المحتوى الرئيسى

مستشار مفتي مصر لـ"محيط": لدينا ملف خاص لمواجهة "داعش"

08/26 13:01

نعاني من قصور في الخطاب الاعلامي الموجه للغرب

اقمنا دورت في العلوم الشرعيه لتوعيه الشباب

قال الدكتور ابراهيم نجم مستشار مفتي الجمهوريه ان دار الإفتاء المصرية تحارب الفوضي في الداخل وفي الخارج ، ففي مصر تحاول نشر الفكر الوسطي والاهتمام بالشباب حتي لا يقعوا في براثن التطرف والارهاب وخارج مصر تعمل علي تصحيح الصوره الغربيه المغلوطه عن الدين الإسلامي مؤكداً ان هناك قصورا في الخطاب الاعلامي الاسلامي الموجه للدول الاوربيه كما ان هناك دورات في العلوم الشرعيه لتوعيه الشباب وحمايتهم من الوقوع في التطرف .

واضاف “نجم” خلال حواره ان هناك جماعات متطرفه تتبني فكرًا شاذًّا يساهم في الاساءه للدين وللاوطان، مشيراً الي ان الدار تسعي جاهده للتصدي لمثل هذه الافكار وهذه الفوضي في الفتاوي، مؤكداً ان هذه المهمه ستكون الهم الاكبر لدي المؤسسات الدينيه في المرحله المقبله تحد من الفتاوي التي تحدث بلبله في المجتمع.

هل لديك تفسير لانتشار الفتاوي الشاذه في مصر والعالم العربي رغم وجود مؤسسات دعويه وشرعيه كثيره الان.. وهل ستواجه فوضي الفتاوي بتشريعات للحد منها ؟

هذا امر طبيعي نظرًا للاحداث التي يمر بها العالم العربي بوجه عام والتي تمر بها مصر بوجه خاص، وهذا يرجع ايضًا الي وجود جماعات متطرفه تتبني فكرًا شاذًّا يساهم في الاساءه للدين وللاوطان، ونحن نحاول التصدي لمثل هذه الافكار وسيكون ذلك همنا الاكبر في المرحله المقبله، حيث سنقوم ببيان الاحكام الشرعيه بطريقه منضبطه تحد من الفتاوي التي تحدث بلبله في المجتمع وتقضي علي ما يسمي بفوضي الفتاوي، وسيكون هذا الامر من خلال طريقتين: الاولي وهي الاسهام الفاعل في بث مزيد من الوعي العام لدي جماهير الامه بهذه القضيه، والعمل علي ارساء ما سماه بعض علمائنا بـ”ثقافه الاستفتاء”؛ لان هذا سيكون بمثابه تحصين من الوقوع في هذا الاشكال، والطريقه الثانيه هي تصحيح المفاهيم الفاسده التي تخلفها تلك الفتاوي علي مجتمعاتنا وعلي روح الاسلام الوسطي.

تبنت دار الافتاء خلال الفتره الماضيه خطه للتوسع في الرد علي الشبهات التي تحيط بالاسلام كالفتاوي الشاذه، فهل كان لحده العنف والتطرف التي وصلنا اليها الان دور في هذا ؟

في البدايه مهمه الافتاء الاساسيه هي بيان الحكم الشرعي للمسلمين بكل ما يشغلهم في امور دنياهم ودينهم، وهذا هو صميم عملنا بدار الافتاء المصريه، وكوضع طبيعي انتشرت في الاونه الاخيره موجه من الشبهات والفتاوي الشاذه والاراء الصادمه التي تطعن في ثوابت الدين والصحابه، وبالتالي هبت الدار من واقع صميم عملها للرد علي كل تلك الشبهات والافتراءات، وكان هذا النشاط واضح بشكل ملحوظ نتيجه الزخم الكبير حول هذه القضايا ونتيجه لانتشار الاراء المتشدده من قبل البعض، فالدار من خلال مرصد الفتاوي التكفيريه والشاذه تحصل علي الكثير من هذه الفتاوي والاراء نتيجه الرصد اليومي وعلي مدار الساعه من قبل الباحثين والمتخصصين في هذا المرصد، ومن ثم تقوم بالرد والتفاعل مع الاحداث ونشرها في الاعلام لاعطاء الصوره الصحيحه، ومنع حدوث البلبله والوقيعه بين الناس في ظل ما تشهده البلاد من ظروف صعبه .

مرصد التكفير التابع للدار كيف يعمل وما خطتكم لتصحيح المفاهيم المغلوطه عند كثير من الشباب وخاصه في مناطق الاطراف الحدوديه في الدوله ؟

المرصد اداه رصديه وبحثيه لخدمه المؤسسه الدينيه باعتبارها المرجعيه الاسلاميه الاولي في مجال الفتوي، وهدفه التصدي لظاهره فتاوي التكفير والاراء المتشدده في مختلف وسائل الإعلام المحليه والعالميه، وتقديم معالجات فكريه ودينيه لتلك الظاهره واثارها، ومحاوله الوقوف علي الانماط التكفيريه والمتشدده في المجتمع لتكون محل مزيد من البحث والدراسه لتقديم تصور لعلاج الظاهره والمرتبطين بها، ومنها ايضًا تحسين صوره الاسلام وتنقيح الخطاب الديني من ظواهر التشدد التي طرات عليه بفعل ايديولوجيات وافده او مجتزئه جميعها يدعو للعنف والتطرف، وهناك محاولات من الدار بالتنسيق مع الازهر الشريف ووزاره الاوقاف عن طريق علمائهم لنشر المفاهيم الصحيحه في ربوع الوطن، والقضاء علي ظاهره التشدد والتطرف وتجفيف منابعها.

وما هي خطه الدار لدمج الشباب وتثقيفهم وتعليمهم العلوم الشرعيه، وحمايتهم من الشبهات التي تثار يوميًّا في الفضائيات ووسائل الاعلام؟

بالطبع الشباب هم اهم شرائح المجتمع فهم اساس في الحاضر وهم من يقودون السفينه في المستقبل، وهم من يقودون قاطره التنميه والبناء، والدار تسعي من خلال عده مبادرات لحمايه الشباب من الوقوع في براثن التطرف والارهاب، كما انها تقوم باعداد الدورات في العلوم الشرعيه لتوعيه الشباب، ونشر الفكر الوسطي من خلال علمائها عبر الفضائيات المختلفه، وتسعي لاصدار مجموعه من الكتيبات حول اهم الشبهات المثاره علي الساحه والرد عليها، لانها في يقينها ان الشباب هم عماد الامه ويجب الحفاظ عليهم من مغبه الوقوع الي التطرف والارهاب.

بعد عودتك من الزياره الاخيره للولايات المتحده اصدرت بيانًا تطالب فيه بضروره تغيير صوره الاسلام عند الغرب وهو ما استغربه الكثيرون فما الذي دعاك لاصدار ذلك البيان؟ وما اكثر الدول تحتاج لتصحيح صوره الاسلام بها ؟

اوروبا وامريكا الشماليه واستراليا من اهم المناطق التي يجب التركيز عليها نظرًا لعدائها الشديد مع الاسلام وكثره حملات التشويه بها، علي الرغم من وجود حوالي 50 مليون مسلم في اوروبا بكاملها، الا ان العداء في اوروبا لا يزال مستمرًّا وهذا الامر له اسبابه، فمنذ ان فتح المسلمون القاره الاوروبيه علي يد القاده المسلمين امثال محمد الفاتح وطارق بن زياد وغيرهم الي ان وصل المد الاسلامي الي اقصي مدي في اوروبا، ونحن نلحظ هذا العداء التاريخي، وقد نبرر هذا العداء بانه نتيجه للصوره الذهنيه المترسبه لدي الاوروبيين وهذا ما اتضح في العداء الشديد الذي وصل الي حالات القمع والاباده كما حدث في البوسنه والهرسك، فقد عاني ابناء الدول الاوروبيه الاصليون الذين دخلوا الاسلام لكنهم حافظوا علي دينهم رغم ما لاقوه من اذي ومحاولات محو هويتهم الاسلاميه مثل الالبان والبوسنيين، والكوسوفيين المقدونيين، والمسلمين في بلغاريا، اضف اليهم المسلمين الجدد، امثال المفكر الفرنسي رجاء جارودي، والمفكر الاسلامي الالماني مراد هوفمان، وغيرهما ممن اعتنقوا الاسلام.

هناك نقطه اخيره وهي من اهم التحديات الفكريه التي تواجه المسلمين بالخارج وهي وجود فجوه فكريه في التاريخ الاسلامي هناك ومصدر هذه الفجوه ان العلماء والفقهاء ظلُّوا علي امتداد التاريخ الاسلامي يفكرون في الجاليات غير الاسلاميه التي تعيش في ديار المسلمين، وقد وضعوا لهؤلاء كتبًا وفقهًا تغني هذا الجانب، ولكن هؤلاء العلماء لم يفكروا في وضع الجاليات الاسلاميه التي تعيش في الغرب، فالحاجه متناميه بصوره كبيره لوجود فقه للاقليات الاسلاميه في الغرب، يدرس احوال المهاجرين، ويحصر امرها لتجد سبيلها الي احكام فقهيه تيسِّر وتسهِّل حياتهم في الخارج.

توسع “داعش” في القتل علي الهويه في العراق بلاد الشام وتهجير غير المسلمين وجهه نظرك ما مدي خطوره مثل هذه الحركه علي الاسلام ؟ وما هي خطتكم لمواجهته؟

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل