المحتوى الرئيسى

كذاب.. بالثلاثة! | المصري اليوم

08/26 22:06

تتشابه اسماء بعض الصحف في المغرب مع اسماء بعض صحفنا، الي حد التطابق، فعندهم اربع صحف بالاسماء التاليه: الاخبار، أخبار اليوم، الصباح، المساء.. وكما تري، فهي اسماء لاربع صحف يوميه واسبوعيه عندنا، مع فارق واحد طريف هو ان «المساء» هناك تصدر عند كل صباح، وليس في المساء، كما يوحي اسمها بالضروره!

وبالنسبه لي، فان لي شغفاً خاصاً بهذه الصحف الاربع علي وجه الخصوص، ولا يمكن ان اكون هناك، ثم يفوتني ان اراها جميعاً في كل نهار.

وفي الصحف الاربع كاتبان يتابعهما الاخوه المغاربه باعجاب، ويخشاهما المسؤولون في الحكومه.. اما اولهما فهو توفيق بوعشرين، رئيس تحرير «اخبار اليوم»، الذي يكتب افتتاحيه يوميه تتميز بالشجاعه، والجراه، فضلاً عن اسلوبه السهل، وقد دفع حريته ثمناً لارائه الجريئه ذات يوم.

واذكر اني كتبت عنه، في هذا المكان، وقت حبسه، وكان اللافت للانتباه وقتها ان صحيفته كانت تتعمد ترك مساحته التي يكتبها بيضاء تماماً في كل عدد من الصحيفه، اثناء غيابه وراء القضبان، وكان هذا وحده كافياً لان يلفت نظر قراء الجريده الي ان جريمه جري ارتكابها في حقهم، بحبس كاتب يتبني قضاياهم في كل صباح.

واما الثاني فهو رشيد نيني، رئيس تحرير «الاخبار»، وعنده مقال يومي علي عمودين بطول الصفحه الاخيره، ولا تكاد تبدا قراءته، حتي تجد نفسك مشدوداً الي نهايته، مع كلمات تبدو اقرب الي الرصاص الحي، منها الي اي شيء اخر.

ولا تسكت الصحافه المغربيه عموماً، او هذه الصحف الاربع خصوصاً، عن شيء يخص حياه الناس ومصالحهم هناك، وفي كل يوم تجد ان وزيراً، او اكثر، او حتي رئيس الحكومه، موضع حمله صحفيه قاسيه تفتش في ادق تفاصيل عمله، ولا ترحمه، اياً كان منصبه، من اول عبدالاله بن كيران، رئيس الوزراء نفسه، نزولاً لاصغر مسؤول!

وقد اشتهر عن «عبدالاله» غرام خاص عنده باطلاق اسماء حيوانات علي بعض معارضيه، فهذا ذئب - مثلاً - وذاك ثعلب، وثالث يشبه وحيد القرن.. ورابع يماثل فرس النهر.. وهكذا.. وهكذا.. وهو الامر الذي تستغله الصحافه المغربيه، وتدخل مع بن كيران في نقاشات وتعليقات لا تخلو من متعه لمتابعيها.

وما جاء في صدر صحيفه «الاخبار»، امس الاول، يظل اقوي مؤشر علي ان مساحه الحريه المتاحه لها، كصحيفه، ولغيرها، كبيره.. فوزير النقل عندهم اسمه عزيز رباح، وكان في زياره لصالون ادبي قبل ايام، وهناك راح يعدد للحاضرين ما قام به، او ما سوف يقوم به، فما كان من احد المواطنين الذين فاض بهم الكيل، الا ان وقف وصاح في وجه الوزير: انت كذاب.. انت كذاب.. انت كذاب!

قالها المواطن، ثلاثاً، فلم يملك الوزير الا ان يسكت، بل انه انسحب من باب خلفي وانصرف!.. وقد نقلت الصحيفه ما حدث بتفاصيله، ودللت به علي مدي تحلل المسؤول بوجه عام من وعوده عندما يصبح علي الكرسي!

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل