المحتوى الرئيسى

مكاسب مصر من زيارة السيسي لروسيا

08/15 11:30

زيارة السيسى الأولى لموسكو كسرت العزلة الغربية على مصر.. والثانية رسخت للتعاون الاقتصادى والعسكرى المشترك

يبدو أن العلاقات المصرية الأمريكية تمر بمرحلة توتر حادة، الجانب الأمريكى مصمم فيها على موقفه من السلطة الجديدة فى مصر، تجلت فى عدة تصرفات وتلميحات وأوراق ضغط كالطريقة التى دعا بها الرئيس السيسى لحضور المؤتمر الإفريقى بأمريكا والتى كان رد السيسى فيها منطقيا بتخفيض مستوى التمثيل لرئيس الحكومة، وانتهاء بتقرير الـ«هيومن رايتس وواتش» والذى جاء منحازا بشدة ضد الإدارة المصرية ومتجاهلا تقارير وشهادات المجلس القومى لحقوق الإنسان، بل ومزيفا لشهادات بعينها لأشخاص كانت شهادتهم محورية فى فضيحة كبيرة، وهى المؤسسة المحسوبة على جزء من الإدارة الأمريكية، ومعروف أنها تلعب دورا موجها فى معظم تقاريرها بما يتماشى مع توجهات رغبة الإدارة الأمريكية، ولها تاريخ فى ذلك، وبناء عليه يبدو أن الرئيس السيسى قد قرر أن يرد على هذا التوجه الأمريكى بحدة مشابهة وبإعلان واضح أننا يمكن أن نتوجه إلى روسيا، وبعيدا عن تعقيد تلك العملية وتفاصيلها، ولكننا أمام حرب دبلوماسية مصرية أمريكية واضحة لإرساء قواعد جديدة فى العلاقة.

وقد اختلفت زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى لدولة روسيا ولقائه الرئيس فلاديمير بوتين، عن زيارته الأولى لموسكو فى شهر فبراير، عندما كان يتقلد منصب وزير الدفاع، ففى الزيارة الأولى كان الجانب المهيمن هو كسر عزلة مصر الخارجية نتيجة للثلاثين من يونيو، لكن الزيارة الثانية فهى مهمة على الجانب السياسى والاقتصادى والعسكرى والتعاون المشترك بين الجانبين.

يتصدر أجندة المباحثات المصرية الروسية عددًا من القضايا الدولية والإقليمية. فقد صرح المكتب الإعلامى للكرملين بأن مواقف البلدين متطابقة كثيرا فى ما يخص تسوية مختلف الأزمات التى تشهدها منطقة الشرق الأوسط، بما فى ذلك فى مسائل ضرورة وقف العنف فى قطاع غزة، فروسيا قد تدعم المبادرة المصرية للهدنة فى غزة.

وقد صرح الرئيس السيسى من خلال كلمته التى ألقاها خلال القمة «المصرية -الروسية» أن الجانب الروسى يحرص على استقرار ووحدة الأراضى الليبية من الهجمات الإرهابية التى تلحق بها، مشيرا إلى أن موقف روسيا يتفق مع رؤية مصر الذى لا تسمح بالتدخل فى الشأن الليبى لا من قريب أو بعيد. وأن مصر تدعم جهود التشاور مع الحكومة السورية.

ويأتى تصريح الرئيس الروسى فلاديمر بوتين أن روسيا تدعم جهود مصر فى حربها على الإرهاب، لا سيما على ضوء تنامى الخطر الإرهابى فى الشرق الأوسط، وهو مؤشر على تقارب سياسى قوى بين الحكومتين المصرية والروسية فى الشرق الأوسط، وتأكيد لمحورية الدور المصرى فى إيجاد حلول للقضايا المشتعلة وتصديها لمكافحة الإرهاب.

التقارب المصرى الروسى يأتى بعد عودة مصر لبؤرة الضوء الأمريكية لدورها فى التوسط بين الفصائل الفلسطينية والإسرئيلين فى القاهرة للتهدئة والوصول إلى اتفاق هدنة.

ملف التعاون العسكرى، بعد الزيارة الأولى للسيسى كوزير للدفاع لروسيا فى فبراير الماضى، تم توقيع بروتكول تعاون عسكرى بين مصر وروسيا، دون التعاقد على أى صفقات أسلحة روسية الصنع. ولكن فى الزيارة الحالية قام السيسى بنفسه بتفقد بعض المعدات العسكرية الروسية مثل ناقلة الجنود المدرعة «بى تى آر - 82» التى تمثل نسخة مطورة من ناقلات «بى تى آر - 80» المشهورة، والأنظمة الصاروخية والمدفعية المضادة للطائرات من طراز «تور» و«بانتسير» وتفقد السيسى أيضا أسطول البحر الأسود الروسى لاسيما الطراد «موسكفا» الصاروخى، وذلك بعد وصوله إلى مدينة سوتشى جنوب روسيا.

وجاء تصريح الرئيس الروسى «بأن البلدين يعملان على تقوية التعاون العسكرى والتكنولوجى، بعد أن وقعنا بروتكول تعاون فى مارس الماضى، وأن روسيا مستعدة لتسليم أسلحة إلى مصر». ويرى المحللون أن ذلك التعاون العسكرى بين روسيا ومصر يعطى فرصة للأسلحة الروسية لتقتطع جزءا كبيرا من مشتريات السلاح المصرية، خصوصا بعد تراجع الولايات المتحدة عن تسليم أسلحة لمصر فى ضوء عزل الرئيس السابق محمد مرسى.

تواجه روسيا عقوبات اقتصادية غربية على ضوء الأزمة الأوكرانية ولذلك قررت أيضا أن تمنع استيراد المنتجات الزراعية الأوروبية والأمريكية والكندية والأسترالية، بعد أن تم حظر دخول الصادرات الروسية لتلك الأسواق.

وهى فرصة اقتصادية للجانبين المصرى والروسى، لرفع الميزان التجارى بين البلدين. تتطلع مصر إليه كفرصة تصديرية للمنتجات الزراعية المصرية، حيث تأتى مصر بالمركز الأول كمصدر لعدة محاصيل زراعية وهى «البطاطس والبرتقال والبصل الرمان والعنب»، حيث يبلغ حجم الصادرات الزراعية المصرية لروسيا 310 ملايين دولار فى الفترة بين سبتمبر 2013 وأغسطس 2014.

فقد صرح الرئيس بوتين عقب مباحثاته مع الرئيس السيسى، إن مصر مستعدة لزيادة حجم صادراتها من المنتجات الزراعية إلى روسيا بنسبة 30% فى القريب العاجل، بعد أن شهدت ارتفاعا بنفس النسبة فى وقت سابق، وأكد بوتين تسهيل وصول السلع المصرية إلى السوق الروسية.

وقد قام وزير الصناعه والتجارة منير فخرى عبد النور بتشكيل وفد من رجال الأعمال المصريين لزيارة موسكو للتشاور مع الجانب الروسى حول كيفية تسهيل التبادل التجارى المصرى الروسى وذلك طبقا لتصريحات على عيسى رئيس المجلس التصديرى للحاصلات الزراعية. وعلى الجانب الروسى، جاء تصريح بوتن إن السوق المصرية أكبر مستهلك للقمح الروسى، وستكون حصة مصر على الأقل 5 - 5.5 مليون طن من الحبوب هذا العام، بما يشكل خُمس حجم الصادرات الروسية من الحبوب.

وفى بيان صدر عن المكتب الصحفى للكرملين تم الإعلان عن اتفاق البلدين حول استئناف المشاورات حول مشروع اتفاقية التجارة الحرة بين دول الاتحاد الجمركى (روسيا وبيلاروس وكازاخستان) وبين مصر. وهو ما عبر عنه الرئيسان المصرى والروسى بمدى أهميته للبلدين.

ثم تأتى تصريحات الرئيس السيسى بالترحيب الروسى بإنشاء منطقة صناعية فى مشروع إقليم قناة السويس.

ملف السياحة الروسية فى مصر

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل