"مارينا سيلفا".. من جمع المطاط لرئاسة البرازيل

خلافاً لجميع اقرانها بدات "مارينا سيلفا" حياه شاقه في سن الحاديه عشره في غابات الأمازون وسط اسره كبيره مكونه من احد عشره من الاخوة والاخوات، حيث اودت الامراض التي كانت شائعه في منطقه الامازون بحياه والدتها واثنين من اخواتها لتبدا معها رحله المشقه والعناء لتنتهي بها كمرشحه لرئاسه البرازيل.

في سن الحاديه عشره كانت الفتاه ذات البشره السمراء تستعد لبدء رحلتها اليوميه في الخامسه فجراً للسير مع والدها مسافه تسعه اميال وسط الغابات لجمع المطاط من الاشجار التي تنمو في حوض نهر الامازون، لتعود لمنزلها بعد 12 ساعه بما يكفي قوت يوم اسرتها الكبيره بعد ان علمها والدها مبادئ الرياضيات ليجنبها السرقه او خداع مشتري المطاط.

وهبت "مارينا سيلفا" حياتها لحمايه الغابات ايماناً منها بانها ينبوع الحياه والرئه التي يتنفس من خلالها كوكب الارض الي ان اصبحت ايقونه في مجال حمايه البيئه والدفاع عنها.

لم تستسلم "سيلفا" للجهل ولم تدع مرضها بـ"التهابات الكبد" و"الملاريا" الذي التهم ثلاثه من افراد عائلتها يقهرها، لذلك تركت المنزل في سن السادسه عشره متوجههً لمدينه ريو برانكو سعياً وطلباً في الرعايه الصحيه والتعليم وهناك التحقت ببرنامج لتعليم الكِبار القراءه والكتابه وعملت في تلك الاثناء كخادمه، وكانت تعود لمنزل والدها في الاجازات لمساعدته في جمع المطاط.

لم تكن مسيره "سيلفا" الجامعيه التي انتهت منها وهي في سن السادسه والعشرين بالسهل او اليسير وعلي الرغم من ظروفها القاسيه فقد تخرجت في جامعه برازيليا بدرجه علميه في التاريخ واصبحت بعدها مُعلمه ثم ناشطه سياسيه انضمت للحركه التي تزعمها صديقها "شيكو مينديز" للتحذير من مخاطر حرق وإزالة الغابات ونزوح مجتمعات الامازون التقليديه عام 1984، وهي الحركه التي كان يتخللها تظاهرات سلميه كانت طريقها لعالم السياسه.

اليوم وهي في سن الخامسه والستين، تجد "مارينا سيلفا" نفسها فجاه امام اختيار واحد وهو الترشح لخوض انتخابات الرئاسه البرازيليه ضد الرئيسه الحاليه "ديلما روسيف" بعد ان رشحها الحزب الاشتراكي خلفا لمرشح الحزب ادواردو كامبوس الذي قتل في حادث تحطم طائره الاسبوع الماضي.

تحولت "مارينا سيلفا" من طفله تجمع المطاط من غابات الامازون الي فتاه قويه بالغه تحمي المطاط وهي في مكتبها كعضوه في مجلس الشيوخ البرازيلي بعد انتخابها لتكون اول جامع مطاط يُنتخب علي الاطلاق لمجلس الشيوخ الاتحادي في البرازيل.

شهدت الحياه السياسيه لـ"مارينا سيلفا" العديد من التغيرات بدايه من انضمامها لحزب العمال في 2009 ثم حزب الخضر ثم المُستقلين انتهاءاً بالحزب الاشتراكي في 2013.

اُختيرت "سيلفا" عام 2002 من قِبل رئيس رئيس البرازيل السابق لولا دا سيلفا لشغل وزاره البيئه لتضع بذلك خطه وطنيه لمكافحه ازاله الغابات لتسكمل مسيرتها في اثبات خطا جميع المُشككين.