المحتوى الرئيسى

في وداع «وتد العيلة»

08/30 01:14

عبر تجليات رباعيه «الوتد» للحكاء المصري الراحل «خيري شلبي» يقدم صوره هامه للمراه المصريه و«شخصيه الام» بشكل خاص باعتبارها عمود الخيمه في مجتمعها الصغير والكبير، وراها «الوتد» الضارب بجذوره في عمق التربه المصريه الاصيله، فباتت تشكل عامل الامان الاهم للحفاظ علي التركيبه المصريه القيميه والثقافيه والانسانيه، ولا خوف عليهم من قادمات عاتيات تدخل الحدود عبر غبار الرياح وانزلاقات اهل الحذلقات والبدع والهرطقات من الشرق او الغرب، فتحافظ علي حبات العقد المصري حتي لا تنفرط حباته مهما مرت بالوطن جحافل ميليشيات الفوضي من يمين او يسار.

يكتب خيري شلبي في الجزء المعنون بـ«المنخل الحرير» يقول الراوي «امضي خلفها ممسكا بجلبابها هذه المره احاول الانتظام في ايقاع جسدها المنتفض تحت قفتين ثقيلتين، والليل مخشوشن بصفير الصراصير ونقيق الضفادع ونباح الكلاب. تدلف امي داخله الدار بسم الله الرحمن الرحيم: تنادي من اول العتبه في هدوء قائله: يا عبدالشافي. فيخف ابي لاستقبالها حاملا عنها بعض حملها ليضعاه علي المصطبه الكبيره التي ننام عليها كلنا. وهنا يحلو له ان يعود فيستغرق في النوم. تجيء امي بالطشت وتضعه فوق المصطبه وتجلس امامه. تنتظر قليلاً ازحف نحوها شيئا فشيئا علني اعرف فيم شرودها ذاك. انظر في عينيها فاجد فيهما ابحراً من الحزن الغامض العميق فينقبض قلبي، يركبني الغم، اضع راسي علي فخذ امي المتربعه محاولا الاستغراق في النوم كابي. اشعر برعشته وسخونته فاعرف انها لا تزال متعبه واسمع دقات قلبها تطن في اذني. اتوقع ان ترفع فخذها لتدفعني صائحه (حل عني بقي خلي عندك دم)، لكنها لا تفعل، بل تمرر يدها علي ظهري فاستنيم في لذه فائقه تخدعني، حتي لاغيب عن الوعي لفتره طويله يحلو لي ان اطيلها بقدر.. تتسرب الي انفي وخياشيمي احلي رائحه في الوجود مسكره، لا اعرف ان كانت رائحه الدقيق الساخن ام رائحه جسد امي المشع بالدفء والحراره؟ ام هما الرائحتان معا؟ واذ يشغلني التمييز بين الرائحتين اكون قد ذبت في نوم عميق عميق، وصرت جزءاً من موسيقي المنخل الحرير يرسم علي الحائط ظلالاً من الالحان»..

بين رائحه الام، وصوت موسيقي «المنخل الحرير» في دراما «شلبي»، وما عشته عبر دراما واقع وجدتني في القلب منه بالامس القريب حيث تداعيات حدث رحيل «ام» هي الاخري «وتد» اصيل طيب نبيل.

هيه مين؟.. هي «ام رامي» كما يُطلق عليها الجيران و«الست رجاء» هوه اسمها في شهاده الميلاد، انما هيه كمان  «صَدّيقه» علي اسم «الحاجه صديقه» الست الجاره لوالدتها «كبيره ستات حي النخال» اللي كانت لما تقول عمر ما ينزل ليها كلمه.. قويه الباس ولكنها محبوبه من الجميع.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل