المحتوى الرئيسى

اليمن ما بين مطرقة الحوثيين وسندان القاعدة

08/21 15:58

علي الرغم من خروج العديد من المدن والمناطق اليمنيه من سيطره الدوله منذ عام 2011، وتدهور القبضه الامنيه بشكل غير مسبوق، الا ان السلطات اليمنيه ستجد نفسها هذا الاسبوع تصارع علي جبهتين مختلفتين تتواجد فيها اكبر جماعات العنف في البلاد، تنظيم القاعدة في الجنوب، والحوثيون في الشمال.

فبعد ان شن تنظيم القاعده في اليمن، الايام الماضيه، اشرس عملياته بحق جنود ومنشات عسكريه في محافظة حضرموت، شرقي البلاد، اقتربت جماعة الحوثي الشيعيه، اكثر من قلب الدوله في العاصمة صنعاء، ونصب انصارها مخيمات مسلحه علي جميع مداخلها، تاهبا لدخولها الجمعه القادمه تحت مبرر "اسقاط الحكومه".

ويتواجد وزير الدفاع اليمني اللواء "محمد ناصر احمد" حاليا في محافظه حضرموت لقياده العمليات العسكرية ضد عناصر تنظيم "القاعده" التي بات عناصرها ينتشرون في غالبيه مدن المحافظه، لكن مهمته القادمه، بحسب محللين، ستكون الحفاظ علي العاصمه صنعاء، وحفظ ما تبقي من ماء وجه الدوله،  بعد حرف جماعه الحوثي لبوصله الحرب ضد الارهاب.

ودعا زعيم جماعه الحوثي، في خطاب متلفز، انصاره للتظاهر لاسقاط الحكومة اليمنية والزحف نحو العاصمه صنعاء اذا لم يتم اقاله الحكومه والتراجع عن قرار اسعار الوقود بحلول الجمعه القادمه.

وهدّد "عبدالملك الحوثي" السلطات اليمنيه  بـ"خطوات مزعجه"، لم يفصح عن ماهيتها، اذا لم تنفذ الدوله مطالب انصاره الذين يعسكرون بالسلاح علي تخوم العاصمه صنعاء، في وقت هدد القيادي في القاعده " جلال بلعيدي " بنسف مدينه شبام في حضرموت، وطالب مدير مديريه " القطن" بمغادره المدينه فورا.

واستاسدت جماعات العنف بشكل كبير منذ العام 2011 حيث استغلت غياب اجهزه الدوله وبسطت نفوذها علي اكثر من مدينه يمنيه، كما قامت بتسليح انفسها وادخال عدد من شحنات الاسلحه الي الاراضي اليمنيه، كما حدث مع السفينه "جيهان 1" التي ضبطتها السلطات اليمنيه وكانت تحمل اسلحه لجماعه الحوثي، واتهمت ايران بالوقوف ورائها وهو ما نفته الاخيره.

ونظرا لضعف فاعليه الجيش اليمني، الذي خضع قبل عامين لهيكله تعيد توحيده علي اسس وطنيه بعد الانشقاقات التي احدثتها ثوره 11 فبرايرالتي اطاحت بحكم الرئيس "علي عبدالله صالح" في العام 2011، يري مراقبون ان السلطات اليمنيه لن يكون بمقدورها مقارعه اخطر جماعتي عنف في البلاد في وقت واحد.

ويري الكاتب والمحلل السياسي "ايمن نبيل" انه ليس من الضروري ان تجابه الدوله الحركات المسلحه في وقت واحد وان هناك "ترتيب للاولويات" عند كل سلطه تعرف معني اداره شؤون مجتمع ودوله.

وقال نبيل لوكاله الاناضول: "في حال استمرت في سياستها الحاليه، فان مصير البلد سيكون شبيه الي حد ما بالاقطاعيات: كل طرف يعرف حدود (السلاح) ويقتطع من الجغرافيا - بالمعني العملي وليس الرسمي بالضروره - حصته، خصوصا مع اذكاء السلطه بسياساتها اللاوطنيه للنزعات المناطقيه المذهبيه".

وفي مؤشر علي الهشاشه الحاصله، بدات السلطات اليمنيه بالبحث عن حلول اخري تمكنها من مواجهه خطر القاعده في الجنوب، ومجابهه التمدد الحوثي في الشمال، ففي حضرموت، اعلن اجتماع امني تراسه وزير الدفاع عن فتح باب التجنيد للراغبين بالالتحاق بالجيش ومحاربه القاعده، في حين بدا الرئيس اليمني "عبدربه منصور هادي" يستنجد برجال القبائل المحيطه بالعاصمه صنعاء، ويعقد معهم اجتماعات متواليه لتشكيل ما يشبه "الطوق الامني القبلي" الذي سيحمي العاصمه من السقوط في ايدي جماعه الحوثي صاحبه الخبره في اسقاط المدن.

وقال الكاتب والناشط السياسي عوض كشميم، لوكاله الاناضول ان "تجنيد الشباب للمشاركه في الحرب ضد القاعده خطوه فاشله، وستواجه اقبالا ضعيفا، وان كان هناك اقبال سيكون لابناء المناطق الفقيره مثل تريم وحجر وسيئون".

وكشف كشميم، وهو من ابناء محافظه حضرموت، ان القاعده لن تقوم بمواجهه الجيش في مدن وادي حضرموت، بل ستعتمد علي عنصر المباغته واستهداف النقاط الامنيه في اوقات مختلفه كالفجر او منتصف الليل .

وتمددت جماعه الحوثي، التي كانت تخوض مطلع العام الجاري معارك مع جماعات سلفيه في معقلها الرئيس بمحافظة صعدة شمال البلاد الي محافظه عمران القريبه من العاصمه، والتي اسقطتها في اقل من خمسه اشهر بعد معارك مع رجال قبائل وقوات من اللواء 310 انتهت بقتلهم لقائده.

ويقول محللون ان جماعه الحوثي تبحث دائما عن ذرائع توسعيه من اجل الاطاحه بالمحافظات والاستيلاء عليها، وانها تتخذ من "تغيير الحكومه" ذريعه لدخول العاصمه، مثلما كان تغيير محافظ محافظه عمران سببا رئيسيا لدخولها محافظه عمران واسقاطها في ايديها.

وقال الصحفي، جمال حسن ان "الحوثي ليس من مصلحته نقل المعركه الي صنعاء، وليس من مصلحته تفجير الوضع، لكنه سيفعل، فانه يحشد حول العاصمه مقاتلين، ليس لاجل اليمنيين، هو يعمل ضمن حرب اقليميه".

واضاف ان "ايران تجرعت في العراق مراره التنازل عن رجلهم نوري المالكي، تجرعوا قبول تسويه هناك. هم يعتقدون ان للسعوديه دور في ما حدث لاجبارها علي خلع المالكي، واليوم سيحاولون الثار هنا في صنعاء".

ومنذ التحاق الحوثيين بمؤتمر الحوار الوطني الذي جمع اليمنيين لقرابه العام (مارس 2013 - يناير 2014 ) تتحاشي السلطه مواجهه جماعه الحوثي بشكل مباشر، حتي لا تكرر اخطاء النظام السابق الذي شن عليهم سته حروب في معقلهم بصعده، لكن محاصرتهم للعاصمه صنعاء بمجاميع مسلحه، تمهيدا لدخولها الجمعه القادمه، يبدو انه سيغير من اللهجه الرسميه تجاههم.

وتوعد الرئيس اليمني في اجتماع استثنائي عقده مع مساعديه الثلاثاء بـ"اجراءات حازمه وقانونيه" تجاه من يعبث بالامن والاستقرار في البلاد، ودعا الي الادانه الواضحه والصريحه لتصرفات الحوثيين، واعتبرها "غير مقبوله لا وطنياً ولا سياسياً وعلي الجميع الاستشعار بالمسئوليه الوطنيه تجاه هذا الطيشان غير المسؤول".

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل