المحتوى الرئيسى

شعراء وكتاب مصريون ينعون رحيل سميح القاسم

08/21 00:46

نعت الاوساط الادبيه العربيه امس الشاعر الفلسطيني الكبير سميح القاسم الذي توفي عن عمر يناهز (75 سنه) بعد صراع طويل مع مرض السرطان في مستشفي في مدينه صفد.

ويعد القاسم من ابرز الشعراء الفلسطينيين الذين ارتبطت اعمالهم، مثل محمود درويش وتوفيق زياد ومعين بسيسو وغيرهم، بالقضيه الوطنيه.

جال القاسم خلال حياته الكثير من العواصم العربيه واقام علاقات صداقه مع العشرات من الشعراء العرب. وكان قد شغل القاسم منصب رئيس اتحاد الكتاب العرب والاتحاد العام للكتاب العرب الفلسطينيين في فلسطين منذ تاسيسهما. وراس تحرير الفصليه الثقافيه «اضاءات»، كما اسس صحيفه «كل العرب» في الناصره.

صدر له اكثر من 80 كتابا في الشعر والقصه والمسرح والمقاله والترجمه، وصدرت اعماله في 7 مجلدات عن دور نشر عده في القدس وبيروت والقاهره. وترجمت الكثير من اعماله وقصائده الي الكثير من اللغات.

كتب اثناء مرضه سيرته الذاتيه تحت عنوان «انها مجرد منفضه»، كما اصدر ديوانا قبل 5 اشهر بعنوان «كولاج». ويخاطب الشاعر نفسه في نهايه سيرته قائلا: «ها هو رمادك يتساقط في منفضه العالم، منفضه الحياه الدنيا.. ها هو رمادك يتهاوي في منفضتك. والا فماذا ظننتَ يا اخي وصديقي؟ ماذا ظننتَ دنياك ايها الانسان الذي اراد ان يكون شاعرا وايها الشاعر الذي اراد ان يكون انسانا؟ ماذا ظننت؟ هل فاتك ان دنياك ليست سوي منفضه، بلي انها منفضه انها مجرد منفضه».

كتب قبل ان يموت محاورا الموت: «انا لا احبك يا موت - لكنني لا اخافك - اعلم اني تضيق عليّ ضفافك - واعلم ان سريرك جسمي - وروحي لحافك - انا لا احبك يا موت - لكنني لا اخافك».

ولد القاسم، وهو متزوج واب لـ4 اولاد هم (وطن ووضاح وعمر وياسر)، في مدينه الزرقاء الاردنيه في 11 من مايو (ايار) عام 1939 لعائله عربية فلسطينية من قريه الرامه، وتعلم في مدارس الرامه والناصره، وانضم مبكرا الي «الحزب الشيوعي» قبل ان يترك الحزب ليتفرغ لعمله الادبي.

في مصر، استقبل الشعراء والكتاب المصريون نبا رحيل الشاعر الفلسطيني سميح القاسم بالصدمه والاسي البالغ، فمعظمهم يعرفونه وكان صديقا لهم، وعايشوه عن قرب، ولهم معه ذكريات لا تنسي، سواء في امسيات بالقاهره وغيرها من مدن مصر التي طالما عشقها سميح وعدها بمثابه وطنه الكبير.

وبنبره اسي قال الشاعر احمد عبد المعطي حجازي: «اشعر بالحزن لرحيل الشاعر الفلسطيني سميح القاسم، لان المقاومة الفلسطينية بعد ان خسرت محمود درويش خسرت سميح ولكن كلماتهما باقيه معنا تذكرنا بهما دائما».

اضاف حجازي: سميح القاسم سيظل وجها مشرقا في فضاء الشعر الفلسطيني والمقاومه بشكل خاص والشعر العربي بشكل عام. ولفت حجازي الي الدور الذي قام به القاسم في حركه المقاومه وشعر المقاومه الي جانب محمود درويش وهارون هاشم وغيرهما، مؤكدا ان هذا الدور انشا للمقاومه وجودا معنويا حيا الي جانب الوجود المادي الذي انشاه المقاومون بالسلاح. كما لعب سميح القاسم دورا مهما في التعبير عن وحده الشعب الفلسطيني، والتحذير من شرور التقسيم والطائفيه التي اصبحت تهدد الكثير من بلداننا العربيه. واكد حجازي ان سميح القاسم جعل الانتماء الانساني، الاكثر رحابه وتجسيدا لطموحات واشواق الانسان.

ونعي اتحاد كتاب مصر رحيل سميح القاسم، وقال رئيسه الكاتب محمد سلماوي: «لقد جمعتني به علاقه ممتده عبر السنين، ووجدت فيه رمزا للشعر العربي الحديث ورمزا للقضيه الفلسطينيه في الوقت نفسه». واكد سلماوي ان سميح القاسم كان محبا لمصر، ويؤمن بان القضية الفلسطينية لن تنتصر الا بمصر، وقد نزل ضيفا اكثر من مره علي اتحاد كتاب مصر.

وتابع سلماوي قائلا: «اتذكر يوم ان قررنا منحه جائزه نجيب محفوظ للكاتب العربي، فكان سميح القاسم سعيدا للغايه، وجاء الي القاهره رغم مرضه ليتسلم الجائزه»، مضيفا: «وما زالت ترن في اذني كلماته في هذه المناسبه، حيث قال في حفل تكريمه (انا اوفر حظا من نجيب محفوظ فقط فزت بجائزه تحمل اسم رجل من انبل الرجال وروائي عبقري ساهم في تشكيل وجدان جيل كامل من العرب)».

وعد الناقد الادبي الدكتور صلاح فضل، رحيل سميح القاسم، بمثابه الخساره الكبيره للشعر العربي، مؤكدا ان ابداعه سيظل دائما متالقا في سماء القضايا العربيه. وقال فضل في تصريحات صحافيه امس ان سميح احد كبار الشعراء الفلسطينيين، وتميز بتجربته الفلسطينيه منذ صداقته المبكره ورفقته الشبابيه مع رفيق عمره الشاعر محمود درويش، حتي اختلفت بهما السبل فبقي سميح داخل الارض المحتله وخرج درويش ليحمل علي كتفه مسؤوليه القضيه الفلسطينيه في المنافي العربيه.

ولفت فضل الي تنوع تجربه سميح الشعريه، مشيرا الي انها لعبت علي اوتار القصيده الغنائيه والدراميه والمسرحيه، وكان نفسه طويلا لابداعه الشعري وتميزه وحرصه علي اعلاء قيم العروبه.

ونعي حزب الكرامه المصري في بيان له رحيل سميح القاسم، مشيدا بمواقفه النضاليه من اجل الحفاظ علي وحده الصف الفلسطيني، وتحرير كامل تراب الوطن الفلسطيني من الاحتلال الاسرائيلي، وايضا مناصرته للقضايا العربيه.

وقال الحزب في بيانه: ان حزب الكرامه اذ يتقدم بخالص العزاء لاسره الشاعر الراحل واصدقائه ومحبيه في الاراضي الفلسطينية، ومصر وكافه انحاء الوطن العربي، فانه يثمن الدور النضالي للشاعر الكبير الذي يعد احد اهم الشعراء العرب والفلسطينيين المعاصرين الذين ارتبط اسمهم بشعر الثوره والمقاومه من داخل الاراضي المحتله عام 48. اضافه الي رصيده الوافر من العمل الصحافي، والعمل السياسي بين صفوف الحركات والاحزاب اليساريه. وتابع الحزب: ان الأمة العربية وهي تودع واحدا من اكبر مناضليها وشعرائها، لا شك تفقد رمزا كبيرا ظل مع رفاقه من الشعراء والكتاب والمثقفين الفلسطينيين والعرب حراسا امينين علي الثوابت الوطنيه والهويه العربيه، ودافعوا عنها حتي اخر نفس في حياتهم، دون ان يحيدوا عن الدرب او يسيروا عكس اراده الشعوب.

واستطرد البيان: سيظل سميح القاسم بنضاله وشعره، حيا في قلوب محبيه، وستظل القضيه الفلسطينيه التي دافع عنها طيله حياته، هي القضيه المركزيه للعرب.

وقال الشاعر فريد ابو سعده: حزني علي سميح القاسم، مضاعف ومر، خاصه في هذه اللحظه العصيبه التي تمر بها المقاومه الفلسطينيه والعدوان الاسرائيلي الغاشم علي غزه، وما يحدث من نوافير الدم في عدد من بلداننا العربيه الحبيبه.

وتابع ابو سعده: لقد عرفت سميح القاسم، غنينا وسهرنا معا، وانشدنا الشعر معا، في امسيات بالقاهره والاسكندريه، كان دمث الروح بسيطا ومتواضعا، يتمتع بقلب طفل، عاشقا للحياه، غيورا علي قضايا وطنه وجرحه الفلسطيني، جرحنا جمعيا، مهموما بكل ما يؤرق الانسان العربي.

واختتم ابو سعده وصوته يكاد يجهش بالبكاء: «قلبي اصبح مليانا بشواهد قبور. قلب تحول الي ماتم، فوداعا يا سميح القاسم، يا فتي الشعر المقاوم النبيل».

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل