المحتوى الرئيسى

قصة سيدنا صالح.. وكيف انتقم الله من قومه أصحاب الحجر ؟

08/19 00:43

ارسله الله الي قوم ثمود وكانوا قوما جاحدين اتاهم الله رزقا كثيرا ولكنهم عصوا ربهم وعبدوا الاصنام وتفاخروا بينهم بقوتهم فبعث الله اليهم صالحا مبشرا ومنذرا ولكنهم كذبوه وعصوه وطالبوه بان ياتي بايه ليصدقوه فاتاهم بالناقه وامرهم الا يؤذوها ولكنهم اصروا علي كبرهم فعقروا الناقه وعاقبهم الله بالصاعقه فصعقوا جزاء لفعلتهم ونجي الله صالحا والمؤمنين

ارسال صالح عليه السلام لثمود:

جاء قوم ثمود بعد قوم عاد، وتكررت قصه العذاب بشكل مختلف مع ثمود. كانت ثمود قبيله تعبد الاصنام هي الاخري، فارسل الله سيدنا "صالحا" اليهم.. وقال صالح لقومه: (يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ اِلَـهٍ غَيْرُهُ) نفس الكلمه التي يقولها كل نبي.. لا تتبدل ولا تتغير، كما ان الحق لا يتبدل ولا يتغير.

فوجئ الكبار من قوم صالح بما يقوله.. انه يتهم الهتهم بانها بلا قيمه، وهو ينهاهم عن عبادتها ويامرهم بعباده الله وحده. واحدثت دعوته هزه كبيره في المجتمع.. وكان صالح معروفا بالحكمه والنقاء والخير. كان قومه يحترمونه قبل ان يوحي الله اليه ويرسله بالدعوه اليهم.. وقال قوم صالح له:

قَالُواْ يَا صَالِحُ قَدْ كُنتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَـذَا اَتَنْهَانَا اَن نَّعْبُدَ مَا يَعْبُدُ ابَاؤُنَا وَاِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَا اِلَيْهِ مُرِيبٍ (62) (هود)

تامل وجهه نظر الكافرين من قوم صالح. انهم يدلفون اليه من باب شخصي بحت. لقد كان لنا رجاء فيك. كنت مرجوا فينا لعلمك وعقلك وصدقك وحسن تدبيرك، ثم خاب رجاؤنا فيك.. اتنهانا ان نعبد ما يعبد اباؤنا؟! يا للكارثه.. كل شيء يا صالح الا هذا. ما كنا نتوقع منك ان تعيب الهتنا التي وجدنا ابائنا عاكفين عليها.. وهكذا يعجب القوم مما يدعوهم اليه. ويستنكرون ما هو واجب وحق، ويدهشون ان يدعوهم اخوهم صالح الي عباده الله وحده. لماذا؟ ما كان ذلك كله الا لان ابائهم كانوا يعبدون هذه الالهه.

ورغم نصاعه دعوه صالح صالح عليه السلام كامله.، فقد بدا واضحا ان قومه لن يصدقونه. كانوا يشكون في دعوته، واعتقدوا انه مسحور، وطالبوه بمعجزه تثبت انه رسول من الله اليهم. وشاءت اراده الله ان تستجيب لطلبهم. وكان قوم ثمود ينحتون من الجبال بيوتا عظيمه. كانوا يستخدمون الصخر في البناء، وكانوا اقوياء قد فتح الله عليهم رزقهم من كل شيء. جاءوا بعد قوم عاد فسكنوا الارض التي استعمروها.

قال صالح لقومه حين طالبوه بمعجزه ليصدقوه:

وَيَا قَوْمِ هَـذِهِ نَاقَهُ اللّهِ لَكُمْ ايَهً فَذَرُوهَا تَاْكُلْ فِي اَرْضِ اللّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَاْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ (64) (هود)

والايه هي المعجزه، ويقال ان الناقه كانت معجزه لان صخره بالجبل انشقت يوما وخرجت منها الناقه.. ولدت من غير الطريق المعروف للولاده. ويقال انها كانت معجزه لانها كانت تشرب المياه الموجوده في الابار في يوم فلا تقترب بقيه الحيوانات من المياه في هذا اليوم، وقيل انها كانت معجزه لانها كانت تدر لبنا يكفي لشرب الناس جميعا في هذا اليوم الذي تشرب فيه الماء فلا يبقي شيء للناس. كانت هذه الناقه معجزه، وصفها الله سبحانه وتعالي بقوله: (نَاقَهُ اللّهِ) اضافها لنفسه سبحانه بمعني انها ليست ناقه عاديه وانما هي معجزه من الله. واصدر الله امره الي صالح ان يامر قومه بعدم المساس بالناقه او ايذائها او قتلها، امرهم ان يتركوها تاكل في ارض الله، والا يمسوها بسوء، وحذرهم انهم اذا مدوا ايديهم بالاذي للناقه فسوف ياخذهم عذاب قريب.

في البدايه تعاظمت دهشه ثمود حين ولدت الناقه من صخور الجبل.. كانت ناقه مباركه. كان لبنها يكفي الاف الرجال والنساء والاطفال. كان واضحا انها ليست مجرد ناقه عاديه، وانما هي ايه من الله. وعاشت الناقه بين قوم صالح، امن منهم من امن وبقي اغلبهم علي العناد والكفر. وذلك لان الكفار عندما يطلبون من نبيهم ايه، ليس لانهم يريدون التاكد من صدقه والايمان به، وانما لتحديه واظهار عجزه امام البشر. لكن الله كان يخذلهم بتاييد انبياءه بمعجزات من عنده.

كان صالح عليه السلام يحدث قومه برفق وحب، وهو يدعوهم الي عباده الله وحده، وينبههم الي ان الله قد اخرج لهم معجزه هي الناقه، دليلا علي صدقه وبينه علي دعوته. وهو يرجو منهم ان يتركوا الناقه تاكل في ارض الله، وكل الارض ارض الله. وهو يحذرهم ان يمسوها بسوء خشيه وقوع عذاب الله عليهم. كما ذكرهم بانعام الله عليهم: بانه جعلهم خلفاء من بعد قوم عاد.. وانعم عليهم بالقصور والجبال المنحوته والنعيم والرزق والقوه. لكن قومه تجاوزوا كلماته وتركوه، واتجهوا الي الذين امنوا بصالح.

يسالونهم سؤال استخفاف وزرايه: اَتَعْلَمُونَ اَنَّ صَالِحًا مُّرْسَلٌ مِّن رَّبِّهِ ؟!

قالت الفئه الضعيفه التي امنت بصالح: اِنَّا بِمَا اُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ

فاخذت الذين كفروا العزه بالاثم.. قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ اِنَّا بِالَّذِيَ امَنتُمْ بِهِ كَافِرُونَ . هكذا باحتقار واستعلاء وغضب.

وتحولت الكراهيه عن سيدنا صالح الي الناقه المباركه. تركزت عليها الكراهيه، وبدات المؤامره تنسج خيوطها ضد الناقه. كره الكافرون هذه الايه العظيمه، ودبروا في انفسهم امرا.

وفي احدي الليالي، انعقدت جلسه لكبار القوم، وقد اصبح من المالوف ان نري ان في قصص الانبياء هذه التدابير للقضاء علي النبي او معجزاته او دعوته تاتي من رؤساء القوم، فهم من يخافون علي مصالحهم ان تحول الناس للتوحيد، ومن خشيتهم الي خشيه الله وحده. اخذ رؤساء القوم يتشاورون فيما يجب القيام به لانهاء دعوه صالح. فاشار عليهم واحد منهم بقتل الناقه ومن ثم قتل صالح نفسه.

وهذا هو سلاح الظلمه والكفره في كل زمان ومكان، يعمدون الي القوه والسلاح بدل الحوار والنقاش بالحجج والبراهين. لانهم يعلمون ان الحق يعلوا ولا يعلي عليه، ومهما امتد بهم الزمان سيظهر الحق ويبطل كل حججهم. وهم لا يريدون ان يصلوا لهذه المرحله، وقرروا القضاء علي الحق قبل ان تقوي شوكته.

لكن احدهم قال: حذرنا صالح من المساس بالناقه، وهددنا بالعذاب القريب. فقال احدهم سريعا قبل ان يؤثر كلام من سبقه علي عقول القوم: اعرف من يجرؤ علي قتل الناقه. ووقع الاختيار علي تسعه من جبابره القوم. وكانوا رجالا يعيثون الفساد في الارض، الويل لمن يعترضهم.

هؤلاء هم اداه الجريمه. اتفق علي موعد الجريمه ومكان التنفيذ. وفي الليله المحدده. وبينما كانت الناقه المباركه تنام في سلام. انتهي المجرمون التسعه من اعداد اسلحتهم وسيوفهم وسهامهم، لارتكاب الجريمه. هجم الرجال علي الناقه فنهضت الناقه مفزوعه امتدت الايدي الاثمه القاتله اليها وسالت دمائها.

هلاك ثمود ( اصحاب الحجر)

علم النبي صالح بما حدث فخرج غاضبا علي قومه. قال لهم: الم احذركم من ان تمسوا الناقه؟

قالوا: قتلناها فاتنا بالعذاب واستعجله.. الم تقل انك من المرسلين؟

قال صالح لقومه: تَمَتَّعُواْ فِي دَارِكُمْ ثَلاَثَهَ اَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ

بعدها غادر صالح قومه. تركهم ومضي. انتهي الامر ووعده الله بهلاكهم بعد ثلاثه ايام.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل