5 أشياء شكلت شخصية نتنياهو

ينقسم الاسرائيليون حول شخصيه رئيس حكومتهم الحالي، فالبعض يراه رجل صاحب ايدولوجيه صلبه يسعي لتنفيذها باعتباره وريث حزب الليكود ذو التوجه الصهيوني، والبعض الاخر يراه شخصيه انتهازيه ليس لديها معتقدات حقيقيه، فهو مستعد لان يوقع علي اتفاقيه سلام اذا كان هذا سيضمن بقاءه في الحكم.

سلطت صحيفه "لو نوفل اوبسرفاتور" الفرنسيه، الضوء علي شخصيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، التي ينقسم الاسرائيليون حولها، ففي الوقت الذي يحظي نتنياهو باعجاب شديد من مواليه، نجد الداعين للسلام في اسرائيل يكنون تجاهه كرها شديدا، يضاف الي كره العديد من الفلسطينيين له، خاصه بعد الحرب الاخيره علي قطاع غزه.

وبينت الصحيفه الفرنسيه انه في اليوم التالي للحرب علي غزه، اصبح رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو امام مشكله كبيره، فلم يستطع علي حركه حماس، ولم يتمكن من تغيير معايير القوه الاستراتيجيه علي الارض، الامر الذي اثار غضب حلفاءه، واضاف مزيدا من القلق في الراي العام الاسرائيلي.

وتوضح الصحيفه ان ايدولوجيه نتنياهو كانت تفرض عليه الا يقبل باي تسويه سلام ليس فقط مع حماس ولكن مع السلطه الفلسطينيه ايضا، لكن نتنياهو الانتهازي يمكنه ان يقف في مصلحه الجناح المتشدد الذي يمثل الاغلبيه في اسرائيل اذا ما شعر ان الراي العام الاسرائيلي يريد ان يتخذ موقف صلب ضد فلسطين.

وتابعت الصحيفه بالقول ان موقف نتنياهو خلال الحرب الاخيره ادهش كثيرا من الاسرائيليين الذين كانوا يعتقدون انه ممثل اليمين المتطرف في اسرائيل، لكنهم اكتشفوا في النهايه انه قائد يميني وسطي يمكنه ان يقبل ببعض الحلول الذي لا يتبنها حزبه.

وبعيدا عن هذه الانقسامات بين الاسرائيليين، حاولت الصحيفه ان ترصد ما يدور في عقل رئيس الوزراء الاسرائيلي:علي النحو التالي:

نتنياهو يتخذ من القائد الاسرائيلي الفاشي جايتونسكي مثلاً اعلي له

يتخذ نتنياهو من القائد الشمولي لليمين المتطرف الاسرائيلي فلاديمير جابوتنسكي، مثالا له في سياسته، خاصه وان والد نتنياهو كان يعمل مساعد خاص لجابتونسكي.

ويعتبر جابتونسكي من اهم الشخصيات المؤثره في تاريخ بناء دولة إسرائيل، ففي 1923 اسس جماعه "بتار" التي تضم شباب اسرائيل متطرفين، والتي قامت باعمال مسلحه، انتهت باعلان دوله اسرائيل. وكان جابتونسكي يحلم بانشاء دوله يهوديه علي شاطئ نهر الاردن، لكنه مات ودفن خارج اسرائيل نظرا لان غالبيه الاسرائيليين يعتبرونه شخصيه فاشيه وسرطانيه.

ويعتبر جابتونسكي هو المربي الحقيقي لرئيس الوزراء الحالي الذي اعجب كثيرا بشخصيته ويتخذه مثل اعلي له، حتي انه يضع في مكتبه الاعمال الكامله لهذا القائد الفاشي.

رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ووالده بنسيون نتنياهو

من الغريب ان نعلم ان والد نتنياهو، بنسيون نتنياهو قد توفي منذ عامين فقط عن عمر يناهز 102 عام، وساهم في تشكيل شخصيه ابنه طوال حياته.

ففي مقابله مع صحيفه معاريف في 2009، رد بنسيون نتنياهو علي سؤال الي اي مدي اثر هو في شخصيه ابنه بالقول: " بيبي ( الاسم الذي كان ينادي به نتنياهو) لديه نفس الاهداف الذي اؤمن بها، لكنه احتفظ لنفسه بطريقه تحقيقها"، قبل ان يضيف " بنيامين شخص خبيث وحذر".

وفي نفس الحوار اعرب بنسيون عن سعادته من ان ابنه لا ينوي اقامه دوله فلسطينيه الا بشروط لن يقبلها الفلسطينيين، موضحا انه قال له بعض هذه الشروط التي لا يقبل بها احد.

يرجع الفضل في تحول بنيامين نتنياهو الي شخصيه سياسيه مرموقه الي اخيه يوناتان نتنياهو الذي قتل في عمليه عنتيبي

ربما يخصص بنيامين نتياهو بعضا من وقته يوميا يدعو فيه لاخيه يوناتان الذي يرجع له هذه الشهره السياسيه التي يحظي بها في الوقت الحالي. في عام 1976 اختطفت المقاومة الفرنسية طائره تابعه لشركه اير فرانس كانت متجهه الي تل ابيب، واجبرتها علي الهبوط في مطار عنتيبي بالقرب من العاصمه الاوغنديه، وقررت اسرائيل ان تجري عمليه عسكريه لانقاذ رهائنها الذين كانوا علي متن هذه الطائره.

وكلف الجيش الإسرائيلي العقيد يوناتان نتنياهو بقياده وحده عسكريه لانقاذ الرهائن، وتمت العمليه بنجاح لكن سقط يوناثان قتيلاً اثر الاشتباكات، وكان هو الضابط الاسرائيلي الوحيد الذي قتل في هذه العمليه.

وتري صحيفه "لو نوفل اوبسرفاتور" ان وفاه يوناتان الذي اصبح بعد ذلك بطلاً وطنياً، قد اثر في مسيره رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو.

ففي هذه البلد المعروف عنها تقديس قادتها العسكريين، حتي ان العديد من رؤساء الوزراء كانوا من قبل قاده عسكريين مثل اسحاق رابين وايهود باراك واريئيل شارون، اصبح نتنياهو بطل بالوكاله عن اخيه، فلم يعرف عن نتنياهو اي بطوله عسكريه.

مثله مثل جميع الاسرائيليين، يركز علي ماساه المحرقه خلال الحرب العالمية الثانية، لذا فهو يحاول ان يتعلم الدروس من هذا الحادث عن طريق انشاء دوله قويه لا تهزم حتي تحظي باحترام الدول الاخري.