المحتوى الرئيسى

ابن كثير يراه للمشركين

08/30 01:14

قبل ايام اوضحنا موقف ابن جرير الطبري(ت310هـ) من تعذيب القبر، واشرنا الي انه ممن ينكرون عذاب القبر للمؤمنين، وان الايات التي اتخذها من يقولون بعذاب القبر قد نزلت(حسب تفسيره) في المنافقين والمشركين والكفار، اما المؤمن فله السؤال فقط في القبر، والله عز وجل يثبته بالقول الثابت، وقلنا ان اغلب المفسرين قد تبنوا نفس الراي ولم يؤولوا الايات ابعد من ظاهرها، اليوم نعرض لراي ابن كثير(ت 774هـ) من خلال تفسيره المسمي تفسير القرآن العظيم، وكما سترون لن يخرج عن راي بن جرير، فهو يري ان عذاب القبر للكفار والمشركين والمنافقين.

في قوله تعالي: «وممن حولكم من الاعراب منافقون ومن اهل المدينه مردوا علي النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم سنعذبهم مرتين ثم يردون الي عذاب عظيم» «التوبه 101»، ذكر: «قال السدي عن ابي مالك عن ابن عباس (ت 68هـ) في هذه الايه قال: قام رسول الله صلي الله عليه وسلم خطيباً يوم الجمعه فقال: «اخرج يا فلان فانك منافق، واخرج يا فلان انك منافق» فاخرج من المسجد ناساً منهم فضحهم، فجاء عمر وهم يخرجون من المسجد، فاختبا منهم حياء؛ انه لم يشهد الجمعه، وظن ان الناس قد انصرفوا، واختبئوا هم من عمر، ظنوا انه قد علم بامرهم، فجاء عمر، فدخل المسجد، فاذا الناس لم يصلوا، فقال له رجل من المسلمين: ابشر يا عمر قد فضح الله المنافقين اليوم، وقال ابن عباس(ت 68هـ): فهذا العذاب الاول حين اخرجهم من المسجد، والعذاب الثاني عذاب القبر، وكذا قال الثوري عن السدي عن ابي مالك نحو هذا، وقال مجاهد في قوله: { سنعذبهم مرتين } يعني: القتل والسبي، وقال في روايه: بالجوع وعذاب القبر، ثم يردون الي عذاب عظيم، وقال ابن جريج(80 ــ 150هـ) : عذاب الدنيا، وعذاب القبر، ثم يردون الي عذاب عظيم: النار، وقال الحسن البصري(21 ــ 110هــ): عذاب في الدنيا، وعذاب في القبر، وقال عبد الرحمن بن زيد(182هـ): اما عذاب في الدنيا، فالاموال والاولاد، وقال محمد بن اسحاق(85 ــ 151هـ) { سنعذبهم مرتين } قال: هو فيما بلغني ما هم فيه من امر الاسلام وما يدخل عليهم من غيظ ذلك علي غير حسبه، ثم عذابهم في القبور اذا صاروا اليها، ثم العذاب العظيم الذي يردون اليه؛ عذاب الاخره، والخلد فيه، وقال سعيد عن قتاده(61 ــ 118هـ) في قوله: { سَنُعَذِّبُهُم مرَّتَيْنِ } عذاب الدنيا، وعذاب القبر { ثُمَّ يُرَدُّونَ اِلَيٰ عَذَابٍ عَظِيمٍ } وذكر لنا ان نبي الله صلي الله عليه وسلم اسر الي حذيفه باثني عشر رجلاً من المنافقين.

ــ وفي قوله تعالي:» يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياه الدنيا وفي الاخره ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء ــــ ابراهيم 27». عرض ابن كثير جميع الاحاديث المنسوبه للرسول التي تتناول السؤال في القبر، فيشاهد المؤمن منزلته في الجنه والكافر والمنافق مكانه في النار، وهو ما يعني انه يؤيد هذا الراي وينكر عذاب القبر.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل