ضرب الامه الاسلاميه من خلال تشويه دينها.

من جهته، قال الشيخ حسن الكتاني، رئيس جمعيه البصيره للدعوه والتربيه، انه اذا كان المقصود بالجماعات الارهابيه هي تنظيم «داعش»، فان عددا من العلماء تصدوا منذ البدايه لاجرام هذه الجماعه، وتحدثوا وكتبوا وبينوا حقيقتها، منوها بدور علماء السعوديه بشكل خاص.

ويعتقد الكتاني ان عوده الفكر المتطرف الي الظهور يعود لاسباب سياسيه ودوليه، والي خطا في وسائل محاربته ادت الي عكس ما كان مطلوبا، مشيرا الي ان التصدي لهذا الفكر ينبغي ان يجري علي اسس علميه من خلال فتح الباب امام العلماء ليتحدثوا ضده.

بدوره، قال الدكتور عبد السلام بلاجي، النائب عن حزب العداله والتنميه ذي المرجعيه الاسلاميه، متزعم الائتلاف الحكومي، ان دور العلماء في محاربه كل ظواهر الانحراف هو دور اساسي وحاسم لان المجتمع الاسلامي يثق فيهم ويستمع الي نصائحهم وتوجيهاتهم، ومعالجتهم لمختلف القضايا، مضيفا ان الارهاب «يبدا بالتشدد والغلو، وهما ظاهرتان حاربهما الاسلام والقران الكريم والرسول صلي الله عليه وسلم. وكانت هناك دائما دعوه الي الوسطيه في العقيده والعبادات والسلوك وفي كل شيء».

واوضح بلاجي ان دور العلماء هو تبصير الناس بهذه الوسطيه والاعتدال اللتين جاءتا في مصادر الدين الإسلامي، متمثله في القران الكريم والسنه النبويه وفي سيره الرسول الكريم والخلفاء الراشدين، مشيرا الي ان «الغلو والتطرف هما مقدمه للارهاب، فالشخص يبدا بالتشدد علي نفسه، فاسرته، ثم ينتقل الي مجتمعه، فاذا خالفه المجتمع في الراي يعاديه في المرحله الاولي، وفي الاخير يحاربه بحسب الاسلحه التي يمتلكها او يسعي لامتلاكها».

واكد النائب في البرلمان المغربي ان الوقايه من الارهاب خير من علاجه، وفي حال قدر الله ووقع، فينبغي علي العلماء ان يقوموا بدورهم في محاوره المنحرفين الذين اقتنعوا بهذا التوجه، وان يردوهم الي جاده الصواب بالحجه والدليل والاقناع، وعدم تركهم فريسه لمن يصطادهم، لان كل ذلك يؤدي الي تشويه صوره الاسلام والمسلمين والملتزمين بالدين والعلماء والمجتمع الاسلامي ككل. واشار الي ان المملكه العربيه السعوديه تضم المقدسات الاسلاميه وهي قبله للمسلمين، ولذلك فان مسؤوليتها اكبر مقارنه مع الدول الاخري. واضاف ان هذه المسؤوليه تشريف لهذا البلد وتكليف في الوقت ذاته، من اجل العمل علي تبصير الاخرين بحقيقه الاسلام.

وفي سياق ذلك، وصف الشيخ عبد الباري الزمزمي، رئيس الجمعيه المغربيه للدراسات والبحوث في فقه النوازل، الارهاب بانه «فتنه العصر الذي فتن بها المسلمون». وقال انه كان من المفروض علي العلماء ان يجعلوا هذا الموضوع من اولويات اهتماماتهم ويتفرغوا له ويقدموه عن اي قضيه اخري من اجل صد هذه الظاهره وتوعيه المسلمين بخطورتها لا سيما الشباب لانهم ينخدعون اكثر بالارهاب، ويظنون انهم يقدمون خدمه للاسلام. فالشباب - يضيف الزمزمي -: «تغلب عليه الغفله، فكلما سمعوا احدا يتحدث باسم الدين انساقوا اليه واتبعوه، وهو ما نراه حاليا مع هذه الفرقه الجاهليه (داعش) وقبلها (القاعده) وزعيمها اسامه بن لادن». واوضح الزمزمي انه اذا كان دور العلماء هو الدعوه الي نبذ التطرف عن طريق الفكر، فان علي الدول في المقابل محاربه الارهاب من خلال القوه والقوانين، مشيرا الي ان السعوديه من بين اوائل الدول التي عانت من الارهاب وما زالت الي اليوم مهدده من قبل الارهابيين، لذا فانه ينبغي عليها مقاومه الارهاب بالصرامه اللازمه التي ليس فيها اي مكان لحلم او رافه. واضاف الزمزمي قائلا: «فهؤلاء الارهابيون لا يرحمون ولا يرقبون في المؤمنين (الا ولا ذمه)، كما يقول الله سبحانه وتعالي، ولا تنفع فيهم لا شفاعه ولا حيله ولا غيرها»، علي حد تعبيره.

وحول اسباب عوده الفكر المتطرف بقوه الي الظهور، قال الزمزمي ان اوضاع المسلمين هي نفسها غرس للارهاب، ينمو فيها بسهوله وبتلقائيه، محذرا في هذا الاطار من خطوره رد الفعل علي التشيع في بعض الدول الإسلامية.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل