المحتوى الرئيسى

أقوى أفكار الحرب العالمية: صحفي يصنع حاملة طائرات من الجليد لهزيمة هتلر | المصري اليوم

08/19 00:09

شبهه احد علماء جامعه كامبريدج البريطانيه بانه نظير اينشتاين، الذي يفكر خارج حدود الممكن والمحتمل، كان منهجه التخلي عن المسلمات والقواعد الثابته وضرب عرض الحائط بكل الكتب الاسترشاديه، واطلاق العنان للافكار لا تقيدها حواجز او عراقيل، انه جيفري بايك الذي جعل شغله الشاغل في ذروه اندلاع الحرب العالمية الثانية التوصل لحيله يهزم بها جيش هتلر، فجاءته فكره انشاء حامله طائرات من الجليد تهزم ترسانه هتلر، وتجبر جيش النازي علي رفع الرايه البيضاء.

في تقريرها عن قصه واحده من اقوي افكار الحرب المضاده نقلت صحيفه «ديلي ميل» البريطانيه تفاصيل واحده من اخطر افكار الحرب المنسوبه الي جيفري بايك، ذلك الصحفي الانجليزي الذي كان عمره 45 في ذروه اندلاع الحرب العالميه الثانيه.

ولد في 9 نوفمبر 1893، لاب عمل بمهنه القانون، ولكنه تركه وحيدًا وهو في سن الخامسه، وفارق الحياه، تاركًا لزوجته ارثًا من الصراعات مع عائلته لاجل الحصول علي مستحقاتها الماليه، وللطفل الصغير حياه بائسه منذ باكورتها، ولكن امه نجحت في الحاقه باحدي المدارس العامه التي كانت مخصصه لابناء رجال القوات المسلحه، ثم التحق بعدها بجامعه كامبريدج حيث درس القانون، ولكنه بمجرد اندلاع الحرب العالمية الأولي تخلي عن دراسته وتطوع ليصبح مراسلًا عسكريًا، واقنع رئيس تحرير صحيفه «ديلي كرونيكل»، بان يرسله الي برلين لتغطيه الاحداث هناك، اعتمادًا علي جواز السفر الالماني الذي حصل عليه من بحار امريكي، وهناك عرف الكثير عن تفاصيل الحياه داخل المجتمع الالماني بعيدا عن تلك التي كان يتابعها بالصحف البريطانيه، وتنامي شغفه بالشؤون العسكريه، وهو الشغف الذي عززه طبيعه المشهد السياسي والاحدث المحيطه به.

وعرف عن «بايك» منذ ايام الدراسه افكاره غير المالوفه وتطرقه الي جوانب لم يرد علي بال شخص ان يطرحها او يفكر بها، وكان لديه لكل مشكله حل غير تقليدي، فحين احتار العسكريون في التوصل لطريقه لاخفاء المركبات الحربيه التي يتم ارسالها خلف صفوف العدو، باغتهم «بايك» بفكره وضعها داخل صومعه ورسم شاره محدده عليها مردفه بالعباره «مرحاض كبار الضباط، ممنوع الاقتراب لغير عقداء الجيش»، وكان يعلم ان احدًا من الجنود الالمان لن يجرؤ علي الاقتراب واكتشاف ما بالداخل.

وثمه فكره عبقريه اخري روادته تتعلق بارسال اشخاص من اشباه هتلر الي الاراضي اليونانيه المحتله ليامرون قوات النازي المتمركزه هناك بالتقهقر والانسحاب، ورغم ان هذه الفكره لم يخرج حيز تنفيذها عن محيط الحانه التي ارتادها «بايك» واطلق بها الفكره، حسبما يشير البعض، فان الفكره التاليه الخاصه بتصنيع حامله طائرات من الجليد استلبت الباب المجتمع العسكري والسياسي باكمله.

كان ذلك في عام 1941 وحينها كان لترسانه النازي اليد الطولي في البحار، حيث كان الاسطول الالماني يضم غواصات وسفن حربية يمكنها اغراق كل السفن الامريكيه التي كانت تاتي الي المملكه المتحده محمله بالامدادات والمؤن العسكريه عبر المحيط الاطلنطي، وكان ثمه حاجه الي اسطول ضخم من الطائرات الحربية لاجل حمايه سفن الامدادات.

كان «بايك» قد قرا مقالًا علميًا غريبًا في نسخه قديمه من مجله «ناشيونال جيوجرافيك» عن القوه الخارقه للجبال الجليديه، وقدرتها علي امتصاص القذائف دون ان يلحق بها اي كسور او شقوق.

وجاءته الفكره في الحال لتحويل الجليد الي قواعد جويه عائمه، تخترق قلب المحيط، ويتم من خلالها حمل الطائرات الحربيه ومختلف المؤن والامدادات العسكريه، وكانت فكرته بادره تجاوزت كل المطامح العسكريه، وشكلت واحده من اخطر استراتيجيات التسلح خلال الحرب العالميه.

وعكف «بايك» علي البحث لاجل التوصل لافضل تصميم ووجد ان المياه لو تم خلطها بلب الخشب قبل تجميدها تصبح قوه الجليد اكبر، فهكذا يُصنّع من الخليط الجديد سفن ضخمه غير قابله للغرق او الاختراق، وتحت اسوا الظروف فان اقصي ما يمكن ان يطولها لن يتعدي مجرد ثقوب يمكن اعاده سدها بالجليد مره اخري.

واطلق «بايك» علي مشروعه اسم «حبقوق» تيمنًا باحد الانبياء الذين ورد ذكرهم في العهد القديم ونقل عنه قوله «ساتيكم في ايامكم هذه بشئ لم تصدقوا يومًا انه قد يتحقق».

ورغم تعرضه لحاله انهاك شديده تم علي اثرها نقله للمستشفي واتهمته زوجته بالخرف، فانه لم يتردد في ارسال الفكره والتصميم للورد لويس مونتباتن الذي عينه وينستون تشرشل رئيسًا للعمليات المشتركه اثناء الحرب العالميه، وانبهر «مونتباتن» بالفكره وعينه مديرُا للبرامج العملياتيه.

وحتي وينستون تشرشل ابهرته الفكره بمجرد عرضها عليه، ووجد انها الحل الامثل للتغلب علي كل العراقيل، وانها السبيل لغزو النرويج بسلام.

وفي ليله راس السنه الجديده لعام 1942، وفي غرفه نوم عاليه السقف في شقته في بيكاديللي، جلس يرتدي بيجامته المفضله واسند ظهره الي سريره، حيث المكان المفضل للعمل يحيطه مجموعات من الاوراق، وعلب السجائر وزجاجات الحليب الفارغه، والي جواره اميرال (ضابط برتبه عميد) واثنين من كبار العلماء بالحكومه، بانتظار افصاحه عن افكار التنفيذ، وفي مختبر سري خمسه طوابق اسفل سوق اللحوم «سميثفيلد» في لندن، صنع «بايك» افضل مزيج من المياه ولب الخشب للحصول علي اقوي مركب جليدي يشكل الخرسانه التي صنعت منها السفينه، وعلي الفور اخذ الاميرال النموذج التجريبي الي منزل رئيس الوزراء، وينستون تشرشل، وكلاهما صعق امام النموذج، واطلقا علي السفينه الجديده اسم (Pykrete) تكريمًا للمخترع الصحفي.

وعلي الفور تم الشروع في انشاء ثلاث سفن علي هذا الطراز في بحيره كندا الجليديه، بطول 600 متر، ووزن الف طن، وامتلا «تشرشل» بالامل من ان السفن الجديده ستكون جاهزه للابحار بعد عام من بدء التنفيذ، ولكن كل الظروف تحالفت للحيلوله دون اتمام Pykrete، ففيما كانت مستجدات الحرب تتسارع والضغوط تتوالي علي المؤسسه العسكريه، ظهر العلماء المنافسين للصحفي الانجليزي من كل اتجاه للتشكيك في صحه الاسس التي استند «بايك» عليها في تصميم السفينه، وعكفوا علي ابراز المساوئ العديده للسفينه مثال ارتفاع تكلفتها، وبطء حركتها، واحتماليه تعرضها للغرق.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل