ماذا تقولون للبلتاجى ؟

يا سبحان الله..  الاخواني محمد البلتاجي الذي ملا الدنيا بالامس صِراخًا وضجيجًا وهو يُطالب بايداع «مبارك» مستشفي السجن، وهو رهن الحبس الاحتياطي،

ولم يكن قد صدر حُكم ضده، هو ذاته الذي يصرخ اليوم من داخل قفص الحبس يُطالب باجراء جراحه «فتاق» له، ويختار مستشفي قصر العيني تحديدًا، لاجراء عمليته فيه.. ومِن المُضحِك انَّ «البلتاجي الذي اعد تقرير لجنه الصحه بمجلس الشعب حول مستشفي سجن طره وراي انه صالح لاجراء كل الجراحات، يقول لقاضي محاكمته ان ذات المستشفي لا يتوفر فيه الامكانيات التي تُؤهِلَه لاجراء هذا النوع من العمليات، حيث يُعاني من «فتق أربي».. والفتق الاربي لمن لايعرِف هو بروز نسيج ذهني في اسفل الجدار الامامي للبطن، ويتم علاجه بعملية جراحية بسيطه جدًا تجري حتي في العيادات، ولا يستلزم اجراءها في مستشفي.. فماذا كان سيفعل «البلتاجي» لو كان مصابًا بكسر في عظمه الفخذ، اومصابًا بسرطان في البنكرياس، او مصابًا بتذبذب اُذيني في القلب؟!

لم تسقط من الذاكره الصوره الفجه للتداخل السافر بين السلطات، ودعوه السلطه التشريعيه للسلطه القضائيه بايداع متهم بعينه مستشفي السجن دون غيره من مستشفات.. واقصد هُنا دعوه الدكتور سعد الكتاتني رئيس مجلس الشعب السابق و«الاخواني المحبوس» بايداع الرئيس مبارك مستشفي سجن طره، دون غيره من مستشفيات.. ففي يوم الاثنين 21 فبراير 2012 طالب مجلس الشعب الذي سيطرت عليه جماعه الاخوان بنقل «مبارك»، الي مستشفي سجن طره، بزعم مساواته بغيره من المحبوسين. وقال «الكتاتني» وقتها انه يتعين نقل مبارك لمستشفي السجن بعد ثبوت جاهزيه المستشفي لايوائه.. وقبلها وتحديدًا في يوم الاحد  5 فبراير 2012، طلب اعضاء اللجنه العامه لمجلس الشعب في اجتماع لهم امتد حتي ساعه متاخره بضروره ايداع الرئيس السابق مستشفي سجن طره، ولم تكن اللجنه الصحيه بمجلس الشعب التي كلفها «الكتاتني» قد انتهت من معاينه ومراجعه جاهزيه هذا المستشفي لاستقبال «مبارك» بحالته الصحيه والعمريه السيئه.. وكانت لجنه الشئون الصحيه برئاسه اكرم الشاعر «الاخواني الهارب»، قد اكدت في تقريرها الذي اعدته عقب قيامها بزياره مستشفي ليمان طره يوم الخميس 16 فبراير 2012، انَّ المستشفي علي قدر كبير من الجوده، ويصلُح لاستقبال جميع الحالات المرضيه العاديه والجراحيه وايضًا الحالات الحرجه، وغرفه العنايه المركزه به صالحه تماماً من كافه النواحي.

ولم يكن محمد البلتاجي «الاخواني المحبوس والذي يُحاكم اليوم في العديد مِن قضايا الارهاب» بعيدًا عن هذه الكوميديا السوداء، فتحت قبه البرلمان وقف يصرخ في جلسه الاثنين 20 فبراير 2012، ويقول انَّ «مبارك» لا يزال يتلقي معامله رئيس سابق وكانه في عزبه خاصه، وطالب بنقله الي مستشفي السجن.. وظل «مبارك» مقصد «البلتاجي» في كل كلامه تقريبًا، حتي علي حسابه علي موقع الفيس بوك، قال ان الهيئه والصحه التي يظهر عليها «مبارك» تستوجب اعادته الي سجن طره، وليس الي مستشفي اخر..