المحتوى الرئيسى

قوات حفتر تستعيد مواقعها في بنغازي والسفيرة الأميركية تطالب بدور للميليشيات المسلحة

08/22 02:03

للمره الثانيه خلال اقل من اسبوع واحد، شنت طائرات مجهوله الهويه غارات جويه فوق عده مواقع عسكريه تابعه لميلشيات مصراته وحلفائها حول منطقه مطار العاصمه الليبيه طرابلس، واحرزت قوات الجيش الوطني بقياده اللواء خليفة حفتر تقدما ملحوظا ضد المتطرفين في مدينه بنغازي بشرق البلاد، بينما سعت ديبورا جونزا السفيره الاميركيه لدي طرابلس الي اضفاء شرعيه علي الميلشيات المسلحه عبر المطالبه، بوضع سلاحها تحت سلطه الدوله واعطائها دورا ايجابيا في البلاد.

وقال مسؤول امني في طرابلس لـ«الشرق الأوسط» ان مواقع تابعه للميلشيات التي تحارب ضمن ما يسمي بعمليتي «فجر ليبيا» و«قسوره» التابعتين لمصراته وحلفائها، قد تعرضت لقصف عنيف في وقت مبكر من صباح امس.

واضاف المسؤول الذي طلب عدم تعريفه، : «هناك قصف، لكن لا تاكيد علي وقوع غارات بالطائرات، منطقه القصف تمتد من حول مطار طرابلس الدولي الي السواني وبوابه الجبس».

وتحدث نفس المسؤول عن تقدم مفاجئ احرزته ميلشيات مصراته وحلفائها في مواجهه ميلشيات الزنتان وجيش القبائل المتحالف معها، فيما زعمت الصفحه الرسميه لغرفه عمليات ثوار ليبيا استسلام 23 من القناصه الذين كانوا يتمركزون بحي الاكواخ، مشيره الي ان قوات فجر ليبيا ما زالت تتقدم بعد تحرير حي الاكواخ وسط انهيار كامل ومفاجئ مما وصفتها بـ«عصابات القعقاع»، في اشاره الي كتيبه القعقاع التي تنتمي الي الزنتان وتتولي مع كتيبه الصواعق حمايه مطار طرابلس الدولي.

لكن مصادر مقربه من القوات التي تنتمي الي الزنتان وتدافع عن المطار، نفت لـ«الشرق الاوسط» صحه هذه المعلومات، وقالت في المقابل ان ميلشيات مصراته وحلفاءها تتعرض لخسائر فادحه في العتاد والمقاتلين لكنها تمتنع عن الافصاح عنها. وطبقا لروايات سكان وصحافيين لـ«الشرق الاوسط» فقد شهدت مناطق جنوب وغرب طرابلس عده اشتباكات عنيفه كان اكثرها دمويه في منطقه حي الاكواخ، ولفتوا الي ان منطقه الاشتباكات لا تخضع لسيطره اي من الاطراف التي تخوض منذ الثالث عشر من الشهر الماضي معارك مفتوحه للسيطره علي منطقه مطار طرابلس.

وقال صحافي بالمدينه لـ«الشرق الاوسط»: «ميلشيات مصراته تزعم انها سيطرت هذا غير صحيح، نعم هناك فيه تقهقر من الزنتان ولكن المنطقه نقطه تماس النيران الان لا سيطره لاحد فيها او عليها».

وفي تاكيد علي اخفاقها في مساعيها للتوصل الي هدنه لوقف اطلاق النار بين الميلشيات المتحاربه في طرابلس، اكتفت بعثه الامم المتحده للدعم في ليبيا باصدار بيان ادانت فيه استمرار المعارك في طرابلس وبنغازي، لا سيما قصف الاحياء السكنيه عشوائيا والمرافق العامه واستخدام الطيران في العمليات العسكريه.

وجددت البعثه في البيان الذي تلقت «الشرق الاوسط» نسخه منه، تحذيرها من مغبه الاقتتال ونتائجه الكارثيه علي جميع الصعد، في الوقت الذي تحتاج فيه ليبيا الي التوافق من اجل بناء دوله المؤسسات والقانون ومعالجه المشكلات التي تهدد استقرارها ووحدتها الوطنيه وسلامه مواطنيها. كما اعلنت انها ستواصل مع ذلك جهودها الراميه الي مساعده الاطراف علي التوصل الي وقف لاطلاق النار تمهيدا لاستئناف العمليه السياسيه في اقرب فرصه ممكنه، مؤكده علي مسؤوليه المؤسسات الشرعيه في استكمال المرحله الانتقاليه بروحيه الوفاق الوطني.

وفي مدينه بنغازي بشرق البلاد، حققت قوات الجيش الوطني الليبي بقياده اللواء خليفه حفتر سلسله انتصارات عسكريه ضد الجماعات المتطرفه في المدينه، حيث تمكنت خلال الساعات الماضيه من استعاده اربعه معسكرات كانت تخص القوات الخاصة (الصاعقه) التابعه للجيش الليبي.

من جهته، عاد الشيخ الصادق الغرياني مفتي ليبيا الي المشهد السياسي مجددا، بعدما نشر مقالا عبر موقعه الالكتروني الرسمي اشاد فيه بالجماعات المتطرفه، وقال احيي ثوارَ فجر ليبيا الشجعانَ، وثوار شوري بنغازي الابطال، واترحمُ علي شهدائِهم، وعلي كلِ شهداءِ ليبيا.

وعد المفتي ان «القتالُ الجاري بين القعقاع والصواعقِ وقواتِ حفترَ مِن جهه، وبينَ ثوارِ فجر ليبيا ومجلس شوري ثوارِ بنغازي من جهه اخري؛ ليسَ صراعا علي السلطه، ولا هو تناحرٌ، كما تسميه الحكومه، او كما يصورُه اعلامُ الفتنه المضلِل والمموّل».

واضاف: «وانّما هو قتالٌ بين الثوارِ وبين اعداءِ الثوره مِن الانقلابيين في بنغازي، وبقايا النظام السابق من كتائب القذافي في (32) معزز وامحمد، والمتحالفين معهم من الصواعق والقعقاع، وَالصاعقه، ومَن استاجروهم من المرتزقه مِن خارج ليبيا لقتالِ الليبيين».

وعد ان القتال الدائر يستهدف «تحريرِ مُمتلكاتِ الدوله ومقرّاتها الشاسعه الواسعه، التي استلبَتها الصواعقُ والقعقاعُ مِن الدوله، وعلي راسِها مقرُ الداخليه ورئاسه الاركانِ للجيشِ الليبي ومعسكراته الكثيره، بالسطوِ المسلّح، التي حولوا الكثير منها الي ممتلكات خاصه تساوي الملايين».

ودعا المحللينَ السياسيين والاعلاميين، الي «ان يتبصروا حقيقه ما يجري، وان يُسمّوا الامورَ باسمائِها الصحيحه، وينصفوا من يقدمون ارواحهم رخيصه من اجل الحق، فلا يظلموهم بتسويتهم مع اهل الباطل».

وتابع: «اهيب بكلّ منصفٍ مِن الاعلاميين والساسَه، ان يكفَ عن استعمال هذا المفهومِ الخاطِئِ للحياد... وان يكُفُوا في القتال الدائر في ليبيا عنِ استعمالِ عبارات التنصل من اتخاذ موقف، مثل عباره: (مَا يُعْرفُ بفجرِ ليبيا)، و(ما يعرف بمجلس شوري ثوار بنغازي) عندَ وصفِهم للاحداثِ؛ لانّ هذا يعنِي انك ايُها المتحدثُ تُسوِي بينَ كتائب القذافي ومَن يقاتِلون معهم، وبينَ الثوار الذين يقاتلونَهم، فهل فعلا هما سواء».

الي ذلك، اعلن مسؤولون في قطاع الطيران المدني ان مطاري القاهره وتونس الغيا معظم الرحلات المتجهه الي ليبيا والقادمه منها بعد ايام من اعلان الحكومه في طرابلس ان طائرات حربيه مجهوله الهويه هاجمت مواقع لجماعات مسلحه في العاصمه.

ولم يفصح متحدث باسم ديوان الطيران المدني بتونس عن سبب اتخاذ هذه الاجراءات في حين قالت وكاله الانباء الليبيه الرسميه ومسؤولون مصريون ان سلطات مطار القاهره الغت الرحلات لدواع امنيه. وقال مسؤول في مجال الطيران المدني الليبي ان الرحلات لا تزال مستمره من تونس الي مدينه الابرق في شرق ليبيا بالاضافه الي الرحلات من مدينه الاسكندريه المصريه المطله علي البحر الابيض المتوسط الي ليبيا. وقال مسؤول تونسي في قطاع النقل ان الرحلات الي مدينه طبرق الشرقيه مستمره ايضا.

وكانت الرحلات من تونس ومصر الي ليبيا تعمل بشكل يومي تقريبا حتي يوم الخميس.

وكان حفتر قد اعلن ان قواته مسؤوله عن الضربات الجويه التي استهدفت يوم الاثنين فصائل اسلاميه كانت تحاول طرد منافسيها من العاصمه الليبيه في اسوا معارك تشهدها طرابلس منذ الاطاحه بنظام العقيد الراحل معمر القذافي عام 2011.

غير ان بعض المحللين شككوا في مدي قدره طائرات قديمه الطراز من القوات الجويه الليبيه - التي لحقت بها اضرار بالغه اثناء انتفاضه 2011 ضد القذافي - علي القيام بهجوم ليلي وقطع مسافه الف كيلومتر من الشرق.

واستخدم حفتر طائرات في بنغازي لشن هجمات علي كتائب اسلاميه ولكن بنجاح متفاوت. وقال سكان محليون ان احداها ضربت ذات مره موقع جامعه بدلا من معسكر لميليشيا. وتكهنت قنوات تلفزيونيه ليبيه بان تكون دول مجاوره او اطراف اخري وراء الضربات الجويه الليليه.

ونفي مسؤولون من الولايات المتحده وحلف شمال الاطلنطي (الناتو) ومصر اي تدخل.

في غضون ذلك، دخلت السفيره الاميركيه في ليبيا، ديبورا جونزا علي خط الازمه وطالبت بوقف فوري لاطلاق النار، لكنها طالبت في المقابل بوضع سلاح التشكيلات المسلحه تحت سلطه الدوله واعطائها دورا ايجابيا في البلاد.

وشككت جونز في تصريحات منسوبه لها امس في قدره القوات المواليه للواء حفتر، الذي تبني الضربات الجويه الاخيره علي مواقع تابعه لدرع الوسطي، واشارت الي ان الولايات المتحده تعرف قدرات الجيش وتعرف انه ليس وراء هذه الضربات، دون ان تفصح عن الجهه التي تقف وراءها.

وقالت جونز في وقت سابق ان بلادها تدعم مجلس النواب والهيئه التاسيسيه لصياغه مشروع الدستور، رافضه وصف ليبيا بالدوله الفاشله، عاده ان بناء الدوله هو امر اساسي.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل