المحتوى الرئيسى

متلازمة ستوكهولم .. الجلاد إذ تنقذه الضحية!

08/23 15:47

كان المشهد غريبًا للغايه في القاهره في تلك الايام من فبراير 2011، فبينما كان الملايين يتظاهرون في ميادين مصر وخاصه في ميدان التحرير، كان المئات من المواطنين يتظاهرون في عده ميادين مؤيدين لنظام الديكتاتور حسني مبارك.

ومع المزيد من الاصوات التي تعالت مندده بالثوره، وخائفه من الانخراط في اي عمل قد يؤدي بالديكتاتور الي السجن او الاهانه .. بدا الحديث عن تفسير علمي لذلك، ووجد المصريون تفسيرًا فيما عُرف باسم متلازمة ستوكهولم.

ظهر مصطلح "متلازمه ستوكهولم" في مثل هذا اليوم منذ واحد واربعين عامًا، وذلك مع انتهاء حصار استمر لمده سته ايام علي احد البنوك.

اليوم٢٣ اغسطس يمثل مرور٤١ علي الحادثه التي نتج عنها مصطلح "متلازمه ستوكهولم" بعد ان اقدم يان اولسون علي سرقه بنك و اخذ بعض المتواجدين رهائن!

— السويد بالعربيه (@Sweden_AR) August 23, 2014

لا يعرف احد من خارج مملكه السويد هذه الاسماء: بريغيتا لاندبلاد، ايليزابيث اولدغرين، كريستين انمارك، وسفين سافستروم، وهي اسماء اربعه من الموظفين في بنك كريديت بانكن.

الحادثه وقعت في كريديت بنك بمربع نورمالم في ستوكهولم عام ١٩٧٣ و التي احدثت جدلاً لدي اطباء علم النفس انذاك #السويد pic.twitter.com/2BxfIfENh1

— السويد بالعربيه (@Sweden_AR) August 23, 2014

ففي الثالث والعشرين من اغسطس عام 1973، احتجز الاربعه داخل بنك "كريديت بانكن" بستوكهولم من قبل جان ايريك اولسون ذو الاثنين وثلاثين عامًا، والذي انضم اليه فيما بعد احد زملائه في السجن.

وبعد سته ايام ومع انتهاء ذلك الاحتجاز، بدا علي المخطوفين انهم قد بنوا علاقه ايجابيه مع هذين الخاطفين.

ومن هنا نشات فكره متلازمه ستوكهولم، حيث كان الطبيب النفسي والباحث في علم الجريمه "نيلز بيجيروت" هو اول من صاغ هذا المصطلح، واظهر الطبيب النفسي "فرانك اوشبيرغ" اهتمامًا بهذه الظاهره وقام في السبعينيات من القرن الماضي بتعريف المتلازمه وتوضيحها لمكتب التحقيقات الفيدرالي وجهاز الشرطه البريطانيه "سكوتلاند يارد".

حيث كان يعمل في ذلك الوقت علي مساعده فرقه العمل الوطنيه الامريكيه لمكافحه الارهاب والفوضي في وضع استراتيجيات للتعامل مع حالات احتجاز الرهائن.

وتضمنت معاييره ما يلي: "في البدايه، يتعرض الناس فجاه لشيء يحدث رعبًا في نفوسهم؛ مما يجعلهم متاكدين من انهم مشارفون علي الموت، ثم يمرون بعد ذلك بمرحله يكونون فيها كالاطفال غير قادرين علي الاكل او الكلام او حتي الذهاب لقضاء الحاجه دون الحصول علي اذن."

ويوضح اوشبيرغ ان قيام المختطف ببعض الاعمال الطيبه تجاه المخطوفين، كتقديم الطعام لهم، من شانه ان يحفز لديهم شعورًا بالامتنان "لمنحهم الحياه".

واضاف قائلاً: "يتكون لدي الرهائن شعور ايجابي قوي اصيل تجاه خاطفهم، يرفضون من خلاله ان يكون ذلك الشخص هو من عرضهم لذلك الموقف، ويتاصل لديهم شعور بانه هو الشخص الذي سيمنحهم الفرصه للعيش."

ما الذي حدث داخل ذلك البنك وادي الي ظهور تلك المشاعر الايجابيه لدي المخطوفين تجاه خاطفيهم، علي الرغم من تعرض حياتهم للخطر؟

في مقابله اجريت معها عام 2009 علي قناه راديو السويد، قالت كريستين انمارك، وهي احدي ضحايا تلك الحادثه: "انه نوع من مجريات الاحداث التي تتعرض لها، للدرجه التي تحدث بطريقه ما تغييرًا في قيمك واخلاقياتك كلها."

وطبقًا للتقارير الوارده، كانت انمارك صاحبه اقوي العلاقات بين الرهائن الاربعه مع محتجزيها.

ففي احدي المكالمات الهاتفيه التي اجرتها من داخل احد اقبيه البنك مع رئيس الوزراء انذاك اولوف بالم، كانت انمارك تتوسل الي هذا الاخير حتي يسمح لها بمغادره مبني البنك مع الخاطفين، وكان اولسون قد طالب باحضار سياره اليهم حتي يتمكنوا من الهرب فيها مع الرهائن، الا ان السلطات رفضت ذلك الطلب.

وقد اعربت بالم لرئيس الوزراء عن "خيبه املها" فيه.

وقالت: "اعتقد انك لا تقوم بشيء سوي الجلوس هناك واللعب بارواحنا، انني اثق بكلارك وبزميله، ولا اشعر باي نوع من الياس، هم لم يرتكبوا اي امر سيء معنا، بل علي العكس، كانوا لطيفين جدًا معنا."

واردفت مخاطبه رئيس الوزراء: "ان ما يقلقني بالفعل هو ان تداهم الشرطه المكان وتتسبب في مقتلنا."

وكان الصحفي الامريكي دانييل لانغ قد قام بعد عام باجراء حوار لصحيفه "ذا نيو يوركر" مع كل من حضروا تلك القصه، وكان من شان ذلك الحوار ان يسلط الضوء علي معظم ما حدث وكيف كانت طريقه تفاعل الخاطفين والمخطوفين مع الاحداث.

وكتب لانغ معلقًا ان الرهائن كانوا يتحدثون عن حسن معاملتهم من قبل خاطفهيم، بل انهم بدوا في لحظه ما وكانهم مدينون لخاطفيهم بحياتهم.

ففي احدي المرات اثناء حادثه الاختطاف تلك، سمح لايليزابيث اولدغرين -وكان لديها رهاب من الاماكن المغلقه - بالخروج من ذلك القبو الذي كانوا محتجزين فيه والتحرك في الخارج وهي تربط شريطًا حول عنقها.

وقالت انها شعرت في ذلك الوقت بان السماح لها بالتجول يعد لطفًا من خاطفها اولسون.

كما ان سافستروم، وكان احد المخطوفين، قال انه شعر بالامتنان عندما اخبره اولسون بانه ينوي اطلاق النار عليه حتي يبين للشرطه جديته في الامر، الا انه اضاف بانه سيتاكد من انه لن يقتله الا بعد ان يكون مخمورًا تمامًا.

وتعمل متلازمه ستوكهولم علي ابراز التعارض في المشاعر لدي المخطوفين، الا ان مشاعر الخاطفين تختلف ايضًا.

حيث كان اولسون قد قال ايضًا انه وفي بدايه تلك الحادثه، كان من الممكن ان يجهز علي جميع الرهائن الا انه دفع مع مرور الوقت لتغيير رايه.

وكتب لانغ مضيفًا: "كان اولسون يتحدث بشده عن ان ذلك يعد خطا الرهائن، حيث قال: "لقد كانوا يقومون بكل شيء اطلبه منهم، ولولا ذلك، لما ال الحال لما انا عليه الان، لماذا لم يقم احد منهم بمهاجمتي؟ لقد جعلوا من الصعب علي ان اقتلهم؟ لقد كانوا يجبروننا علي التعايش معهم يومًا بعد يوم، ولم يكن امامنا مفر من التعرف علي بعضنا البعض."

وطبقًا لمقاله نشرت عام 2007 في نشره "لو انفورسمنت" او "تطبيق القانون" التي تصدر عن مكتب التحقيقات الفيدرالي، تاتي هذه النظريه بمثابه المفتاح الرئيسي في متلازمه ستوكهولم، والذي يمكن للمفاوضين في مثل تلك الازمات ان يعملوا علي اذكاء تلك المشاعر الايجابيه عند الخاطفين، وهو ما من شانه ان يزيد من فرص نجاه الرهائن.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل