المحتوى الرئيسى

سر بقاء الأبنية الفائقة ساطعة ناصعة رغم مرور الزمن

08/17 14:29

عند ذكر السيليكون اول ياتي الي ذهن القارئ رقائق الحاسب الألي والجراحات الدقيقه وغيرها من الاشياء المتطوره والثمينه. في حين ان السيليكون يدخل في تكوين 90 % من قشره كوكب الأرض. لكن رغم وفرته (او ربما انها الحكمه في وفرته) لا توجد حدود لما يمكن فعله بعامل السيليكون. هكذا تمكنت شركات مثل "داو كورنينج" من تحويل التراب الي ذهب، يوضح لنا جون بول هوتكير المسئول عن تسويق المشاريع عاليه الاداء كيف.

استخدامات السيليكون في البناء والتشييد لا تنتهي: فهو متواجد بشكله البدائي كصلصال ورمال وصخور. كما تستخدم السيليكات في الاسمنت البورتلاندي ويخلط رمل السيليكا بالحصي لصناعه الخرسانه  ويستخدم لتنقيه الحديد والالمنيوم. وهو جزء من صناعه الزجاج والخزف منذ القدم، واليوم تصنع منه الاصماغ والمواد العازله وطبقات الحمايه والخلايا الكهروضوئيه، وغدا لمكونات ذكيه في المبني تتغير عن طريق التحكم عن بعد بحسب الحاجه وتولد الطاقه للسكان.

وبالنسبه لهوتكير تعتبر منطقه الخليج ارضا واعده، فعواصمها اصبحت تتسابق في رفع مباني شاهقه لمحاكاه النهضه المعماريه لدبي. يقول هوتكير: " منطقه الخليج سوق مهم، ومن اكثر ثلاثه اسواق تنمو يكفي النظر الي عدد المباني الشاهقه التي تبني. فمنذ ان بدات دبي في الاهتمام بالمشاريع الطموحه ونحن حريصون علي ان نكون جزءا منها، فتواجد منتجاتنا في مباني مثل برج خليفه او كابيتال جيتس فرصه لا تعوض لاظهار ما يمكننا عمله. كما عملنا علي مشروع برج العرب منذ عقدين من الزمان. والان حين نزور المبني يبدو جديدا لامعا. وهذه هي المباني الايقونيه التي نريد ان تحمل اسمنا".

وبجانب انها تعد فرصه للاقتران باسم مبني مشهور يعرفه الجميع، المشاركه في تلك المشاريع المتقدمه من حيث التصميم تساعد علي ابراز قدرات المواد الحديثه التي تطورها الشركه. يقول هوتكير ان "المباني الاستثنائيه في صلب عملنا هنا، ونحن نعرف تلك المباني عاليه الاداء بانها مزيج من التصميم والاعجاز التقني. ودبي مثال لمكان يتسني فيه للمهندس المعماري ان يطلق العنان لخياله ويدفع استخدام المواد بطرق جديده الي حدود المستحيل. فلا يوجد مستحيل هنا".

كما انها تتيح للشركه استعراض قدراتها التنظيميه حول العالم: "نحرص ان نتعاون مع جميع سلسله الانشاء. وذلك من مصمم المبني الي العامل الذي سيقوم بوضع لوح الزجاج في الاطار المعدني. المثير للاهتمام اليوم ان المصمم قد يكون في المملكه المتحده، والاداره الماليه في الولايات المتحده والمبني في الخليج. ونحن كشركه عالميه بحق يمكننا ان نتعاون مع كل هؤلاء اينما كانوا في جميع تلك المراحل".

في واقع الامر، لا تمثل تلك المشاريع الاستعراضيه في مجمل دخل الشركه الكيميائيه شيئا يذكر. فرغم الاختلاف الجذري، يمكن مقارنتها بعروض الازياء الفاخره التي تنظمها شركات الملابس والتي تكلفها اكثر مما تدر عليها، لكنها تعطي سمعه يمكن من خلالها بيع عشرات الملايين من الملابس الاكثر تواضعا. يشرح هوتكير ان "المباني المبهره تحقق شهره وسمعه طيبه، لكن المشروعات المتوسطه هي مصدر الربح الحقيقي. لدينا شبكه شركاء وموزعين واسعه للغايه تخلخل هذا الشق من السوق بالكامل. وحتي في هذا الحجم من المشروعات نحرص علي التعامل بشكل مباشر وبناء علاقات قويه مع لاعبين نري ان لهم مستقبل مهم في السوق. معظم الطلب علي منتجاتنا في المنطقه يخص الواجهات. منتجاتنا مهمه للغايه في مثل هذه البيئه للصق المواد ومنع الهواء والاتربه من التسرب الي داخل المبني دون ان يؤثر ذلك علي الشكل الخارجي لانها غير مرئيه".

لكن في سباق السيليكون، الحجم لا يكفي. فدوره التطوير سريعه والمنافسه لا ترحم. يشرح هوتكير ان "كل ابتكار جديد يعطينا ميزه تنافسيه لمده 5 سنوات. قد تقصر تلك المده في تطبيقات معينه وفي اسواق معينه. فعلي وجه المثال يستخدم السيليكون في صناعه الهواتف الذكيه وفي تلك الحاله دوره الابتكار اقصر بكثير، اما قطاع البناء فهو محافظ ويكون التحول فيه علي مدي ابعد".    

 كما ان تلك الميزه النسبيه تتضاءل عند دخول بعض الاسواق حيث يمكن تقليد تقنيه جديده تم تطويرها لسنوات في بضعه اشهر: "لدينا 3 مصانع حول العالم تنتج المواد الاوليه في الصين وامريكا الشماليه والمملكه المتحده. ثم يتم خلط تلك المواد وتجهيزها في مصانع فرعيه قريبه من الاسواق المختلفه. مصنعنا بالقرب من شنغهاي كان استثمارا ضخما قمنا به منذ ثلاث سنوات لاهميه الاسواق الاسيويه. ونحن كشركه نعتمد علي الابتكار والتطوير التقني، ونكرس 5 % من ايراداتنا للابحاث. ولدينا حوالي 7000 براءه اختراع في تقنيات السيليكون لذا نعمل بكل جد علي حمايه ملكياتنا الفكريه بما في ذلك الصين. ويجب الاعتراف بان تلك الحمايه اصعب بكثير في الصين، كما يجب ايضا ان نعترف ان الحكومه هناك عملت علي تحسين الوضع كثيرا في السنوات الاخيره. لذلك تزايدت استثماراتنا في الصين واصبحنا لاعبا مهما هناك. واعتقد ان الوضع سيستمر في التحسن لان الشركات الصينيه الكبيره اصبحت تقتني الكثير من حقوق الملكيه الفكريه بدورها وتقوم بالضغط في هذا الاتجاه".

يقول هوتكير: "نحن نحتفل بمرور اكثر من 70 عاما علي تاسيس الشركه في 1943. واليوم نحن نستخدم كيمياء السيليكون في العديد من التطبيقات، من ابرزها تطبيقات البناء والتشييد لما يسمي بالبنايات عاليه الاداء، ووحدات تغطيه الاسطح وتغليف الواجهات وحمايه الزجاج. كما اضفنا حديثا عده تقنيات مثل العزل الحراري الفائق، والنوافذ الذكيه. تلك النوافذ الذكيه نستخدم فيها قطعتين زجاج بينهما طبقه سيليكون تتغير قتامتها وفقا للبيئه المحيطه للتحكم في تمرير النور والحراره، او يمكن حتي للساكن التحكم بها مستخدما هاتفه الذكي. وتزوده ببيانات عن طريق تطبيق لمعرفه كميه الحراره او شعاع الشمس الذي يعبر الزجاج، وهذا يعني انها بديل اكثر كفاءه للستائر وطرق التظليل التقليديه. ونريد توفير تلك التقنيه في السوق خلال سنتين او ثلاثه".

ومن سخريه القدر ان المنطقه العربيه، وهي من المناطق القليله في العالم التي يمكن فيها استخراج السيليكون باقل تكلفه ليس بها تكرير او تصنيع حقيقي للماده. وتمكنت الشركات العالميه من اسواقها دون الحاجه لنقل التقنيه علي عكس ما حدث في الصين. بدبلوماسيه كبيره يقول هوتكير ان "هناك فرص عديده في المنطقه بسبب وجود سوق كبيره وتوافر الماده الخام والطاقه والبنيه التحتيه. ونحن كشركه دوليه دائما ما نحتاج الي اقتناص تلك الفرص. حاليا لا نقوم بانتاج المواد في الشرق الاوسط لكننا نعمل مع شركات محليه لتوزيع المنتجات وخدمه عملائنا".

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل