المحتوى الرئيسى

معنى أن تكون إنساناً..

08/22 18:38

مترجم عن'What does it mean to be human?'للكاتبDavid Wilkinson

علي اثر اكتشاف ( الهوبيت – human Hobbit ) علي جزيره ( فلوريس – Flores ) ، قام عالم الانثروبولوجيا (ديزموند موريس- Desmond Morris) بتحدي المتدينين قائلا انه يجب عليهم اعاده النظر في اصولهم الدينيّه مرهً اخري، وقد اثار اقتراحُه هذا ضجّه في الاوساطِ الي حدٍّ بعيد.

” ان وجودَ (الانسان االقزم – Mini-Man ) بدوره يدمّر فكرهَ الدينِ تماما ” ، هكذا ادّعي (ديزموند موريس- Desmond Morris).

بالتاكيد .. ان (ريتشارد دوكنز – Richard Dawkins ) عالم الاحياء التطوريّ لا زال في حيرهٍ من امرِه عن كيفيه نجاهِ الدين من ( داروين – Darwin ) ؟

وعلي الرغم من هذا الازدهار العلميّ، والتنكّر الملحوظ لكثيرٍ من الكنائس التقليديّه في اوروبا الغربيّه الا انّ الدين ما زال ينتشر علي مستوي العالم في هيئات واشكال جديده.

انه لا ينبغي ان نندهش كثيرا؛ لان العلمَ الحديثَ بعيدٌ كل البعد عن الاجابه علي كلِّ سؤالٍ مطروح .. حتي تلك الاسئله العُظْمي التي تتعلقُ مباشرهً بالوجودِ الانسانيّ.

وهكذا هو الحال مع اكتشاف ال (LB1) ، الانواع الجديده من الـ (هومو فلورسينسيز – Homo floresiensis) ، والتي بلغ عمرها 18,000 سنه.

ان هذا الاكتشاف المسمّي بالـ (هوبيت – Hobbit) اثارني شخصيّا علي الجانب اللاهوتيّ والعلميّ؛ لانّه يطرحُ سؤالا عنيفا يتعلق بالكينونه الانسانيه !

ينشغل الناسُ دائما علي وجه الخصوص بهذا السؤال : ما الذي يجعل الانسانَ مختلفا ؟

ولقد اصبح الـ (LB1) جزءا من هذا السؤال الملحّ جنبا الي جنبٍ مع التطورات العلميّه الاخري مثل : (الاستنساخ البشري – Human cloning) ، والتطور في مجال (الذكاء الاصطناعي – Artificial intelligence).

وان ما يعنيه ان تكونَ انساناً قد شاهدناه في السيّد (داتا – Data) في (ستار تريك – Star Trek ) ، و (الذكاء الاصطناعي – Artificial intelligence) للمخرج (ستانلي كوبريك – Stanley Kubrick) .

ولقد حاول البعضُ ان يقسِّم الانسان الي مفاهيم فيزيائيّه، وعقليه، واخري وراثيه حسْب خصائصه.

المشكله في هذا الامر ان الـ(LB1) تتظاهر علي ان هذا التقسيم غالباً لا يكون الا مجرّد نقاطٍ خياليه لا حقائق مطلقه.

بينما يري بعض المتديّنين ان الانسانيهَ قد خُلقتْ فقط منذُ 6,000 سنه، او انّ البشر وحدهم هم من يملكون الرُّوح.

ان هذا – بكل صراحه – سذاجهٌ وجهل في توصيفِ عمقِ التفكيرِ الدينيّ بهذه الطريقه.

يري ابناء المدرسه التقليديه في الدين المسيحيّ ان كوننا بشرا يعني : قدرتنا علي التفكير العقلي، وحريه ارادتنا، وشعورنا الاخلاقي، وقدرتنا علي مواجههِ مصائرِنا.

وعلي الرغمِ من ذلك فان الرؤيهَ الصحيحهَ – والتي من الممكن مطالعتها في الاصحاحات الاولي من سفر ( التكوين – Genesis ) – هي ان الانسان يمكن تعريفه بانه ” علاقه ” ، علاقه مخصوصه بالله.

ان كونَك مخلوقٌ علي صورهِ الله يمنحُك عطيّهٌ هي علاقهُ مودّه مع الله، ونوع من المسؤوليه تُجاه هذا العالم الطبيعي.

نعم .. ان للبشر هذا المفهومِ الخاصّ بهم، انّ لهم علاقهٌ شخصيهٌ بالله.

هذه العلاقه افسحت الطريق لعلماء الفلكِ مُذْ وقتٍ مبكّر – مثل (كريستيان هيغنز -Christiaan Huygens) – ان يتاملوا في الكون من حولهم من غيرِ ان تصيبَهم الكوابيسُ بسبب اعتقادهم المسيحيّ.

والحقيقهُ انه بالرغم من احتمال ان يكونَ اللهُ قد خلقَ الكثيرَ من الكائنات الاخري، فان هذا لا يحطُّ من تلك العلاقهِ التي مُنحتْ للجنسِ البشريِّ خصيصا.

بل اضِف الي ما ذكِر .. فان الكثير من علماء التاريخِ قد بيّنوا ان النظرهَ المسيحيّه للكونِ تشجعُ علي ازدهارالعلمِ التجريبيّ؛ فالكون – حسْب النظرهِ المسيحيّهِ – ينبغي ان يُراقَبَ حتي ندركَ دورَ الصِّناعهِ الالهيّهِ فيه.

وان التنوع وعدم القدره علي معرفه الكون يعدّ انعكاسا لله الذي اضفي علي هذا الكون تلك الاحتماليّه المفرَطه.

وان تكليفَنا بحمْلِ المسؤوليهِ الزمتْنا بضرورهِ توجيه العنايه والرحمه لهذا العالم كله .. للبيئه والمملكه الحيوانيّه.

وانا .. كرجل مسيحيٍّ اري وكثير من اتباع الديانات الاخري ان الـ (LB1) لا تمثّل تهديدا حقيقيا للدين.

وبالطبع انا مفتونٌ بالكثير مما يمكنُ ان يُكتشفَ عن تنوِّع هذا العالم الطبيعي.

ولو بقيت الـ (هومو فلورسينسيز – Homo floresiensis) موجوده حتي يومنا هذا؛ فانه من الواجب علينا ان نعاملهم بوقارٍ وعنايه بغضّ النظر عما اذا اعتبرهم علماء الانثروبرولوجيا بشرا ام لا !

وما زلتُ اري ان الانسان اختُصّ بعطيّه خاصّه وهي علاقته مع الله والتي تتاكَّدُ ان نظرنا الي الحياه، والموت، وقيامه المسيح.

لكلِّ ما ذُكر فان الـ ( الهوبيتس – Hobbits ) لم يمثلوا مشكله جادّه لعقيده (ج. ر. ر. تولكين – J. R. R. Tolkien ) المسيحيّه الارثوذوكسيه !

( ديفيد ويلكرسون – David Wilkinson ) باحث ومحاضرٌ ( ويلسيّ – Wesley ) في اللاهوت والعلم الحديث بجامعه ( دُرم – Durham ).

مختارات لبعض التعليقات التي تلقيناها بخصوص هذا الموضوع :

- ان الكثير من المسيحيين يؤمنون بـ ( التطوّر – Evolution ) علي انه اداهُ الله في الخلق.

وهناك العديد من الثغرات في نظريّهِ ( النشوء والارتقاء – Evolutionary ) لا يمكن رتْقُها الا بتدخِّل خارجيٍّ بسيط.

ولا يملك التطوريّون اجابات لهذه الثغرات، وسيكونون في منتهي السعاده ان تم التعتيمُ علي هذا الامر.

الي الان لم يتمّ البرهنه علي كل من ( النشوء والارتقاء – Evolutionary ( ، و ( الخلقيّه – creationism ) ؛ فكلاهما ما زالا في طور ( النظريه – Theory ).

( دون باث – ( Don Portishead ، المملكه المتحده  - في كل مره يخرج علينا العلم الحديث لاجبارنا علي الاذعان لبراهين تتعارض مع الدين؛ ثم يقوم المؤمنون بالتوفيق بينها وبين اعتقاداتهم.

ان الله بالنسبه الينا هو المعرفه. فمن اول اكتشاف الـ ( الحمض النووي – DNA ) مرورا باكتشاف كواكب اخري خارج مجموعتنا الشمسيه لا يزال المتعصبون يتمسّكون ببنادقِهم.

( بن كولين – Ben Cullen ) ، برمنغهام ، المملكه المتّحده

- تعد اكتشافات مثل الـ ( هوبيتس – Hobbits ) ، ونظريات كالـ ( الانفجار العظيم – Big Bang ) من الطرق الرائعه التي من خلالها يمكن تاييد الدين؛ فان ديني يخبرُني انه قد خُلِقتْ سلالات غير بشريهٍ قبل خلقِ البشر؛ لذلك فان اكتشافَ هذه السلالات القديمه ليس الا تاكيدا لما كنتُ اعرفه مُسبّقا.

نفس الامر ينطبق علي نظريه ( الانفجار العظيم – Big Bang ) ، والتي تم توثيقها مذ مده طويله قبل ان يحصرَ العلمُ الحديثُ نفسَه فيها.

محمد خان ، لندن ، المملكه المتحده

- بُنيت المسيحيّه علي تعاليم يسوع المسيح لا علي تلك الكتابات القديمه الموجوده في العهد القديم.

ان الدين والعلم ليسا في منافسه.

ولا شك يدركُ العلماء ذلك الجانب الرُّوحيّ المتاصّل فينا ، والذي لا يحتاج الي تفسير واف، ولا يستطيع هؤلاء العلماء ان يسْبروا كُنهه.

( كولين وارويك – Collin Warwick ) ، المملكه المتحده

- تجاهلَتْ هذه المقاله المطلوب، وفشلت فشلا ذريعا في الاجابه عن سؤال (ديزموند موريس- Desmond Morris).

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل