المحتوى الرئيسى

هل يقود اوباما حربا على «داعش»..أم سيجر امريكا إلى حرب جديدة؟

08/19 13:44

“جيمس فرانكلين جيفري ” و هو دبلوماسي امريكي كبير وخبير في السياسيه الامنيه، وقضايا الطاقه في الشرق الاوسط ، استهل مقاله الجديد بمجله ” فورين بوليسي ” بتساؤل حول ما اذا كان باراك اوباما يقود حرب علي الدوله الاسلاميه، ام سيجر امريكا الي حرب جديده ؟!

و المقال عباره عن تحليل لوجهه نظره و استشرافه المستقبل بوجوب شن حرب امريكيه جديده في العراق ، و انه امر لا مناص منه مستقبلا سواء اراد الرئيس ام لم يرد و سواء وافق الامريكيون او لم لم يؤيدوا هذه الحرب .

و يقول “جيمس فرانكلين جيفري ” : لا يجب ان نخطئ، و علينا ادراك ان قرار الرئيس “باراك اوباما” يوم 7 اغسطس و الذي اذن فيه باستخدام القوه في العراق هو لحظه فاصله لهذه الاداره. او، بمعني اخر .. ينبغي ان تكون لحظه فارقه .

و هذا لا يعني انها لحظه مهمه او مميزه بصفه خاصه للرئيس ، حيث انه في الواقع لم يكن لديه رغبه في الانخراط الواضح بهذه المهمه ومن الدقائق الاولي في خطابه، اكد موقفه: “كقائد عام” للقوات المسلحه، بانه لن يسمح للولايات المتحده ان تنجر الي حرب اخري في العراق.’

حسنا، اليكم الامر كما هو ، انها حرب امريكيه اخري في العراق ، ستحدث ان عاجلا او اجلا.

لقد ابطا الرئيس بالفعل زخم تقدم تنظيم الدولة الاسلامية مع الضربات الجويه التي شنها قرب اربيل، ولكن ليس من الواضح ما اذا كان هذا سيكون استجابه لمره واحده او بدايه حمله هدفها اولا : “احتواء” ، ثم ثانيا “تدمير” القوه الجهاديه.

وكلما اسرعنا في البدء في هذه الحمله، فان مشاركتنا ستكون اقل تعقيدا ، و تتوفر فرص اكبر لنا في النجاح، وستكون هزيمه قوات ” داعش” اكثر احتمالا ، و من قبل ان تتسبب في تمزيق المنطقه تماما – وتصبح تهديدا لامريكا مباشرا.

و يضيف الدبلوماسي الامريكي المخضرم قائلا : ان الرهان في هذا الصراع مع “داعش” رهان واضح. والرئيس نفسه قال في يونيو الماضي ” اذا سمُح بموطئ قدم دائم للدوله الاسلاميه في وسط الشرق الاوسط، فان المصالح الامريكيه الاساسيه ستصبح في خطر: سيتعذر حمايه المنطقه، وفي نهايه المطاف قد تواجه امريكا والغرب موجه اخري مثل احداث 11 سبتمبر الارهابيه كذلك سيصعب حمايه شحنات النفط المتدفقه من الخليج ؛ وحمايه حلفائنا واصدقائنا ستصبح مهدده علي نحو متزايد من جانب الجهادين و من بين هؤلاء الحلفاء: الحكومة العراقية وحكومه اقليم كردستان وتركيا والاردن وحلفانا في الخليج، واسرائيل

ان استراتيجيه الرئيس اوباما تقوم علي ثلاثه عناصر اساسيه هي:

1) مكافحه الارهاب، و تحديدا توسيع حملتنا ضد القاعده لتركز اكثر علي الدوله الاسلاميه

2) قدره الولايات المتحده العسكريه في توجيه ضربات “لداعش “اذا ما عبرت” الخطوط الحمراء ” و هي بالفعل قد اصبحت الان محدوده، رسميا، في نطاق الكوارث الانسانيه المحدده او تعرض افراد امريكيين للخطر، او ربما البنيه التحتيه الرئيسيه

3) الهدف الاوسع بتوفير الدعم العسكري المحدود و الاستخباراتي علي حد سواء لحكومه عراقيه اكثر شموليه التي يمكن ان تقوض خطر ” داعش” اوللمقاومه السوريه المعتدله.

ما اصوب ما فعله الرئيس اوباما حتي الان هو تطبيق العنصر الثالث. فالتحول السياسي الجاري الان في العراق هو “مرساه” و قاعده لبناء اي حمله اوسع نطاقا للقضاء علي تقدم الجهاديين الراديكاليين السريع الذي لم يكن ممكنا من دون دعم من السكان العرب السنه العراقيين الساخطين و الذين كانوا غالبا ما يتعرضون لسوء المعامله.

و اقصاء ” داعش” خارج تلك المناطق العربيه السنيه ، سيتطلب حمله لمكافحه التمرد متطوره وفعاله مثل ما قام به الجيش الامريكى في الفتره بين عام 2007 الي 2008، ولكن من دون اعداد كبيره من القوات الأمريكية علي الارض. . وترشيح “حيدر العبادي”، وهو سياسي شيعي معتدل، كرئيس مكلف لمجلس الوزراء ، واستقاله نوري المالكي، هي خطوات هامه الي الامام، وتم تسهيلها من قبل اداره اوباما.

ولكن هناك نوعان من المشاكل مع هذه الاستراتيجيه . اولا : اعطاء اوباما اراء متناقضه بشان فعاليه القوه العسكريه، و ثانيا : تاريخ اميركا مع التعذيب في العراق، وكلاهما يضعفان قوه العنصر الثاني من استراتيجيته اوباما بشان العراق و هو: توجيه ضربات عسكريه امريكيه مباشره .

كثيرا ما صرح الرئيس بانه لا يوجد هناك اي حل عسكري امريكي للوضع في العراق ، حسنا، و لكن تقدم ” داعش” في المناطق الكرديه والشيعيه العربيه في العراق ليس ظاهره سياسيه او اجتماعيه ولكنه بالطبع انجاز عسكري. . و هي استراتيجيه عسكريه كلاسيكيه لا يمكن مواجهتها بالمجاملات الدبلوماسيه.

ان النجاح المروع للدوله الاسلاميه”داعش” هو نتيجه لتكتيكات جيده، منها : تجنب الصراعات الكبري علي جميع الجبهات، حيث يعمل التنظيم الي تحييد عدو واحدا تلو الاخر ، فقد اجتاحت قواته الجيش قواعد الجيش السوري قبل بضعه اسابيع، ثم تحول الي القوات الكرديه في الشمال. وقد يكون الهدف التالي هجوم كبير لعزل بغداد. (والفوضي الناجمه عن هذه الخطوه من شانها ان تكون خطوه متعمده، تثير الميليشيات الشيعيه وايران، بهدف اشعال حريق حرب سنيه شيعيه اوسع.).

و يتقدم “جيمس فرانكلين جيفري ” في شرح وجهه نظره بقوه قائلا :

مع كل نجاح عسكري جديد، يصبح تنظيم الدوله الاسلاميه اقوي، ويكسب المزيد من الاراضي والموارد الاستراتيجيه (مخزونات الاسلحه والسدود وطاقه لتوليد الكهرباء وحقول النفط والمصافي، ونقاط الاتصال علي الطرق و هو هدف بشكل خاص)، كذلك يحصل علي المزيد من الاتباع و يزداد مقاتليه. وفي الوقت نفسه، يصبح معارضيها (اكثر ضعفا و روحهم المعنويه في الحضيض ) و هم من اوضح الرئيس اوباما بانهم مسئولون عن القتال وكسب هذه الحرب وحدهم -. وبالتالي تبرز هنا اهميه كلا من الضربات الجويه لوقف تقدم ” داعش” وتسهيل التسليح الامريكي ومن الدول الحليفه لقوات اليشمركه.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل