المحتوى الرئيسى

المانجو.. وفضل إبراهيم باشا!

08/15 01:47

ايه رايكم.. ننسي- في يوم الجمعه- كل هموم المصريين ومشاكلهم، التي تستغرقنا طوال ايام الاسبوع، لكي نغوص فيما هو لذيذ من طعام. نعرف اصله وفصله.. علنا نجد فيه بعض ما ينسينا بلاوي هذه الايام! لنبدا اليوم، يوم الاجازه.

وبما اننا في «عز ايام المانجو» نقول ان المصريين لم يعرفوا زراعه المانجو الا ايام محمد علي باشا.. وان عرف المصريون اشجار التين «البرشومي» وسجلوه علي معابدهم.

<< والمانجو.. اصلها من الهند. ولذلك فالمانجو المصريه كانت بدايتها.. هنديه. واول من زرعها كان بطل مصر القومي إبراهيم باشا عام 1850 عندما زرعها في حدائق قصره بجزيرة الروضة- عندما كانت «روضه» حقيقيه.. وهو الذي ادخل المانجو الهندي الي مصر وجاء بها من الهند وجزر الهند الشرقية، وبالمناسبه زرع ابراهيم باشا- وهو القائد العسكري- حوالي 20 مليون شجره فواكه متعدده، في مصر.. واذا كان يوجد في العالم مئات الاصناف في الهند، فان مصر- في الثلاثينيات- كان فيها نحو 30 صنفاً من المانجو.. والفضل لابراهيم باشا.

وهناك العديد من الاسر لها الفضل الاكبر في نشر زراعه المانجو في مصر.. منهم احمد باشا المنشاوي الذي انشا حدائق عظيمه في حديقه القرشيه المشهوره بمركز السنطه، غربيه، وكان كلما سافر اجتهد في ارسإل آلنباتات لتجربتها في حديقته هذه.. ومن جودتها كانت الحبه الواحده تباع بين 15 و20 قرشاً.. بينما كان سعر حبه المانجو البلدي، نصف قرش وكان ذلك في ثلاثينيات القرن الماضي. بل كان الناس يشترون «عود» المانجو الواحد وهو صغير بخمسه جنيهات!

<< ايضاً كان السلطان حسين كامل من اصحاب الايادي البيضاء علي فلاحه البساتين وادخال العديد من النباتات.. وفي مقدمتها المانجو. وكان قد سبقها انشاء مصلحه الزراعه عام 1910 التي تحولت الي وزاره عام 1913.

ولا ننسي حدائق جعفر باشا والي ولا حدائق المناسترلي وفاطمه هانم ولا جناين الروضه.. والمانجو انواع:

منها البلدي- وكانت الاكثر انتشاراً- ولكن ثمارها كثيره الالياف والبذره كبيره.. والطعم ملحي.. وان كان بعضها حلو المذاق.. ومنها الهندي. وثمارها قليله الالياف رقيقه القشره. صغيره النواه. حلوه الطعم. زكيه الرائحه.. ومنها ما هو «مكبب». ومنها هندي بيض العجل وقد يصل وزن الواحده الي كيلو جرام تقريباً. ومنها عود الظلط وعود البحر وكانت تزرع بقصر السلطان حسين كامل وكان بجوار حديقه الاورمان بالجيزه.. وانواع: رومانو وهلت والشامي ومستكاوي.. وزبده تيمور، وكانت تزرع بالمنيا واصلها من جزيره تيمور بجزر الهند الشرقيه «اندونيسيا الان» ومنها مانجو بمباي الهندي وهي ما تعرف الان باسم «الفونس». ومانجو هندي السناره.

<< وتجود زراعه المانجو في الارض الصفراء الجيده الجافه حسنه الصرف البعيده عن المياه الجوفيه. ويفضل الاراضي الرمليه الناعمه بشرط تسميدها بالسماد العضوي ولا تجود في الاراضي الملحيه والرمليه الخشنه. ولا يفضل زراعتها في الاراضي الطينيه.

ولا تثمر اشجار المانجو بكثره قبل ثلاث سنوات. والشجره من عمر 25 سنه تعطي حتي 1000 ثمره.. واذا بلغ عمرها 50 سنه.. تعطي حتي 5000 ثمره للشجره الواحده.

<< وليست الفائده في لب المانجو وحده بل ان ازهار المانجو تصلح لشفاء الاضطرابات الجلديه التي تشبه الجدري.. بتدليك مكان الاصابه بهذه الازهار ويصلح قشر المانجو واوراقها بعد هرسها لتنظيف الاسنان وتقويه اللثه اما عصير المانجو فهو مضاد للاسهال والدوسنتاريا. وتفرز الثمار المقطوفه حديثاً ماده صمغيه تعالج الجرب.. ويصلح لب البذره المقلي لعلاج الالام المعديه! بل وتستخدم بعض الشعوب بذور المانجو- بعد طحنها- لصنع الدقيق.. تماماً مثل حبات الموز الخضراء التي تجفف وتطحن لصنع الخبز!

<< وقد ثبت ان اشجار المانجو زرعت قبل 4000 عام في الهند وارخبيل الملايو ثم نقلها المستكشفون الاوروبيون في القرنين 18 و19 حتي انتشرت زراعتها في البرازيل والمكسيك والفلبين وامريكا.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل