المحتوى الرئيسى

سياسات الأسد أسهمت في صعود داعش

08/24 12:00

نقلت صحيفه "وول ستريت جورنال" عن مصادر قريبه من النظام السوري ان الرئيس بشار الاسد ربي تنظيم الدولة الاسلامية وتساهل معه، وتحول هذا التنظيم من جماعه مسلحه تعمل علي الاطاحه بالحكومة السورية الي جيش يسيطر علي مساحه كبيره من اراضي العراق وسوريا.

وقالت الصحيفه في تقرير اعدته مراسلتها في الشرق الأوسط، ماريا ابي حبيب، ان الرئيس السوري قرر في بدايه الانتفاضه قبل اكثر من ثلاثه اعوام ضد حكمه تجنب مواجهه تنظيم الدوله الاسلاميه في العراق والشام – داعش في محاوله منه لتسليطه علي الجماعات السوريه المقاتله من ذات التوجه العلماني. ونقلت عن عزت الشهبندر، وهو حليف للاسد ونائب سابق في البرلمان العراقي والمنسق بين بغداد ودمشق قوله ان الهدف من وراء هذه السياسه هو اجبار العالم للاختيار بين نظامه او المتطرفين.

 وقال "عندما لم يقاتل الجيش السوري داعش، فقد جعله اكثر قوه". وقال الشهبندر الذي عمل مساعدا مقربا لرئيس الوزراء العراقي المتنحي نوري المالكي ، ان الاسد تحدث اليه شخصيا عن هذه السياسه وذلك في زياره له لدمشق في ايار/مايو الماضي، "وفي بعض الاحيان وفر الجيش السوري لهم- داعش- المعبر الامن كي يقوم بضرب جماعات الجيش الحر والسيطره علي السلاح".

وقال عزت الشهبندر "قامت استراتيجيه النظام علي التخلص من الجيش السوري الحر، وترك لاعبين في الساحه السوريه يواجهان بعضهما البعض: الاسد وداعش"، و"الان تطالب دمشق المساعده والعالم لا يمكنه رفض الطلب".

وتضيف ابي حبيب في تقريرها الي ان داعش والذي يطلق علي نفسه الدوله الاسلاميه ايضا تحول لتهديد للمنطقه كلها وما بعدها، واضطر تقدمه في الاراضي العراقيه الاداره الامريكيه للتدخل العسكري. واقسم الرئيس باراك اوباما بمواصله الغارات الجويه، بعد اقدام التنظيم علي اعدام الصحافي الامريكي جيمس فولي. ويري رئيس هيئه الاركان الامريكي الجنرال مارتن ديمبسي انه لا يمكن هزيمه داعش بدون خنق قواعدها في داخل سوريا.

واعتمد تقرير الصحيفه في تصوير العلاقه بين النظام السوري وصعود داعش علي مقابلات مع المعارضة السورية العسكريه والسياسيه ومسؤولين في الحكومة العراقية ودبلوماسيين غربيين.

وعلي ما يبدو فانّ النظام السوري غير من موقفه السابق ويقوم بمواجهه التنظيم الذي لعب دورا في نموه وتغذيته. ففي حزيران/يونيو قامت المقاتلات السوريه بضرب مواقع التنظيم في الرقه، وهو اول هجوم واسع ضد التنظيم منذ ظهوره كرقم صعب علي الساحه السوريه. وفي هذا الاسبوع حلقت الطائرات السوريه اكثر من مره فوق الرقه.

ونفي السفير السوري في لبنان علي عبدالكريم علي ان تكون الحكومه في دمشق اسهمت بصعود واثني علي جهود حكومته وردها العسكري علي داعش.

وقال "اولوياتنا تغيرت مع ظهور هذه الجماعه"، "في الشهر الماضي كانت تحمي دمشق مثلا اما اليوم فقد جاء دور الرقه". وتحدث عن عدوانيه داعش التي قامت بسحق الجيش الحر "عندما واجهت هذه الجماعات فيما بينها، استفادت الحكومه السوريه، فعندما تواجه اكثر من عدو ويواجهون بعضهم البعض فعندها تستفيد وتقف جانبا وتري من سيقوم بانهاء الاخر".

ويقول الشهبندر ان نجاحات داعش الاخيره اجبرت الحكومه السوريه وحلفاءها الايرانيين لحشد قواتهم العسكريه علي امل قيام الغرب بالقاء وزنه خلف دمشق وطهران. وتعاون كهذا سيضع الولايات المتحده وحلفاءها الاقليميين مثل السعوديه في وضع غير مريح بعد دعم الجيش الحر والمطالبه باسقاط نظام الاسد.

وقد تكون هناك اشارات علي موافقه الاطراف التعاون فيما بينها. ففي العراق، تقوم الولايات المتحده بتسليح قوات البيشمركه الكرديه فيما ارسلت ايران مستشارين.

وكان النظام السوري قد اسهم بمساعده التنظيم الذي سبقه وهو تنظيم القاعدة في العراق حيث كانت القاعده تستهدف القوات الامريكيه التي احتلت العراق في ذلك الوقت.

في عام 2007 ضربت القوات الامريكيه قواعد تابعه لتنظيم القاعده في جبل سنجار، شمال العراق. وعثروا علي كنز من الوثائق التي كشفت عن دور دمشق في تسليح المتطرفين، حسب الاكاديميه العسكريه في ويست بوينت التي نشرت التقارير. وتظهر وثائق سنجار الطريقه التي ساعد فيها النظام المقاتلين العرب من كل انحاء المنطقه للوصول للعراق عبر مطار دمشق.

وقامت المخابرات السورية باعتقال المقاتلين حاله وصولهم ونقلتهم الي سجن صديانا العسكري خارج العاصمه. وفي حاله تبين ان هؤلاء يمثلون خطرا علي البلد يتم التحفظ عليهم، ولكن ان كانت نيتهم المساعده في قتال الامريكيين، سهلت المخابرات السوريه انتقالهم للعراق عبر الحدود. ودخل بهذه الطريقه مقاتلون سعوديون وليبيون وهم نفسهم الذي يملاون صفوف الدوله الاسلاميه.

وبحسب علي الدباغ، المتحدث السابق باسم المالكي فانه شارك في لقاء اتسم بالحده في دمشق والذي طالبت فيه حكومه بغداد الاسد وقف تدفق المقاتلين التابعين للقاعده عبر الحدود، ويقول ان سوريا رفضت الاستجابه للطلب. وبحسب ماري هارف، المتحدثه باسم الخارجيه الامريكيه "لعب نظام الاسد دورا مهما بصعود تنظيم داعش". وقالت ان النظام سمح بظهور وضع امني تقوي من خلاله تنظيم داعش. واتهمت النظام بتقويه شبكات الارهابيين وسهل عمليات تدفق مقاتلي القاعده للعراق.

ورغم ان النظام السوري ينفي الاتهامات؛ الا ان تنظيم القاعده كان قد شل برحيل القوات الامريكيه من العراق عام 2011، حيث اعادت الجماعه تنظيم نفسها من جديد في شمال- غرب سوريا تحت امره القيادي "الجذاب" من سامراء ابو بكر البغدادي.

في ايار/ مايو عام 2011 وبعد اندلاع الانتفاضة السورية قامت حكومه دمشق بالافراج عن اهم المعتقلين الامنيين في سجن صديانا ممن اعتقلتهم بتهم الارهاب، وكان الافراج واحدا من سلسله قرارات عفو عام، ومن بين هؤلاء تسعه علي الاقل اصبحوا قاده لجماعات متشدده في سوريا، ومنهم اربعه في قياده داعش.

ويقول السفير السوري في بيروت ان الحكومه اطلقت سراح المجرميين العاديين والذي قدمت لهم الجماعات المتطرفه المال حتي يقاتلوا الحكومه "عندما افرجت سوريا عن هؤلاء لم يرتكبوا جرائم ارهابيه" فقد كانوا مجرمين فقط. "في عام 2001 كانت هناك دعوات للحريه ووجهت اتهامات لدمشق بسجن المواطنين ولهذا اصدرنا سلسله قرارات عفو عام كبادره حسن نيه".

لكن بسام البرابندي، الذي كان يعمل دبلوماسيا في وزاره الخارجيه قبل انشقاقه عن النظام قدم روايه مختلفه حيث قال ان الخوف من الثوره السلميه كان وراء الافراج عن الاسلاميين. "فقد فكر النظام والاسد انهم البديل عن الثوره السلميه، فهم منظمون ولديهم عقيده جهاديه وهو ما يخيف الغرب".

وببدايه عام 2012 تمكنت الجماعات المتشدده من تاكيد موقعها في الثورة السورية، حيث برزت جبهه النصره لاهل الشام ممثل تنظيم القاعده في سوريا كلاعب مهم. وانقسم التنظيم العام الماضي علي نفسه، ومنذ ذلك الوقت قام المقاتلون الاجانب والفرع العراقي بتشكيل تنظيم الدوله الاسلاميه في العراق والشام او ما صار يعرف اليوم بالدوله الاسلاميه.

ولان داعش كان يكره الجيش السوري الحر وفصائله ـ باعتبارهم كفارا ـ فقد دخل في مواجهه معهم، ومنذ صيف العام الماضي بدا حمله للسيطره علي مناطق الجيش الحر. وفي ايلول/ سبتمبر هزم داعش قوات عاصفه الشمال في بلده اعزاز شمال سوريا واستمر التنظيم في تقدمه في حلب وبلداتها. ولكن ممارسات داعش ضد المواطنين والجماعات المقاتله دفعت باتجاه تحالف من فصائل الجيش الحر التي قامت بطرد داعش من معاقله في الشمال.

وكان بامكان التحالف مواصله المعركه وطرد داعش من الرقه. ففي منتصف كانون الثاني/ يناير حوصر مقاتلوه في ثلاث بنايات من قبل الجيش الحر واحرار الشام، وعندما وجد داعش نفسه في وضع لا يحسد عليه ناشدوا القوات المحاصره باستخدام مكبرات الصوت وقالوا "نحن اخوتكم في الاسلام لا تقتلونا، ودعونا ننسحب بسلام باسلحتنا" حسب محمد ابو سيف احد مقاتلي الجيش الحر في الرقه.

 وكان الجيش الحر يريد مواصله المعركه وقتل عناصر داعش لكن احرار الشام لانت فيما اصر الجيش الحر علي مواصله المعركه. وفي اليوم الرابع بدات احرار الشام بالانسحاب. وعلي ما يبدو فقد تم التوصل لاتفاق بين داعش واحرار الشام لتبادل اراضي بينهما. فبمقابل انسحاب داعش من اعزاز القريبه من الحدود التركيه وافق تنظيم احرار الشام علي الانسحاب من الرقه وتل الابيض. وتغير الوضع بالنسبه لداعش فمن محاصر الي مهاجم حيث وجد مقاتلو الجيش الحر انهم محاصرون فيما اعاد داعش تجميع قواته وسيطر علي الرقه. ومع بدايه الربيع نشط التنظيم من قاعدته هذه وقام بسلسله من الهجمات فيما قام فرع العراق بالمثل.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل